ألقت في حدود الساعة الثالثة من فجر أمس الأربعاء قوات الأمن القبض على ثلاثة أشقاء لشهيد الثورة بتالة محمد العمري إثر مداهمة محل سكناهم بإذن من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين على خلفية الاشتباه في تورطهم في قضية اعتداء على عون أمن ليلة"الريفيون" قبل أن يتم إطلاق سراح أحدهم. هذا الإيقاف والطريقة التي حصل بها نددت بها عائلة العمري خاصة بعد استهداف ابنتها للعنف من قبل أحد الأعوان ورشها بالغاز، وفي هذا الإطار قالت شقيقة الموقوفين الثلاثة(أطلق سراح أحدهم أمس) في تصريح ل"الصباح" إن"أفراد عائلتها كانوا نائمين عندما فوجئوا بمجموعة من أعوان الأمن الملثمين يقتحمون المنزل بعد خلع الباب الحديدي الخارجي وتهشيم الباب الخشبي، ثم أوقفوا أشقائي الثلاثة وهم حمودة وعصام وخالد قبل أن يعتدي أحدهم بواسطة"ماتراك" على شقيقتي هاجر ويرشها بالغاز المشل للحركة مما خلف لها إصابة بليغة في الوجه استوجبت راحة مدتها12 يوما". وأضافت محدثتنا:"هذه المداهمة غير القانونية تسببت في تدهور الحالة الصحية لوالدي المسن ونقله إلى المستشفى"، وعن ملابسات الواقعة وأسبابها قالت:" لقد جد نقاش بيني شقيقي حمودة وعون أمن قرب المقهى القريب من مركز الأمن الوطني بالجهة فتدخل شقيقي وفض الخلاف واصطحب حمودة إلى المنزل، ولكن ما راعنا إلا ومجموعة من الأعوان يقتحمون المنزل ويوقفون إخوتي الثلاثة قبل أن يطلقوا سراح أحدهم". مسؤول أمني يوضح وللاستفسار عن الأمر ومعرفة أكثر حقائق حول هذه الواقعة اتصلت"الصباح" بمصدر أمني مطلع على حيثيات القضية فأكد أن أعوان الأمن تلقوا إذنا من السلط القضائية لمداهمة منزل عائلة العمري باعتبار أن اثنين من أفرادها محل تفتيش ومتهمان في قضية عدلية إثر الاعتداء على عون أمن، مضيفا:"المداهمة حصلت طبق القانون وفي ظروف عادية". في ذات السياق قال علي المكي رئيس جمعية"لن ننساكم" ل"الصباح" إن"هذا العمل إرهاب لعائلات الشهداء والجرحى حتى لا يطالبوا بمحاكمة قتلة أبنائهم" فيما أكدت الأستاذة ليلى الحداد المحامية في اتصال مع"الصباح" أن"الطريقة التي تعاملت بها قوات الامن مع قضية جناحية وهي الاعتداء على موظف عمومي أثناء مباشرته وظيفه غير مقبولة وغير مبررة، إذ عومل أشقاء الشهيد وكأنهم متهمون في قضية من الوزن الثقيل" إضافة إلى الاعتداء بالعنف على أخت الشهيد، وهو-حسب رأيها-"دليل على أننا مازلنا نعاني من رواسب أمن بن علي" وفيه"حقد دفين لعائلات الشهداء التي لا تطلب سوى محاكمة قتلة أبنائها من الأمنيين". قضية في الأفق وفي نفس الإطار أدان المحامي شرف الدين القليل في اتصال مع"وات" عملية المداهمة ووصفها ب"غير القانونية" مذكرا بأن عمليات مداهمة المحلات المسكونة تخضع الى اجراءات أمنية صارمة"تحترم فيها الحرمات الشخصية للمتساكنين"، وأشار الى أن قوات الامن"اعتدت بالعنف والشتم على جميع افراد العائلة خلال عملية المداهمة"مؤكدا ان فريق الدفاع سيقوم برفع شكاية جزائية ضد مجموعة الاعوان وضد من أذن بالمداهمة. خالد طروش يوضح من جانبه أكد المكلف بالاعلام بوزارة الداخلية خالد طروش ل"وات" أن عملية المداهمة تمت في اطار القانون وباذن من النيابة العمومية وذلك على خلفية"تورط الاشقاء الثلاثة في الاعتداء على مركز الامن بتالة ليلة رأس السنة الميلادية"، وأفاد أن عون أمن كان أصيب خلال عملية الاعتداء وتم نقله الى المستشفى المحلي لتلقى العلاج مشيرا الى ان المهاجمين استخدموا الحجارة خلال عملية الاعتداء، وأوضح أنه تم القاء القبض على شقيقين بمقر سكناهما في حين تم ايقاف الشقيق الثالث خلال حملة أمنية واسعة في مدينة تالة. وبخصوص الاعتداء على افراد عائلة الاشقاء الثلاثة أكد طروش ان وزارة الداخلية"لا تقبل بالتستر على أي تجاوز لرجال الامن ضد المواطنين التونسيين".