"آه عليك يا ارض الجريد» صرخة أطلقت صباح امس من قبل شيخ من شيوخ الشعراء بتوز خلال ملتقى إعلامي حول "واقع وافاق القطاعين السياحي والفلاحي بالجريد" نظمته الجمعية العالمية لاصدقاء الجريد للتنمية والتواصل الاجتماعي والثقافي جمعت فيه أهل الثقافة والسياحة والفلاحة بأبناء الجريد الذين اثثوا هذا اللقاء. "حال البلاد مؤلم" هذا ما قاله رجل الاعمال عبد الرزاق الشريط الرئيس الشرفي للجمعية ولكن "كل شيء بيد التونسيين عامة والجريديين بصفة خاصة بزرع الأمل لدى الشباب المهمش ولا يأتي ذلك إلا بوحدة اليد والإرادة بعيدا عن السياسة والتجاذبات وبالتالي تطرح الحلول وتفعل بصفة عاجلة". وفق تعبيره. مضيفا "عندما نكون وحدة نكون قوة يسمعنا الجميع فكل السلط كانت في ما مضى ضدنا والإدارة التونسية كانت من أكبر المعيقين لانطلاق المشاريع ناهيكم أني تقدمت برخصة مشروع تنموي بولاية القصرين منذ خمسة سنوات لم اتحصل على الموافقة إلا منذ يومين" وبالتالي يجب ان تتغير العقلية بالابتعاد عن الصراعات والتجاذبات «فنقسم على ان نكون وحدة وان نجعل من الجريد ارضا يطيب فيها العيش". اثثت روح الفكاهة ونسمات الشعر واللغة العربية الفصيحة اللقاء الإعلامي، فكان حضور عدد من الشعراء الى جانب مفكرين على غرار المفكر يوسف الصديق الذي اعتبر الجريد «ارضا عجيبة فهي منذ قديم الزمان موطن فكر فلعل تربتها ونسيمها وأكلها انشأ مثل هذا الموطن". تراجع نسبة الوافدين بعد ان استقبلت سنة 2000 قرابة الأربعة مائة ألف وافد من العالم ومن تونس، لم تستقبل توزر سنة 2011 إلا مايقارب 74 ألف شخصا، فنتج عن ذلك غلق15 نزلا، كما تراجعت عدد الرحلات الدولية عبر مطار توزر الدولي رغم ان البنية الأساسية متوفرة، كذلك المناظر الطبيعية الخلابة. الطرق تشهد لها نظافتها ورونقها وكأن الثورة لم تمر على أنهج هذه المدينة التراث كما مرت على أنهج العاصمة، فبالرغم من كل هذه المعطيات فان السياحة تراجعت بصفة ملحوظة لتنم عن وضع كارثي، فما الحل للخروج من هذه الوضعية؟ الدور الجمعياتي يبدو ان التنظم تحت لواء المجتمع المدني أضحى من البديهيات كذلك من الاستراتيجيات التي قد تعطي أكلها بعد صمت السلطات وغياب الحوار وتواتر المشاكل والقضايا خاصة منها التنموية، فتأسيس الجمعية العالمية لاصدقاء الجريد للتنمية والتواصل الاجتماعي والثقافي تأتي في هذا الإطار. وأوضح محمد الهاشمي بلوزة رئيس الجمعية ل"الصباح"، ان المجتمع المدني" اصبح بعد الثورة من اليات الحوار كما أضحى يمثل قوة ضغط بإمكانه طرح القضايا ومعالجتها وبسط الحلول". وقال إن «ما ستقوم به الجمعية في الفترة القادمة هو إعداد خريطة طريق كنا قد قمنا بها في سنة 1995 وأعطت أكلها من ذلك اعداد الدراسات وتنظيم الملتقيات والندوات الدولية للحث على الاستثمار وجعل من الجريد ناظورا ثقافيا له قدرة على استقطاب الوفود السياحية من كل أرجاء العالم كذلك من تونس، فخارج الجريد 250 ألف جريدي غادروها لو فكر نصفهم في زيارتها وقضاء عطلهم لساهموا في تنشيط السياحة بها وبإمكانهم ان يكونوا قوة وكتلة واحدة من اجل هذه المدينة الثقافية التي تزخر بالعلماء والشعراء والمثقفين وكذلك بالفلاحين وغيرهم". فالجريد كما اكد الخبير الاقتصادي حسن الزرقوني الذي نشط هذا اللقاء الإعلامي هي «عمق الشعر والحضارة التونسية وبلد السياحة والفلاحة ما يلزمها هو وحدة أبنائها بعيدا عن كل التجاذبات والصراعات والانتماءات".