وقف الزوار يتأملون طواقم احذية وملابس الرئيس المخلوع وبعضهم يردد انه "لم يكن يتخيل ولو في المنام ان يأتي يوم وتعرض فيه ادباش (أغراض) بن علي للبيع بعد أن حكم تونس 23 عاما بقبضة من حديد". وتم عرض قلادة مرصعة ب1000 ألماسة اكد خبراء مجوهرات انها فريدة من نوعها في العالم وصممت خصيصا لليلى بن علي. شهد معرض بيع المقتنيات الشخصية للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته، الذي بدأ الاحد ويستمر شهرا كاملا إقبالا لافتا في يومه الأول سواء من الفضوليين أو من الراغبين في شراء هذه المقتنيات الفاخرة. ويقام المعرض في مدينة قمرت الساحلية (شمال العاصمة) في قاعة "كليوبترا" التابعة لفندق كان ملكا لبلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي زوجة بن علي. ولجأ بن علي مع زوجته واثنين من أبنائهما إلى السعودية منذ الإطاحة بنظامه في 14 كانون الثاني (يناير) 2011 فيما هرب صهره بلحسن الطرابلسي الى كندا. وقال مهدي (25 عاما) الذي يزور المعرض مع عمه المولع بالسيارات "جاء بنا الفضول، لرؤية بعض مما نهبه كبار اللصوص في تونس"، مضيفا "اشعر بألم وانا ارى ما كانوا يتمتعون به من ثراء فاحش في حين كان الشعب يعيش في بؤس شديد". والأربعاء الماضي أعلنت وزارة المالية انها ستطرح للبيع في المعرض 300 قطعة مجوهرات، وحقائب يد، وملابس وأحذية، وساعات يد، وأغطية ومنسوجات، وأطقم (طعام) بلورية وخزفية، ولوحات فنية وتحفا، وتجهيزات كهرومنزلية، وسجادا، وأثاثا، ودراجات رياضية ومائية، إضافة إلى 39 سيارة فارهة من نوع رولز رويس، ومرسيدس مايباخ، وبي أم دبليو وبورش ولمبورغيني وكاديلاك وجاغوار. وقرر المنظمون عرض المجوهرات "على دفعات" والسيارات "على دفعتين". وأعرب زائر قال إنه يعمل لحساب أمير سعودي، عن استعداده لشراء "كل السيارات" المعروضة للبيع ومنها سيارة لبن علي من نوع "مايباخ 62" هدية من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وقال الزائر "تقدمنا منذ شباط (فبراير) 2012 بثلاثة طلبات لشراء كل السيارات، ولم نتلق اجابة، واضطررنا الى انتظار هذا المعرض ونحن جاهزون" للشراء. وأعلنت وزارة المالية الأربعاء استعدادها لبيع المعروضات لزوار من أي دولة باستثناء إسرائيل التي لا تقيم معها تونس علاقات دبلوماسية. ومن بين التحف التي أثارت الاهتمام في المعرض تماثيل لنمور وفيلة مصنوعة من الذهب الخالص وأخرى لخيول من الكريستال وشجرة زيتون من الفضة ارتفاعها حوالي المتر. ووقف الزوار يتأملون طواقم احذية وملابس الرئيس المخلوع وبعضهم يردد انه "لم يكن يتخيل ولو في المنام ان يأتي يوم وتعرض فيه ادباش (أغراض) بن علي للبيع بعد أن حكم تونس 23 عاما بقبضة من حديد". وعرضت أحذية وحقائب يد ليلى الطرابلسي للبيع بأسعار تراوحت بين 300 و1500 يورو، علما ان متوسط الدخل الشهري في تونس يبلغ 160 يورو. كما تم عرض قلادة مرصعة ب1000 ألماسة اكد خبراء مجوهرات انها فريدة من نوعها في العالم وصممت خصيصا لليلى بن علي. وقالت سيدة تونسية يعمل زوجها طبيبا في فرنسا "زوجي أراد شراء هذه القلادة الرائعة لكني شعرت بالاشمئزاز منها لانها تروي تاريخا مؤلما". وقررت وزارة المالية اعتماد المزاد العلني لبيع المعروضات التي يفوق ثمنها 10 آلاف دينار (5 آلاف يورو). وفي 2011 صدر مرسوم يقضي بمصادرة أملاك 114 شخصا من بينهم بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وأقاربهما، على أن يتم بيعها في وقت لاحق وتوجيه العائدات المالية الى خزينة الدولة. وقال سليم بسباس وزير المالية بالنيابة في مؤتمر صحفي الاربعاء الفائت "تم في قصر سيدي الظريف وحده جرد 42 ألفا" من اغراض عائلة بن علي التي كانت تقيم في هذا القصر الواقع بضاحية سيدي بوسعيد السياحية (شمال العاصمة). وقدر الوزير "القيمة الدنيا" لهذه المعروضات بحوالى 10 ملايين يورو. وسيستمر المعرض شهرا "قابلا للتمديد شهرا إضافيا" بحسب سليم بسباس. ويتعين على زوار المعرض حجز تذكرة دخول، عبر موقع إلكتروني رسمي أطلقته وزارة المالية الاربعاء الفائت. ويبلغ سعر تذكرة الدخول 30 دينارا (15 يورو) وهي صالحة لزيارة واحدة في التاريخ الذي يختاره الزائر. وكان من المقرر تنظيم المعرض في "قصر المعارض" بمدينة الكرم (شمال تونس العاصمة) لكن تم نقله الى قاعة اصغر بمدينة قمرت "لأسباب امنية"، بحسب وزير المالية بالنيابة. وتم تأمين الفضاء الداخلي والخارجي للمعرض والمسالك المؤدية إليه ونشر زوارق حربية في سواحل قمرت، ونقل الأشياء الثمينة كالمجوهرات داخل سيارات مصفحة وفق المصدر نفسه. وأبرمت الحكومة عقدا مع شركة تأمين تونسية لتأمين المنقولات المعروضة من كل المخاطر مثل السرقة أو الكسر. وأواخر أيلول (سبتمبر) الماضي قدرت الحكومة التونسية قيمة ما صادرته الدولة في تونس من ممتلكات عقارية وشركات وأموال تابعة لبن علي وعائلته بحوالى 13 مليار دولار أميركي. ونقلت وكالة الانباء التونسية يومها عن سليم بن حميدان وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية قوله "رغم الصعوبات والتعقيدات القانونية والعقارية، فإن التقديرات الاولية لهذه الممتلكات والمنقولات (المصادرة) تقارب 13 مليار دولار"، مشيرا الى ان السلطات "ما تزال تكتشف العديد من الاملاك والشركات التابعة لبن علي وأصهاره والمقربين منه". وتحولت عائلة الطرابلسي التي كونت ثروات طائلة في عهد بن علي الى رمز للفساد في تونس. - 25 ديسمبر 2012