سجينان أفغانيان ماتا تحت التعذيب ولم يعترف الجيش الأمريكي بذلك الا بعد ضغط من صحيفة «نيويورك تايمز»! السجناء لم توجه لهم أية تهمة ويخضعون الى الاهانة والتعذيب منذ 5 سنوات على أيدي القوات الامريكية خلال السنوات الماضية تحدثت أغلب وسائل الاعلام في العالم عن معتقل غوانتنامو وعن الأساليب التي تنتهجها الولاياتالمتحدة في إدارة هذا المعتقل الذي بات وبشهادة الساسة الامريكيين انفسهم وصمة عار على جبين حقبة حكم الرئيس بوش الابن. ويبدو أن هذا المعتقل أنتزع الاهتمام الاعلامي من معتقل آخر يكبره حجما ومن حيث عدد المعتقلين فيه ويشبهه في «ظروف الاقامة المريحة جدا» للسجناء وهو معتقل باغرام في أفغانستان. 3 أضعاف سجناء غوانتنامو بعد غزو أفغانستان سنة 2002 والاطاحة بنظام طالبان أنشأت الولاياتالمتحدةالامريكية معتقلا في القاعدة العسكرية بمدينة باغرام يضم 630 معتقلا أي ما يقارب ثلاثة أضعاف المعتقلين في غوانتنامو الذين لا يزالون رهن الاعتقال. اكتظاظ وإهانة وتعذيب تحدث تقرير لمنظمة الصليب الاحمر الدولي عن ظروف الاعتقال في باغرام حيث الغرف المكتظة بالسجناء الذين يعيشون في ظروف سيئة جدا، اضافة الى عدم وجود قاعدة قانونية اصلا لعمليات اعتقالهم وحبسهم جماعيا أو انفراديا في زنزانات مجهولة يتعرضون فيها في بعض الاوقات الى أنها كانت مخالفة لمعاهدة جينيف. ولم توجه الى هؤلاء السجناء تهم معينة ولم يسمح لهم بالاتصال بمحامين للدفاع عنهم طيلة أكثر من خمس سنوات. وقال التقرير أيضا إن العديد منهم وضعوا رهن الحبس الانفرادي لبضعة أسابيع في أماكن أخفيت عن المفتشين الدوليين. ماتا تحت التعذيب سنة 2005 تسربت تقارير تفيد بموت معتقلين تحت التعذيب اضافة الى حالات «اختفاء» غامضة لعدد آخر من السجناء. وقد حصلت آنذاك صحيفة نيويورك تايمز على تقرير للجيش الامريكي مؤلف من 2000 صفحة بشأن موت سجينين افغانيين كانا في المعتقل سنة 2002 . وقد بادر مسؤولون عسكريون أمريكيون بالقول إن موتهما كان لاسباب طبيعية، ونفى قائد قوات التحالف في افغانستان أن يكون السجينان تعرضا الى التعذيب وأن تكون الاوضاع في باغرام سيئة وتعرض حياة السجناء الى الخطر. لكن بعد تحقيق مدقق من الصحيفة عاد الجيش الامريكي ليعترف بأن السجينين ماتا مقتولين خاصة أن التشريح الطبي أثبت انهما تعرضا الى التعذيب حتى الموت! روتين إداري!! بعد ثبوت هذه الحقائق والفضائح تعهدت الولاياتالمتحدة بتحويل معتقل باغرام الى اشراف السلطات الافغانية. غير أن الاجراءات البيروقراطية القانونية حالت دون ذلك وبقي السجن الكبير تحت سيطرة القوات الامريكية ورغم أن معتقل غوانتنامو ومعتقل باغرام أصبحا «رمزين مدمرين لسمعة الولاياتالمتحدة ومكانتها» حسب تعبير الامريكيين انفسهم.. ورغم اعلان بوش عن رغبته في اغلاق معتقل غوانتنامو فإن شيئا من هذه «النوايا» لم يتحقق وبقي المعتقلان رمزا لانتهاك أبسط قواعد حقوق الانسان من قبل دولة وضعت نفسها وصيّا على حقوق الانسان في العالم.. ج.م