بعد الكلمة التي ألقاها محمد الغنوشي التي أعلن فيها تولي مقاليد الحكم حسب الفصل 56 من الدستور اتصل "الرئيس الجديد" بأحمد فريعة الذي لم يمر سوى يومين على تنصيبه كوزير داخلية واعلمه انه سيقع عقد اجتماع بوزارته بحضور رضا قريرة ورشيد عمار والفريق أحمد شابير والمدير العام للأمن الوطني عادل الطيويري وحصل ذلك ابتداء من التاسعة ليلا وقد وقعت مناقشة الفصل 57 من الدستور لتأمين الانتقال الدستوري وامام رفض فؤاد المبزع تولي الرئاسة لاسباب صحية لكن كان لابد من سد الفراغ خاصة ان بن علي اتصل بالغنوشي (اثناء الاجتماع) يسأل عن امكانية رجوعه.. كما كان الاشكال هو ان عدم تولي رئيس مجلس النواب للرئاسة يسبب فراغا يمكن ان يترتب عنه انعكاسات سلبية كاستغلال "المخلوع" لصفته كرئيس للجمهورية والعودة.. وأمام هذا الوضع اتصل محمد الغنوشي بحامد القروي وطلب منه التأثير على فؤاد المبزع (باعتبار صديقه) واقناعه بتسلم السلطة تفاديا للفراغ وهو ما حصل من الغد حيث كان تدخل حامد القروي لدى المبزع مفيدا وقبل الرئاسة في مجلس النواب وتم القطع مع محاولات العودة لبن علي الذي كان قد اتصل بمجرد سماعه بما حدث في القصر ولام الغنوشي ومرافقيه واعلمهم باعتزامه العودة بعد وصول عائلته للسعودية... عبد الوهاب
فريعة يحذر الشابي والطريفي والكيلاني! تفاجأ احمد فريعة صباح 14 جانفي بالسيلان البشري الذي عرفه شارع الحبيب بورقيبة وبعد أن علم بأن راضية النصراوي كانت مصرة على اطلاق سراح زوجها حمة الهمامي الموقوف بتهمة تأجيج الوضع والاحتجاجات فحاول التدخل لفائدتها وكان في نفس الوقت يبحث عن حلول لتفادي الصدامات.. من جهة أخرى اتصل أحمد فريعة بنجيب الشابي أمين حزب "التقدمي" آنذاك ومختار الطريفي الرئيس السابق لرابطة حقوق الانسان وكذلك عبد الرزاق الكيلاني عميد المحامين السابق وطالبهم بتأطير منظوريهم وتفادي الاحتكاك برجال الأمن ومحيط الوزارة تفاديا لاي اشتكابات او احداث لكن الضغط واصرار المتظاهرين على رحيل الرئيس الهارب والصمود بساعات بشارع الحبيب بورقيبة خلق المواجهة وحدث ما حدث ومع ذلك كانت الكلمة الفصل للشعب... ع.ح.ع
القلال والحلم الذي لم يتحقق! عند استحضار رئيس مجلس النواب السابق فؤاد المبزع ورئيس مجلس المستشارين للقصر الرئاسي كان من المنتظر ان يكون الى جانبهما فتحي عبد الناظر رئيس المجلس الدستوري آنذاك لكن عندما ارسلت سيارة الى بيته لجلبه، أغلق هاتفه ولم يتسن لأعوان الحرس الرئاسي الاهتداء الى بيته.. وبعد حلول محمد الغنوشي تم الاتفاق على القاء فؤاد المبزع كلمة يعلن فيها توليه الرئاسة لكنه بعد ان جلس على الكرسي امام الكاميرا تراجع وتعلل بالمرض واقترح أن يأخذ مكانه عبد الله القلال الا ان سامي سيكسالم رفض اذ بينما لم يحرك القلال ساكنا وكان ينتظر ان تقع تزكيته كان بعض رجال الحرس الرئاسي قد قالوا لسامي سيكسالم ان الوضع بحاجة للتهدئة وبالتالي استل الغنوشي من جيبه ورقة وقال ان بمقدوره تولي الرئاسة حسب الفصل 56 من الدستور. ويبدو أن المجموعة التي رفضت عبد الله القلال قد كانت محقة باعتبار انه عند اتصال بن علي من الطائرة بالغنوشي وقع تمرير الهاتف للمبزع ثم عبد الله القلال الذي كان خائفا مثل البقية وقال له "عندما تعود سيدي الرئيس سنقيم لك استقبالا".. وقد انتهى الامر بالقلال في السجن أين يواجه جملة من القضايا فلا عيّن رئيسا ولا أيضا عاد بن علي".. عبد الوهاب الحاج علي
