ستكون الدورة الثالثة والعشرون للمهرجان الافريقي للسينما والتلفزيون بواقادوقو ببوركينافاسو المعروف باسم "فيسباكو"، التي ستدور من 23 فيفري إلى 2 مارس المقبل، استثنائية بجميع المقاييس. كما ستكون السينما التونسية حاضرة بقوة في هذه الدورة سواء في أطار المسابقات الرسمية أو في العروض التي تقام على هامش المهرجان. ويلوح الاستثناء جليا من خلال التوجه العام للمهرجان في هذه الدورة لاحتفاء بإفريقيا على أصعدة ثقافية وسياسية واجتماعية من خلال اختيار الدورة الحالية لتحمل شعار "السينما الافريقية والسياسة العامة في القارة السمراء" أو عبر توجيه رسائل ذات مضمون إنساني واجتماعي في أبعادها تتمثل في تكريم المرأة الافريقية خاصة أن نسبة من النساء في القارة السمراء تعانين من انعدام العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان ومحرومات من أبسط حقوقهن في الصحة والعيش الكريم. ليعطي المهرجان الافريقي للسينما والتلفزيون بواقادوقو مجالا أرحب للمرأة في الدورة القادمة وذلك من خلال تشريك أكبر عدد ممكن من مشاهير السينما والتلفزيون في لجان التحكيم الخاصة بهذا المهرجان في مختلف مسابقاته. كما أن قضايا الميز العنصري والفقر والحروب الأهلية ستصدع بألوانها في الشاشات الكبيرة للمهرجان الذي أصبح يعد أحد التظاهرات السينمائية الكبرى التي تروج للسينما الافريقية على غرار أيام قرطاج السينمائية وغيرها من المهرجانات الأخرى بالمغرب والسينغال. إلا أن الملفت للانتباه هو أن الحرب على مالي بدأت تلقي بتداعياتها على هذا المهرجان من خلال تخوف الجهات المنظمة من التداعيات الممكنة لهذه الحرب على مدى نجاح المهرجان لاسيما أن السينما المالية ستكون حاضرة أيضا من خلال عديد الأعلام والأعمال التلفزيونية. السينما التونسية في الميزان تدخل أربعة أفلام تونسية المسابقات الرسمية للمهرجان الافريقي لتكون من بين أكثر من مائة فيلم تم اختيارها ممثلة ل35 بلدا إفريقيا لتدخل المسابقات الرسمية وعددها سبعة سباقات. وتتمثل المشاركة التونسية في فيلم "ديما براندو" لرضا الباهي في إطار مسابقة الأفلام الطويلة وفيلم درامي وثائقي "تونس ما قبل التاريخ" لحمدي من أحمد في مسابقة الفلام الوثائقية إلى جانب نادية الفاني. كما سيكون أنيس الأسود ضمن مسابقة الأفلام القصيرة بفيلمه "صباط العيد". كما ستكون تونس حاضرة في لجنة التحكيم الخاص بالنقد السينمائي ممثلة في الناقد ناصر السردي. وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون يحظى بمتابعة إعلامية عالمية فضلا عن حضور أفلام ونجوم السينما العالمية على اعتبار أنه فرصة هامة للتسويق والترويج للسينما والسمعي البصري ليس في فريقيا فحسب وإنما للسينما العالمية على أوسع نطاق.