منذ بداية اللقاء حاول أبناء المدرب الغرايري فرض أسلوب لعبهم من خلال التعويل على أكثر من متوسط ميدان هجومي خاصة بعد عودة أسامة السلامي للتشكيلة الأساسية بعد تخلفه عن المباراة الأخيرة ضد النجم الساحلي، ونجح الفريق منذ الدقائق الأولى في فرض أسلوب لعبه والسيطرة في مناطق نادي حمام الأنف الذي لعب بتنظيم دفاعي جيد للغاية مما حال دون تهديد مرمى الماجري بشكل متواصل، وغابت الفرص السانحة للتسجيل طيلة هذه الفترة التي تميزت بالأساس بانحصار اللعب في وسط الميدان، قبل أن تتاح لنادي حمام الأنف أول فرصة في الدقيقة 21 عندما تلقى لمجد عامر الكرة في عمق دفاع الملعب التونسي ويسدد بقوة في الزاوية اليمنى للحارس الخلوفي لكن الأخير كان في الموقع المناسب، أفضلية زملاء المبروك لم تتجسم بشكل واضح خاصة وأن التعويل على مهاجم وحيد لم يكن ليوفر الحلول في الخط الأمامي فضلا عن ذلك فإن كثرة اللاعبين في وسط الميدان خلق نوعا من الاكتظاظ الذي لم يساعد الفريق في إيجاد الحلول لاختراق دفاع «الهمهاما» المتماسك، لكن كان بالمقدور إيجاد هذه الحلول عبر الكرات الثابتة حيث أتيحت للملعب التونسي بعض الفرص في النصف الثاني من هذا الشوط أبرزها في الدقيقة 28 عن طريق المبروك الذي كاد يحدث الفارق بضربة رأسية لكن حارس حمام الأنف كان في الموقع المناسب، وتواصل اللقاء بنفس الإيقاع والنسق حيث لم يفلح الفريق المستضيف في إيجاد الحلول الهجومية رغم التقدم المتواصل للظهيرين تاج والبحري، في حين تميز نادي حمام الأنف دفاعا، وكان بمقدوره مغالطة دفاع «البقلاوة» لو كان أكثر جرأة في عكس الهجومات. الشوط الثاني لم يختلف كثيرا رغم دخول هيثم بن سالم ليصبح مهاجما ثان إلى جانب أوروك فالتحسن الملحوظ في الأداء الهجومي للبقلاوة لم يكن كافيا لمباغتة دفاع الفريق المنافس، حيث توفرت بعض الفرص التي تستحق الذكر على غرار محاولة بن سالم في الدقيقة 52 عندما أخفق في استغلال موقعه المناسب أمام المرمى لتمر ضربته الرأسية عالية، في هذا الشوط أصبح نادي حمام الأنف أكثر حرصا على تأمين نتيجة التعادل على الأقل فكانت محاولته الهجومية محتشمة، بالمقابل فإن الملعب التونسي أصبح أكثر خطورة هجوميا خاصة بعد اقحام المهاجم حسان الشواشي الذي كان وارء أبرز فرصة لأوروك عندما وزع في عمق دفاع الهمهاما لكن تسديدة المهاجم النيجيري القوية مرت فوق المرمى بقليل. وقام أبناء المدرب دراغان مباشرة اثر هذه الفرصة بهجوم منسق أحدث الخطر على دفاع الملعب التونسي غير أن محاولة المسعودي اصطدمت بأحد المدافعين قبل أن تنتهي هذه المحاولة بمخالفة على حافة 18 مترا نفذها الرقيعي في جدار دفاع الملعب التونسي. الدقائق الأخيرة لعب خلالها الغرايري آخر أوراقه الهجومية باقحام محمد بن عمار لكن ذلك لم يغير كثيرا في مجريات اللقاء قبل أن تتاح للملعب التونسي أبرز فرصة على الإطلاق في الدقيقة 88 عندما استقبل القيزاني توزيعة السلامي غير أن الحظ لم يكن إلى جانبه حيث اصطدمت كرته بالعارضة.. ولم تفلح أخر محاولات الملعب التونسي في تغيير نتيجة اللقاء الذي انتهى بتعادل أرضى الضيوف وطرح أكثر من سؤال بخصوص النجاعة الهحومية ل"البقلاوة"