بودريقة واتصال شيبوب من ليبيا المسؤول الأمني جلال بودريقة حل بمطار تونسقرطاج مبعوثا من وزارة الداخلية للاطلاع على ظروف احتجاز سمير الطرهوني للطرابلسية.. وكانت آنذاك "طائرة بن علي وعائلته" لم تقلع بعد وقد طلب من الطرهوني اخلاء سبيل الطرابلسية حتى يطيروا بدورهم لكنه رفض وكان بودريقة خائفا من ردة فعل الرئيس السابق وقال للطرهوني: من أسدى لك التعليمات.. سيّب الناس اتطير.. تحب تهزنا لحبل المنشقة.." الطرهوني رفض كل الطلبات.. كما أن العربي لكحل رفض هذا وتمسك الطرهوني بموقفه دون ان يكشف عن مسدي التعليمات بإيقافهم.. رغم محاولات البعض قبل بودريقة مثل علي السرياطي وقد رد عليه سمير انذاك.. "بعثني ربي".. ومن خلال الابحاث ذكر جلال بودريقة ان الطرهوني رفض اخلاء سبيل اي كان من الطرابلسية وانه ورد عليه في الاثناء اتصال هاتفي من سليم شيبوب يوصيه خيرا بعائلته... عبد الوهاب.ح.ع
عودة الطائرة الرئاسية من السعودية القرار الصعب على غير العادة اتصل محسن رحيم مدير تشريفات الرئيس المدير العام السابق للخطوط التونسية نبيل الشتاوي على الساعة الثالثة يوم 14 جانفي وطلب منه تجهيز الطائرة الرئاسية لانها ستنقل عائلة المخلوع الى السعودية على الساعة السادسة وكان الاتفاق يتمثل في الاتصال بطاقم الطائرة.. ولن تكون الطائرة مجهزة بكل ما يلزم لضيق الوقت وفعلا اتصل الشتاوي بقائد الطائرة الرئاسية واعلمه بالسفرة وبسرعة فائقة تمّ اعداد الرحلة دون ان يكون هناك مخطط لهذه الرحلة اقعلت الطائرة على الساعة 5 و47 دقيقة وعند وصولها لمطار جدّة طلب بن علي من الطاقم قضاء الليلة هناك لكن القائد اتصل بنبيل الشتاوي واعلمه بالامر واتصل الشتاوي بمحمد الغنوشي الذي مرر له بدوره رضا قريرة وتم الاتفاق على عودة الطائرة إلى تونس صباح 15 جانفي بتونس على الساعة الخامسة صباحا.. ع. الحاج علي
الغرياني حاول إجهاض الثورة! محمد الغرياني آخر أمين عام للتجمع المنحل كان في جل اللجان وخاصة منها خلية الازمة التي تكونت في وزارة الداخلية.. وممن لعبوا دورا ليلة 13 جانفي في تجميع ما يسمون بالمناصرين لبن علي الذين نزلوا الى شارع الحبيب بورقيبة بعد اخر خطاب للرئيس السابق.. ويذكر ايضا ان الغرياني قد أعد مجموعة هامة من الاشخاص كانت متواجدة بمقر التجمع المنحل كان ينوي استعمالها لافشال المسيرة الضخمة بشارع الحبيب بورقيبة.. والجدير بالذكر ان "التجمع" المنحل حاول بكل الطرق اجهاض الثورة بما في ذلك ما يقع استعماله من "ميليشيات" قيل انه وقع الاستنجاد بها لحماية مقر "التجمع" ولانقاذ الرئيس السابق لكن إرادة الجماهير يوم 14 جانفي كانت أقوى. ع.ح.ع
