فتحت إذن سوق الانتدابات رسميا أبوابها معلنة عن انطلاق"مركاتو" الشتاء. وهذه السوق تأخذ في الازدهار شيئا فشيئا كلّما اقتربنا من بداية العد التنازلي، اذ تبلغ وقتها ذروتها، قبل ان ينطبق على الاندية المثل القائل"إلّي حج حج.. ولّي عوّق عوّق"! لكن إذا كان"مركاتو" الشتاء يخصّص منطقيا لتعديل الأوتار اي القيام بما يحتاجه كل فريق من ترميم و»روتوش» وتغييرات أو إن شئنا تعزيزات في مراكز معيّنة وليس لإعادة البناء من جديد ودفعة واحدة... فان هذا "المركاتو" يتحوّل عند البعض الى فرصة ل"تكديس" اللاعبين واحيانا تكون الانتدابات غير موجهة وإنما كما يقال "بحشيشو وريشو"! وكثيرا ما يكون "السماسرة" وراء الكمّ الهائل من الانتدابات العشوائية التي يقترن بها "المركاتو"، دون أن ننسى طبعا جانب "اللهفة" لدى البعض! وفي الحقيقة، فلو ان الاندية تعمل العقل وتتدبّر الامر بحكمة وتبصّر، فانها تقتصر على القيام بانتدابات محدودة جدا وحسب الاحتياجات العاجلة معتمدة في ذلك على منطق «قلّل ودلّل»، وموجّهة نظرها بالاساس الى ما تكتنزه من مخزون من الشبان يزخر بالدرّ والمواهب والمهارات. نعم ذاك هو نهر العطاء الذي لا ينضب والذي من المفروض ان تستنجد به الاندية بين الحين والآخر، بدل إهدار الاموال في "مركاتو" شعاره "سوق ودلاّل... وآش كون زاد"! أليس كذلك؟