رفع الستار مساء الجمعة 29 فيفري بمدينة الكاف عن فعاليات الاستشارة الوطنية حول المسرح بولاية الكاف في مرحلتها الجهوية تحت اشراف الوالي السيد كمال اللبّاسي وبحضور عدد هام من الفنانين والمسرحيين، والمهتمين بالشأن الثقافي والاعلامي وقد انتظم بالمناسبة معرض وثائقي يبرز ثراء الحركة المسرحية بولاية الكاف التي انطلقت منها عديد الاسماء والتجارب والمشاريع التي لا تزال حاضرة بقوة الى الآن وساهمت في اثراء واشعاع المسرح التونسي وايضا العربي واستعرضها المندوب الجهوي للثقافة السيد الحبيب العوادي على غرار الزهرة فايزة وحمدة بالتيجاني وحطاب الذيب ومحمد بن عثمان وعيسى حراث ولمين النهدي واحمد السنوسي وعمار بوثلجة وناجية الورغي والبحري الرحالي وعبد اللطيف بوعلاق ومليكة الهاشمي بالاضافة الى عديد النجوم الآخرين الذين تألقوا في سماء الفن الرابع تمثيلا وتأليفا ونقدا فهذه هند صبري ووحيدة الدريدي ولمياء العمري ومنية الورتاني وعبد الحليم المسعودي ونادرة لملوم ورياض النهدي ضمن مسيرة ابداعية موفقة واعترافا بالجميل لجليل الخدمات التي قدمها نخبة من نجوم التلفزة والمسرح وببادرة من والي الجهة فقد تم تكريم عدد من هؤلاء المبدعين وهم عزيزة بولبيار واحمد السنوسي والصادق الماجري ولسعد بن عبد الله والدكتورة فوزية المزي والبحري الرحالي والمنجي الورفلي وعلي الخميري والهادي الزغلامي، وترأس اثر ذلك الاستاذ حمادي المزي أشغال الجلسة الاولى حول: الهيكلة والتنظيم وقدمت لها الاستاذة وحيدة الدريدي، وتولى التقرير الاستاذ معز حمزة مدير مركز الفنون الدرامية والركحية وجاء في مداخلة الاستاذ حمادي المزي بالخصوص ان الدولة بادرت ومنذ الستينات بمحاولة تنظيم القطاع وتثبيته كنشاط له مكانته المحددة من منظور ادماج الثقافة في عملية التنمية الشاملة وتوعية المجموعة وتأهيلها فكريا وثقافيا ووقع التركيز على مسألة تكوين الكفاءات في التنشيط والتدريس وكذلك في الاخراج والتمثيل، على انه لم تتم العناية بمسرح القطاع العام من حيث القوانين والتشريعات وتضمن حقوق العاملين فيه، كما ان الفرق القارة في الجهات لم يقع تركيزها على أسس قانونية بل احداثها قام على حماس النخبة المسرحية وعلى تجاوب بعض المسؤولين السياسيين معها ثم استبدلت هذه الفرق خلال الثمانينات بمؤسسة المسرح الوطني الذي استنزف الطاقات التي كانت تنشّط تلك الفرق واستوعبها لصالح مشاريعه وفي الاثناء وقع تأثيث الفراغ المسرحي داخل الجهات بمراكز الفنون الدرامية والركحية، وفي ختام مداخلته اشار الاستاذ حمادي المزي الى عديد الملاحظات الهامة التي من شأنها ان تساهم في مزيد النهوض بهذا القطاع.. منها التكوين والتأطير والتأهيل الاداري وتحسين الفضاءات والمؤسسات ومساعدة هذه الهياكل على تشغيل المحترفين. وقد تميزت الاستشارة الجهوية في جلستها الاولى بحسن التنظيم وكثافة المشاركات وتعدد المقترحات واهميتها مما يعكس مدى نجاح الهياكل الثقافية الجهوية في تأطير العاملين في قطاع المسرح ومخنتلف المحامل الثقافية الاخرى وخلق جيل من المثقفين يمتلك من الزاد المعرفي والفكري ما يؤهله للسمو والارتقاء بالعمل الثقافي ببلادنا. محمود عبد السلام مفيدة التلاتلي وجديدها المؤجل إلى حين! صحيح أن رصيدها السينمائي ليس سمينا ولكنها تمكنت من تقديم اعمال من الصعب تجاوزها اذا ما تم فتح ملف السينما التونسية او عند الحديث عن المخرجات العربيات فهي مخرجة تمتلك حسا خاصا وعمقا مكناها من أن تذهب الى المناطق الأكثر لغة وتأزما. بل والأهم من هذه النقطة رغم اهميتها هو أن مفيدة التلاتلي برهنت عن انها صاحبة مشروع فكري وسينمائي يدور حول قيمة واحدة ولكن بطرق مختلفة ومن زوايا جديدة. وتشارك التلاتلي في هذه الايام في ايام كارافان السينما العربية الاوروبية التي ينظمها معهد العالم العربي بباريس منذ امس وتستمر حتى التاسع من الشهر دون ان ننسى مشاركتها ضمن لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي السينمائي في دورته الاخيرة التي عقدت في نوفمبر الماضي ومثل هذه المشاركات وغيرها يعكس نجاح مفيدة التلاتلي واختراقها للمشهد السينمائي العربي من خلال افلام تطغى عليها الحساسية العميقة فهي تعالج علاقة المرأة في جسدها سواء عند اغتراب الأزواج عن زوجاتهن وايضا علاقة المرأة بحالة سن اليأس ومن خلال هذه المواضيع المختارة يظهر اهتمام مفيدة التلاتلي الاساسي خصوصا ان تركز في افلامها على بلاغة الصورة والصمت وعلى ايقاع هادئ ويتيح الفرصة للمتلقي كي يتأمل وينخرط في الفيلم من شقوق مساحة الصمت المعتمدة قصدا. وفي الاشهر الاخيرة دار في الكواليس حديث عن فيلم جديد لهذه الفنانة وأن لجنة السينما قد عهدت امر الموافقة عليه بشكل نهائي الى طرف مسؤول في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ويروج ان الفيلم يعالج مسألة اباحية وجريئة أكثر من افلام التلاتلي السابقة. اذا جديد مفيدة التلاتلي مؤجل حتى ينظر في المسألة الخلافية!