خلال متابعة أخبار معرض الأملاك المصادرة للرئيس السابق وأصهاره في قمرت وبيع السيارات والأثاث والمصوغ والثياب والإكسسوارات والتحف النادرة والساعات والزرابي والملابس التقليدية ذات القيمة التاريخية وغيرها مما كان على ملك او تحت تصرف عائلة الرئيس السابق استمعت إلى مواطن يقول انه تمكن من شراء زربية إيرانية بسعر 3700 دينار في حين ان ثمنها الحقيقي يتجاوز العشرين ألف دينار وانه هب ومن معه للمعرض رغم ان سعر الدخول 30 دينارا للفرد الواحد. سعر بيع زربية لم يتم استعمالها قط بأقل من ربع ثمنها يمكن ان يكون مؤشرا على درجة خسارة الشعب التونسي لثروته.. نعم ثروته فهذه النفائس التي تعرض حاليا للبيع على انها من ممتلكات المخلوع وعائلته ليست في الحقيقة الا ممتلكات الشعب التونسي الذي يتم حرمانه من مورد رزق كان يمكن ان يكون قارا لعدد من المتمكنين في عديد الاختصاصات . نعم ليس ما بيع ويباع على ملك المخلوع او عائلته وإنما هو ملك الشعب التونسي أتى اغلبه هدايا من الشعوب الشقيقة والصديقة لم ينفق فيها المخلوع او زوجته او ابنه وبناته اي مليم رغم ان البعض يقول ان رئيسا راتبه 30 الف دينار يمكن ان يمتع نفسه ببعض المشتريات وما نعرفه عن هذه العائلة هي انها لم تكن تشتري ولا تدفع ثمنا لأي شيء مهما ارتفعت قيمة ويكفي هنا ان نذكر بقيمة بعض ما تم إهداؤه لليلى عندما أنجبت محمد زين العابدين مثلا. ان اغلب ما يتم عرضه في المعرض حاليا ويفرط فيه بدعوى الاعتبار وإخافة المسؤولين الجدد هو في اغلبه هدايا للدولة التونسية وبالتالي للشعب التونسي وعلى حد علمي لم يهرب الشعب التونسي ويخل المكان بل مازال هنا في تونس. وقد كان من باب أولى وأحرى- وبما ان المواطن التونسي له كل هذه الرغبة في اكتشاف مظاهر الثراء الفاحش والذي لم يشاهده اغلبنا إلا صورا في الأفلام والمسلسلات ولعلها مركبة وغير حقيقية - ان يتم جمع هذه الأملاك في متحف يدخله التونسيون والأجانب بتذاكر توفر لنا سنويا أموالا طائلة وعملا للمختصين في إدارة المتاحف والمحافظة على النفائس مهما كان نوعها وهنا نضرب عصفورين بحجر واحد، يعتبر كل من يحاول نهب الشعب التونسي حاضرا ومستقبلا ونحفظ للشعب التونسي حقه في ان ينتفع من مدخول هذه التحف والثروات عند عرضها في متحف ونضاعف بها مداخيل الخزينة العامة للدولة لعل هذه الأموال تذهب هذه المرة إلى أصحابها: هؤلاء الذين صنعوا الثورة، إضافة إلى انه يمكننا لو وضعناها في متحف ان نسد الباب على"المستكرشين" الجدد الذين يعملون بكل الطرق على جمع أكثر ما يمكن من غنائم هذه الثورة التي لم ينتفع منها لا أبطالها ولا جرحاها ولا عائلات شهدائها .