الثورة التونسية ساهمت في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين - قال علي باقري نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي المكلف بالسياسة الخارجية والشؤون الدولية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال لقاء إعلامي انتظم صباح أمس بمقر السفارة الإيرانية أن بين تونسوإيران علاقات عريقة جدا اكتسبت أهمية مضاعفة بانتصار الثورة التونسية المجيدة التي ساهمت في الارتقاء في العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ. وكشف باقري أن هذه الزيارة تتنزل في إطار التشاور المستمر بين البلدين من اجل إيجاد أرضية ملائمة لتطوير العلاقات في كافة المجالات، واعتبر باقري أن الثورة التونسية تشكل رصيدا ثمينا للشعب التونسي وأن بإمكانها أن تؤسس وتطور علاقة البلدين في كافة المجالات في إطار تعاونهما المكثف كي يكون مثمرا وفي خدمة القضية الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأشار المسؤول الايراني إلى أن القضية الفلسطينية كانت على رأس الموضوعات التي تم التشاور حولها في اللقاءات التي جمعته بمسؤولين في البلاد كما شملت المحادثات الأزمة السورية. وأوضح ان الطرف الإيراني يرى بأن الحل الوحيد للازمة السورية هو الحل السلمي والحوار السوري السوري لتحقيق مطالب الشعب السوري. ولهذا السبب قال أن بلده يسعى ولا يزال عبر التواصل مع مختلف أطياف الشعب السوري من المعارضة وغير المعارضة والقوى الكبرى الإقليمية لتهيئة أرضية مناسبة للتسوية السلمية للأزمة السورية. واعتبر ان من يرسلون السلاح والإرهابيين إلى سوريا لا يحق لهم أن يتحدثوا عن الديمقراطية في سوريا لان الديمقراطية لا ولن تخرج من فوهة البنادق حسب قوله وقال انه "لا يمكن أن...نصدق أن الدول التي لم تشهد ديمقراطيات أبدا في بلدانها أو أي مؤشر من الديمقراطية يقومون بإرسال السلام إلى سوريا تحت ذريعة دعم تحقق الديمقراطية في سوريا. " وقال أن الرأي العام العربي والإسلامي ينتظر من الذين يرسلون السلاح إلى سوريا ان يقدموا تقريرا عما قدموه من مساعدات إلى المقاومة الفلسطينية. على صعيد آخر اعتبر المسؤول الإيراني علي باقري ان الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة اثبتت من خلال انتصارها على الكيان الصهيوني الغاصب أنها أقوى من قبل في الدفاع الفاعل عن القضية الفلسطينية والكرامة الفلسطينية. وقال ان المقاومة الفلسطينية لم توفق فقط في تعزيز عزمها في مقاومة الكيان الصهيوني بل في مجال العتاد العسكري مؤكدا بان قوتها ازدادت مقارنة بما كانت فيما قبل. وأنها أثبتت أن الكيان الصهيوني أصيب بحماقة كبرى مثلما كان مصابا بهذا المرض من قبل حسب تعبيره. وعن موقف إيران تجاه الملف السوري وعن إمكانية وجود مقترحات حول هذه الأزمة لاحظ المسؤول الإيراني أن بلده يسعى جاهدا بان يسمع صوت الطرف الأساسي في المقاومة السورية وهو الشعب السوري مضيفا بان إيران كمبادرة منها قامت بالتواصل مع مختلف الدول بالمنطقة على غرار روسيا تركيا ومصر لدراسة الحل الأنسب وإيجاد التسوية السلمية لهذه الأزمة السورية. وأشار أيضا بان تونس مثلما كانت رائدة وتصدرت الثورات العربية يمكن أن تكون أيضا رائدة في التوصل لإيجاد حلول من اجل تسوية مثل هذه الأزمات. واعتبر أن هدف أعداء الأمة العربية حصول تفرقة وانقسامات بين مختلف البلدان لتحقيق مصالحهم الشخصية وقد ركزوا حسب قوله على الخلافات الطائفية مثل عجم وعرب، شيعة وسنة وأكد انه رغم كل هذه المؤامرات بإمكان القضية الفلسطينية أن تشكل نقطة التوحد وتوحيد الأمة الإسلامية. كما أكد التزام إيران خلال 34 سنة بدعم المقاومة الفلسطينية في فترات المقاومة والتصدي للتهديدات الإسرائيلية. وأضاف بان الثورات العربية التي شهدتها بعض البلدان هي عبارة عن رسالة مضمونة الوصول للكيان الصهيوني والقوى الداعمة له. واعتبر هذه الثورات بمثابة قوى كفيلة بلجم الاعتداءات الصهيونية حسب تعبيره. وفي رده حول سؤال ل "الصباح " عن إمكانية وجود تعاون امني بين البلدين أكد السفير الإيراني أن هناك تعاونا بين البلدين في كافة المجالات وقد لمس استعدادا من الطرف التونسي خلال لقائه برئيس الجمهورية السيد المنصف المرزوقي ووزير الداخلية علي العريض ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.