اللقاءات المعلنة والخفية "للمخلوع" اتصالات واجتماعات مع أفراد العائلة وأصهاره والمقربين اتسعت دائرة الاحتجاجات في العديد من مناطق البلاد يوم 14 جانفي 2011 حيث كانت كل المؤشرات تدل على دخول تونس في منعرج جديد سيكون مآله إسقاط نظام بن علي الذي كثف من اتصالاته ولقاءاته يومها مع أصهاره وبناته وزوجات بناته في قصر قرطاج وقصر سيدي الظريف. وكان جليا انه يعدّ لمغادرة البلاد وقد ذكرت تقارير اعلامية حينها ان سبب تعجيل بن علي باتخاذ قرار المغادرة هو ما ورد إليه من معلومات من قبل قادة امنيين حول وجود تحرك شعبي كبير ستقوده شخصيات سياسية للإطاحة به. أسدى بن علي، بعد تلقي الإرسالية المضمنة، تعليماته إلى ادارة التشريفات الرئاسية بإعداد الطائرة الرئاسية لنقل أفراد عائلته المتركبة من زوجته ليلى بن علي وابنه محمد زين العابدين وابنته حليمة إلى المملكة العربية السعودية. وفي ذات السياق ذكر عامل بالقصر في ذلك اليوم عمل على بدالة الهاتف يوم 14 جانفي من الثامنة صباحا الى الواحدة ظهرا ان اتصالات عديدة كانت ترد على الرئيس بن علي في هذه الفترة من قبل علي السرياطي وعبد العزيز بن ضياء ووزير الداخلية احمد فريعة ووزير الدفاع رضا قريرة ومحسن رحيم مدير التشريفات الرئاسية. اما في الفترة المسائية فقد وردت على القصر الرئاسي مكالمات عديدة من مختلف مناطق الجمهورية وهي عبارة عن نداءات استغاثة ولاحظ ان المستشارين والمسؤولين العاملين بالرئاسة كانوا متغيبين منذ يومين ولم يتلق أيّ اتصال من أيّ مسؤول يعمل في القصر ذلك المساء.. وفي حدود الساعة الرابعة وخمسة واربعين دقيقة علم ان الرئيس بن علي قد غادر القصر الرئاسي بقرطاج دون معرفة الوجهة.. لقد كانت كل لقاءات المخلوع آخر أيامه في تونس مع افراد عائلته واصهاره والقادة الامنيين لا غير لمعرفة مآل الوضع في تونس ولتأمين الخروج منها في اقرب وقت، اذ خلت لقاءاته بالسياسيين او النقابيين حيث كانت لقاءاتهم ببعضهم يوم 13 جانفي والأيام السابقة. جمال الفرشيشي
رضا قريرة لغز 14 جانفي رشيد عمار يتحلى بالرصانة تجاه الطرهوني كان رضا قريرة آخر وزير دفاع في عهد "المخلوع" على اتصال يوم 14 جانفي بالرئيس السابق.. وكان ايضا ينسّق معه وعلى علم بأنه يعتزم مغادرة البلاد صحبة عائلته لكنه لم يعلم محمد الغنوشي بذلك فقد تفاجأ الوزير الأول آنذاك عندما قال له "سامي سيكسالم" بأن بن علي هرب مع عائلته.. من جهة أخرى اتصل الغنوشي، عندما كان متوجها للقصر، برضا قريرة واعلمه بالامر فقال له بأنه على علم بذلك ونصحه بعدم التوجّه الى القصر الرئاسي وبعدم الدخول خوفا عليه مثلما قال في الابحاث في الاثناء كان قد أمر بايقاف علي السرياطي بالقاعة الشرفية بمطار العوينة ولا احد فهم لماذا قام بكل ذلك فحتى رشيد عمار الذي كان يشرف على الأمن من وزارة الداخلية لم يعلمه رضا قريرة بسفر بن علي وسمع رشيد عمار مثل البقية بايقاف السرياطي