- سيدي رئيس الجمهورية المؤقت،لا أدعي أنني ولا أنت ولا الحكومة المؤقتة بطمها وطميمها ولا حتى أعضاء الحزب النافذ فيها والمتكلمين باسم الدين والمعتصمين بالله أن نصل إلى مرتبة عمر بن الخطاب الذي ارتعدت فرائسه من شدة الخوف من تحمل مسؤولية الخلافة قائلا قولته الشهيرة: «لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها : لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر» ؛ ولكنني في حيرة من أمري كيف تستهينون بأشياء تهم شأن البلاد والعباد وأنتم في رأس قائمة المسؤولين عنها فهي لعمري أشياء لا تعادلها قضايا أخرى قيمة مهما كان وزنها وعظم شأنها حيث إنها في نظرنا لا تقل أهمية عن الأمن الغذائي للبلد وحمايته من الأعداء أو ممّن يتربصون به. سيدي رئيس الجمهورية المؤقت، أنا أعلم وأنت تعلم والجميع يعلم علم اليقين أن الكثيرمن الجهات في بلادنا وبعد مرورسنتين على الثورة وبعد انقضاء 15 شهرا على توليكم هذا المنصب تعيش العطش، نعم، العطش هي ودوابها مهددة بالموت لولا أنها تحاول بكل الطرق توفيرالماء مقابل عناء التنقل لجلبه ودفع الأموال الباهظة لتوفيره في حين أن مئات الآلاف من الأمتارالمكعبة تستهلك لغسل سيارات المسؤولين على المستوى القطري والجهوي والمحلي ولسقي حدائقهم الأمامية والخلفية. يحدث هذا يا سيادة الرئيس المؤقت وأنت الذي مازال صوتك في أذني عبرأمواج قناة الجزيرة تلعن وتسب وتشتم ساسة العهد البائد الذين ظلموا شعبهم وفقروه وجوعه. سيدي الرئيس المؤقت: أنا أعلم وأنت تعلم والجميع يعلم أن جرحا عميقا لا تستطيع الأيام ولا السنون أن تلملمه أوتضمده مهما فعلت جراء الفعلة الشنيعة النكراء والشيء الألد والمتمثل في إطلاق الرصاص في وجوه شباب سليانة وبالتحديد رشهم في عيونهم التي فقدوها بغيررجعة وسيسجل التاريخ بأحرف قاتمة حالكة أشد من قطع الليل أن ذلك تم في مدة رئاستكم المؤقتة. وعندي وعند النفوس الأبية أن ذلك ليته ما تم وياليتها كانت القاضية قبل طلوع شمس اليوم الذي جدت فيه هذه المصيبة النكراء. وأنا في حيرة من أمري كيف أن الدنيا لم تقم ولم تقعد بسبب ذلك الجرم. ولكن يبدوأنه لا حياة لمن تنادي وكانت والدتي رحمها الله تقول: «سبحان من يحكي حلمه لراجل أمه». سيدي الرئيس المؤقت، في ظل ما تعيشه البلاد والعباد من جوع وعطش وبطالة وفقرمدقع وحرمان من نعمة البصروحرمان أبنائنا التلاميذ من نور العلم والمعرفة حيث تشكوالعديد من معتمديات بلادنا نقصا كبيرا من عدد المعلمين والأساتذة حسب قانون الإطار والحال أننا شرعنا في الثلاثية الثانية في العام الدراسي ومازال تلاميذنا محرومين من حقهم في الدراسة في حين أن زملاءهم في جهات أخرى من البلاد حصدوا ثمرة عملهم للثلاثية الأولى وتحصلوا على دفاترالمراسلات وعلى شهائدهم : إنها المساواة بعينها بعد ثورة 14/1/2011 وإنه التكافؤ في الفرص بين جميع جهات البلاد داخلها وعلى سواحلها ! ... في ظل هذه الأوضاع يطالعنا خبرمفاده أنك، يا سيادة الرئيس المؤقت، أقمت مأدبة عشاء حضرها كل من رؤساء حركة النهضة وحزب المؤتمر وحركة وفاء والمسارالديمقراطي الاجتماعي والحزب الجمهوري وحزب المبادرة ومنسق حزب التحالف الديمقراطي. لماذا ؟ للتباحث في الوضع العام للبلاد والتحويرالوزاري القادم والاستحقاقات السياسية الراهنة. لله درك؛ ما أبهاك! وما أحلاك !تفكر ليلا نهارا في هموم أبناء شعبك. لقد ذكرتني مأدبة عشائك التي تفضلت بها وتكرمت بها على رفاق دربك بموقف الخليفة الثالث عمربن ابن الخطاب حينما قدمت عليه ابنته وهو ساهر يخدم شؤون رعيته فأطفأ الشمعة معللا ذلك بأن ما سيتحدثان فيه لا يهم شأن المسلمين. أسألك سيدي الرئيس المؤقت: هل كانت شهية المدعوين عندك طيبة ومفتوحة أم كانت نفوسهم مكدرة لما يجري في البلاد وما يعانيه أبناؤها من جوع وفقرواضطهاد وعمى وحرمان من الدراسة؟ العفو؛ لقد أخطأت العنوان فأنتم لستم من هذه الطينة، وأنتم وأهلكم وذويكم في بحبوحة من العيش : خبزكم مخبوزوزيتكم في الكوز؛ وأبواب العلم والمعرفة مفتوحة على مصراعيها أمام أبنائكم. كاتب