قدمت شركة "وطن" للإنتاج المسرحي بني خداش من ولاية مدنين أولى إنتاجاتها بعنوان"سيأتيك الشعب يوما" بقاعة الفن الرابع بالعاصمة ضمن احتفالات الذكرى الثانية للثورة وأدى أدوار هذا العمل كل من يسرى بن علي وصابرين بن إبراهيم وسلمى لجنف. وفي هذا السياق حدثنا مخرج العرض عبد الحكيم سويد قائلا:"لم نتوقع من وزارة الثقافة أن تبرمج مسرحيتنا في احتفالات الثورة بفضاء مهم على غرار قاعة الفن الرابع ونشكرها لهذه المبادرة خاصة وأننا تعودنا بتهميش الأسماء المسرحية الشابة في ظل احتكار عدد من المسرحيين لعروض العاصمة." وتتناول مسرحية"سيأتيك الشعب يوما" السجن في حياة المرأة والمعاناة التي تعيشها جراء تعرضها للاعتقال الاجتماعي والسياسي ويقول محدثنا في هذا الشأن طرحنا هروب المرأة من السجن المعنوي لآخر مادي لأنه أقل ألما بالنسبة إليها كما كان المضمون جريئا مما جعله عرضة لبعض اللوم والعتاب من قبل المتفرجين مضيفا:"لكننا مع ذلك سنواصل في هذا النهج الفكري والمسرحي لأننا نؤمن بأن قضايانا يجب أن تطرح بجرأة حتى يمكننا معالجتها" وعن اقتباس رضا بوقديدة لهذه المسرحية من نص للممثلة والكاتبة الفرنسية دينيس شالام، الذي يحمل عنوان"Dis à ma fille que je pars en voyage"، أفادنا عبد الحكيم سويد أن هذا العمل الغربي أسره حين اطلع عليه في سنوات دراسته للمسرح وقرر إنتاجه مستقبلا من منطلق أنه يحمل أفكارا جريئة وعميقة في الآن نفسه عن قضايا المرأة لم يجدها في نصوص تونسية لذلك قرر أن يكون الإنتاج الأول لشركته"وطن" وتمت صياغته ليكون تونسيا من خلال اللعب على الواقعية النفسية وأداء الممثلات والإضاءة فيما كان الديكور رمزيا. وعن إحالة عنوان العمل لأحداث الثورة، أكد محدثنا أنه لا يفضل تقديم أعمال تركب على هذا الحدث باعتبار أن الفنان ثائر على الدوام أمّا"سيأتيك الشعب يوما" فهو استشراف لثورة المرأة على واقعها فكيف تكون هذه المرأة نصف المجتمع والحديث عنها وارد في مرجعنا الأساسي وهو القران الكريم وتعيش هذه المعاناة العميقة من انتهاكات لحقوقها واعتداء على حرية فكرها وجسدها؟؟ من جهة أخرى، بين المسرحي عبد الحكيم سويد أن تأسيسه لشركة مسرحية بعيدا عن العاصمة لا يؤثر على عمله الفني أو علاقاته المهنية ورغم أن تنقل الممثلين المحترفين من العاصمة لبني خداش لتحضير هذا العمل تسبب في ضغوط مادية على الشركة المنتجة - الحديثة الإنشاء- إلا أنه ساعد طاقم العمل على انجاز المسرحية بمعنويات مرتفعة بعيدا عن توتر الوسط المسرحي بالعاصمة. وعن موقفه من مسألة التفريق بيّن الأستاذ المسرحي والفنان المتفرغ للفن الرابع والجدل الذي يحدثه هذا التصنيف وصف عبد الحكيم سويد هذه التقسيمات بالنفعية والتي لا تعرقل المهنة قائلا"هناك أكثر من600 مسرحي حامل لبطاقة احتراف 400 منهم أساتذة في المعاهد الثانوية فهل يمكن للبقية صنع مشهد مسرحي يرتقي لتاريخ المسرح التونسي ويكون في مستوى الثورة الثقافية التي نأمل في تحققها؟!" وشدد صاحب المشروع الفني"وطن" في حديثه"للصباح" على أن اللوبيات في الميدان المسرحي مازالت راسخة الجذور ولم يتغير بعد المشهد لذلك على الشباب في الفن الرابع العمل أكثر وتقديم أفكارهم من خلال مشاريعهم الفنية لا لبس جبة الفنان والتجول بها هنا وهناك. تجدر الإشارة إلى أن المخرج عبد الحكيم سويد قدم عديد التجارب المسرحية في الهواية وأخرج في الاحتراف مسرحية"حالة حب" كما كانت له مشاركة في الفيلم الايطالي"دعه يعيش".