كما قال قريرة في الابحاث ان التيار لا يمر بين السرياطي ورشيد عمار وهو ما نفاه الجنرال. أما عند الحديث عن رشيد عمار فان ما يحسب له انه لم يتدخل ضد جماعة سمير الطرهوني في المطار رغم وجود فرقة مختصّة من الجيش في المطار ورغم ان رضا قريرة طلب منه "تصفية سمير الطرهوني وجماعته" الا ان الجنرال رشيد عمار رفض ان تسيل الدماء في المطار وبعث بجلال بودريقة للاطلاع على ما يحدث. عبد الوهاب
عادل التويري مثل البقية شخصيات امنية عديدة -من كبار اطارات وضباط الامن والحرس الوطني والاعوان الميدانيين- حضرت بل وساهمت في مجريات احداث يوم 14 جانفي 2011 لا تزال رهن الايقاف حاليا، وقد صدرت أحكام قضائية في البعض منها، ومن بينها عادل التويري المدير العام للامن الوطني السابق والذي حوكم ب10 سنوات سجنا في قضية شهداء وجرحى الثورة في ولايات تونس الكبرى وبنزرت وزغوان ونابل وسوسة، و10 آخرون في قضية شهداء وجرحى القصرين وتالة. عادل التويري كان مثل القادة الامنيين يتابع الاحداث عبر خلية ادارة الامن الموجودة داخل الوزارة، وان هو موجود اليوم في السجن فهو يواجه تهما اخرى تهم ما قبل 14 جانفي لكن كان مثل غيره فقد عاش اللحظات الاخيرة من سقوط نظام بن علي. جمال الفرشيشي
تعاونية الأمن الوطني 600 دينار منحة شهرية قارة للأمنيين الموقوفين علمت "الصباح الأسبوعي" من مصادر أمنية أن تعاونية الامن بصدد تقديم منحة قارة في حدود 600 دينار لعائلات الأمنيين الموقوفين بعد 14 جانفي مباشرة على ذمّة قضايا شهداء وجرحى الثورة وعددهم قد قارب 40 أمنيا من مختلف الرتب الوظيفية (بين ضباط قادة وضباط واعوان). كما تكفلت بمصاريف المحامين الذين يترافعون على هؤلاء الامنيين. وتجدر الاشارة الى ان هذه المنحة لم تكن قارة منذ اشهر خلت وقد اصبحت قارة نتيجة لتشاور معمق بين نقابة الامن ووزارة الداخلية. ويذكر كذلك ان ما يقارب 17 دينارا معلوم يقتطع شهريا من رواتب الامنيين المباشرين لفائدة التعاونية التي تخضع الى قانون الجمعيات. وتتأتى هذه الخطوة أي التكفل بعائلات الامنيين خاصة بعد توقف جراياتهم بعد ايقافهم منذ اشهر- في اطار العناية بعائلات لا ذنب لها تدهورت حالة اغلبها نتيجة انقطاع جراية من كانوا يتكفلون بها بالأمس. جمال الفرشيشي
80 أمنيا "تقاعدوا وجوبيا" حتى 2012 أكد عدد من المصادر الامنية ل"الصباح الاسبوعي" ان عدد الامنيين الذين احيلوا على التقاعد الوجوبي خلال السنة الماضية قارب 80 امنيا من مختلف الرتب. وياتي هذا التمشي في اطار ما اعتبرته وزارة الداخلية خطوة من برنامج اصلاحي شامل للمؤسسة الامنية الذي اكد مسؤولها الاول علي العريض في اكثر من مرة على ان الوزارة لن تتوانى عن السير في برنامجها الاصلاحي. والسؤال المطروح مع مفتتح السنة الادارية الجديدة، هل ستشهد الداخلية احالة امنيين آخرين على التقاعد الوجوبي بسبب تورطهم في ملفات فساد او ماشابه ذلك؟ وهل يكفي إحالة من ثبت تورطه في الفساد على التقاعد وجوبيا دون تتبعهم قضائيا؟