انطلق منذ 3 نوفمبر الجاري بدار الثقافة الطاهر الحداد بالمدينة العتيقة معرض فنانات مبدعات تشرف عليه الفنانة زهرة الزروقي بمشاركة نادية الطويلي وإيمان أندلسي وسميرة خلفي وعائشة دبيش وضيف شرف المعرض الفنان العراقي محمد الدوري وهو يتواصل إلى إلى 19 نوفمبر. والفنانة زهرة الزروقي اختصت في فن الرسم على الماء أو ما يسمى"الابرو" وهي من مواليد 1985، كانت بداياتها مع الرسم في المدرسة الايطالية للرسم "دانتي" ثم التحقت بالمركز الوطني لفنون الخط سنة 2010 فاستهوتها تقنية "الابرو".. سافرت إلى تركيا والتقت بكبار المختصين في فن" الابرو". ثم سعت بعد ذلك إلى نشر هذه التقنية في تونس من خلال ورشات حيّة عديدة نذكر منها ورشات في المركز الثقافي بئر الأحجار ومركز الجمعيات العاشورية والمركز الثقافي الروسي وبيت الشعر. كما كانت لها استضافات في مهرجانات منها مهرجان تستور2011 ومهرجان الزخرفة والمنمنمات بتلمسان بنفس العام. ويأتي مصطلح "إبرو" من كلمة "إبر" الفارسية والتي تعني الغيوم. وتفيد هذه الجذور إلى كلمة " مثل الغيوم" أو "المغيم" التي أخذت موقعها في قاموس الكلمات التركية "إبرو". وفي الحقيقة يوحي منظر "الإبرو" بالغيوم. وكما كلمة "إبرو" في الوقت نفسه هي"ماء الوجه" والتي هي بالفارسية"أب- رو". ولم يعرف حتى الآن منشأ فن الإبرو ولا في أي زمن ظهر. بعض المراجع الإيرانية تقول أن الإبرو أول ما ظهر في الهند وحمل هذا الفن من الهند إلى إيران ومن هناك إلى الدولة العثمانية. وبناء على بعض المراجع والمواقع الالكترونية اكتشفنا أن الأبرو ظهر في تركمانستان وانتقل من هناك إلى إيران ومنها إلى العثمانين ويسمى الإبرو في الغرب "بالورق التركي". واستخدم الإبرو في التخطيط والتجليد بشكل كبير. كما استخدمت في اللوحات لكونها تحمل ألوان ونماذج جميلة جدا. ومن فنانين الإبرو الأتراك المشاهير خطيب محمد أفندي، والشيخ صادق أفندي (القرن 19)، بكير أفندي (القرن 20) وغيرهم من الفنانين. ومن أواخر الفنانين الذين احترفوا بعد نجم الدين أوك ياي، مصطفى دزغون مان (مواليد 1920) و نيازي صابن مواليد.. وقد قام المعرض بعرض لوحات تشكيلية حول استخدام الخطوط والنقط في تكوين لوحة ذات مدلول ومعنى من تداخل هذه الكلمات وكذلك تدوير الكلمات لتكوين أشكال جديدة ولوحات جديدة تعتمد على التركيب والتحوير. فالمعرض يقدم لوحات تشكيلية تعتمد على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وعرضها بشكل جديد، وكذلك استخدام الألوان والنقاط بشكل وأسلوب جديد ذي جاذبية أكثر ومعنى أجمل وأعمق. هذا المعرض مثل محطة هامة تم فيها ومن خلالها إعادة الاعتبار للخط العربي ونشر واستخدام اللغة العربية وتدعيم استخدامات اللغة العربية والإسلامية واستخدام ألوان جديدة وحديثة في عملية عرض الجمل بشكل جديد ومنظم يكون أكثر جذباً وإيحاءاً. الى جانب عرض لوحات تشكيلية تم فيها استخدام فن "الابرو".