تونس الصباح: شدت مسرحية «نعبّر وإلاّ ما نعبرشي» للممثل رؤوف بن يغلان مساء السبت الماضي الاهتمام بشكل كبير من خلال الاقبال الجماهيري الذي ام المسرح البلدي بالعاصمة لمتابعة هذا العرض... جمهور مساء السبت الماضي كان من مختلف الاعمار.. جاء ليعيش لحظات من المتعة المسرحية مع ممثل خبر الركح المسرحي على امتداد اكثر من ثلاثين سنة فكسب الرهان واكد من خلال «نعبّر وإلاّ ما نعبرشي» عن حرفية عالية وصنعة فنية في التعامل مع نص يعتمد التنوع في التعابير والاستغلال الامثل للركح: الحكاية رجل يشتكي من اوجاع اسبابها حالات معقدة يكتشف خفاياها ومعانيها عند اللقاء بالطبيب.. بعد الفحص والتحليل يؤكد له الطبيب أن الشفاء من كل هذه الاوجاع يشترط التعرف عن نفسه واكتشاف اسباب ازماته والتنفيس عن الكبت بالكشف والحديث علنا عن معاناته المكتومة ورغباته المكبوتة الدفينة فينتقل بنا الى ماضيه وحاضره والعديد من المواقع والاوضاع المتعلقة بتربيته العائلية والتعليمية وحياته المهنية وعلاقاته الاجتماعية.. يعد نفسه لكل ذلك.. لكن تحدث المفاجأة. جرأة وحسن انصات برز رؤوف بن يغلان على امتداد اكثر من ساعة ونصف بحرفية عالية في التعامل مع مختلف المواقف التي تطلبتها مسرحية «نعبّر وإلاّ ما نعبرشي» مواقف مضحكة.. هزلية.. وأخرى تراجيدية مؤلمة.. مواقف تابعها الجمهور الغفير الذي غصت به مختلف مقاعد المسرح البلدي بكل دقة وتجاوب.. اكد من خلالها ان الجمهور يتقن فن الانصات شرط توفر المادة التي تشده بوضوحها وسلاسة مضمونها وقربه من الواقع الذي يعيشه.. ان ما يلفت الانتباه ان الجمهور لم يغادر القاعة وهذه من الحالات النادرة في الاعمال المسرحية حتى آخر مشهد من «نعبّر وإلاّ ما نعبرشي».. ليقف بعد نهاية العرض مصفقا بحرارة لرؤوف بن يغلان.. معبرا عن حبه واحترامه لهذا الفنان المسرحي الذي سعى للارتقاء بعمله حيث المتعة والحرفية فكان له ذلك ولا ادل على ذكل من تهافت الجمهور لمصافحة رؤوف بن يغلان.. بل لعل ابرز هذه اللقطات التي جسمت وجسدت ذلك حضور جماهير قدمت خصيصا من داخل البلاد لمتابعة هذه المسرحية.. بل هناك من جاء من برلين وباريس وحتى المسنين الذين سعوا لمشاركة رؤوف بن يغلان فرحة النجاح والتميز بهذه المسرحية.. هل يستجيب رؤوف بن يغلان؟ التزاحم على شبابيك التذاكر قبل انطلاق العرض كان على اشده.. حيث لم يتمكن الكثير من الحصول على تذاكر الدخول بعد نفادها بسرعة.. هذه الاشكالية ان صح التعبير جعلت عديد الاطراف تقترح على رؤوف بن يغلان امكانية تقديم عرض ثان ل«نعبّر وإلاّ ما نعبرشي»... فهل تراه يستجيب لذلك؟