علمت"الصباح" أن حاكم التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية استنطق أمس الصادق شعبان الوزير السابق في العهد البائد وأصدر في شأنه بطاقة إيداع بالسجن في اطار التحقيقات المجراة في قضية مقتل الشهيد رشيد الشماخي بمركز فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بنابل في أكتوبر1991، كما أصدر مساء أمس الأول بطاقة إيداع أخرى ضد ضابط متقاعد من الحرس الوطني يتردد أنه شغل خطة رئيس فرقة مختصة بالعوينة سابقا. بطاقات إيداع وجلب وكان حاكم التحقيق استنطق واستمع في وقت سابق للبشير التكاري وزير العدل الأسبق ومحمد علي القنزوعي مدير الأمن الوطني في عهد المخلوع وعدة أطراف أخرى على علاقة بالقضية وأصدر بطاقات ايداع بالسجن ضد كل من عبد الله القلال وزير الداخلية في تلك الفترة وثلاثة أطباء وضابط بالحرس الوطني كما أصدر ثلاث بطاقات جلب الاولى ضد الرئيس المخلوع والثانية ضد مدير المستشفى الجهوي محمد الطاهر المعموري بنابل في اكتوبر عام1991والثالثة ضد المقدم بالحرس الوطني سابقا عبد الفتاح الأديب رئيس فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بنابل في تلك الفترة باعتباره المتهم الرئيسي في القضية، والذي فر من مكتب التحقيق. يذكر أن الشهيد رشيد الشماخي ألقي القبض عليه واقتيد إلى مقر فرقة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بنابل صباح يوم24 أكتوبر1991 أين بدأت عملية تعذيبه منذ وصوله إلى المقر الأمني ودون توجيه أي أسئلة له، إذ كانت النية منصبة على الانتقام والقتل وجعله عبرة للآخرين بتعذيبه بشكل وحشي أمام بقية الموقوفين ولم يكن للاستجواب وهو ما تؤكده شهادة الموقوف حينها كمال الحميدي التي ذكر فيها أنه سمع رئيس الفرقة يقول للأعوان منذ أن جلب رشيد أقتلوه، وهو ما حصل فعلا إذ جُرّد رشيد من جميع ملابسه وعُلّق عاريا على طريقة "الروتي" وبدأ أحدهم بضربه بكل عنف على مؤخرته بواسطة عصا غليظة (دبوس) وكان عون ثان يضربه في نفس الوقت على رأسه قبل أن يتناوب على ضربه وتعذيبه عديد الأعوان، حتى انسلخ جلده ولم يعد يحتمل حتى الوقوف على رجليه ثم اقتيد الشهيد في مساء نفس اليوم إلى روضة البلدية الكائنة بحي غرة جوان بسليمان للبحث عن أسلحة مزعومة، ولما لم يقع العثور على أي سلاح نقلوه إلى مركز لتربية النحل على ملك العائلة بمنطقة الشريفات، وهناك أيضا لم يعثروا على أسلحة أثبتت كل التحريات المختلفة فيما بعد أنه لا وجود لها أصلا فيما أشار البعض إلى أن هذه المعطيات الكاذبة كانت صادرة من الرئاسة رأسا، التي أعطت التعليمات باستعمال كل الوسائل للحصول على اعترافات. بعد ذلك أعادوه إلى مقر فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بنابل أين مارسوا عليه أساليب تعذيب وحشية وكان الشهيد ينادي بما بقي له من قوة وصوت خافت ارحموني، ارحموني وكان الأعوان يردون كي تموت،،، لن نفك قيدك ولن نتوقف عن تعذيبك فضلا عن السب والشتم ومزيد التعذيب إلى ان فارق الحياة في الليلة الفاصلة بين يومي26 و27 أكتوبر1991 حين حاول الذهاب إلى المرحاض، وهو مقيد بالأغلال.