يعد ما جرى في منشأة "عين أميناس" الجزائرية اكبر عملية احتجاز لرهائن اقدمت عليها "القاعدة" بمختلف تنظيماتها المترامية في عدد من الدول. ورغم تدخل الجيش الجزائري لتحرير العشرات من الرهائن وهو ما تم فعلا في انتظار غلق الملف برمته وانهاء المشكل القائم فان ما قامت به كتيبة «الموقعون بالدم» والتي يراسها مختار بلمختار (احد ابرز القادة السابقين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) اثارت ردود فعل عديدة اوروبية وامريكية وعربية خاصة من دول الجوار. فمن جهتها ادانت تونس العملية واعربت عن تضامنها مع الجزائر، وقد وضعت كل اجهزتها في تاهب واخذت كل الاحتياطات والتدابير الامنية للحؤول دون اي عمل ارهابي له علاقة بما يجري في مالي على بلدنا. ولمعرفة موقف بعض الاحزاب الاسلامية في بلادنا مما يدور في مالي وما اتخذته الحكومة اتصلت «الصباح الاسبوعي» بالمولدي المجاهد امين عام حزب الاصالة ورضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير. إدانة.. اكد المولدي المجاهد امين عام حزب الاصالة عن رفضه للتدخل الفرنسي في الشؤون المالية معتبر اياه عودة الى الوراء واحياء لاستعمار عسكري لا مبرر له على حد تعبيره، ويقول في هذا الصدد: «هناك اطماع اقتصادية دفعت فرنسا التي كانت في تسابق محموم مع الولاياتالمتحدةالامريكية الى الاقدام على هذه الخطوة الاستعمارية لاستغلال ثروات البلاد. نحن ندين هذا التدخل السافر الذي كان من الاجدر ان تقوم به قوات افريقية. اما بخصوص موقف الحكومة التونسية من الملف برمته فاعتقد ان هناك تضاربا في ما ادلى به مسؤولوها جعلنا نتساءل عن موقفها ونطالب بتفسير لذلك . ولعل هذا التذبذب ينم عن قلة خبرة في التعاطي الدبلوماسي مع مثل هذه القضايا. كنا ننتظر ان تبقى تونس محايدة دون ان تقحم نفسها في موضوع نحن في غنى عنه لانه في حال أسيء التعاطي معه فان اي موقف حكومي خاطئ سيلقي بالوبال على البلاد ويدفع الشباب الى التفكير في الذهاب الى الجهاد في مالي". غير مسموح من جهته اعتبر رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير ان التدخل الفرنسي في مالي موقف استعماري بامتياز، حيث قال:"مهما كان السبب فانه لا يسمح لاية دولة بالتدخل بكل ثقلها العسكري في بلد اخر بدعوى الارهاب اوالعمل على تجسيد حقوق الانسان وغيرهما من الاسباب. سيفتح هذا التدخل المنطقة على العديد من الاحتمالات التي لا يمكن التكهن بمآلها. كما ان تونس غير معنية بالصراع الفرنسي الامريكي القائم في مالي". بدوره اعرب احد مسؤولي انصار الشريعة ابو البراء الغريب (الذي خير عدم ذكر اسمه الاصلي) ان الدخول الفرنسي للاراضي المالية ليس الا لاطماع اقتصادية بالاساس ولتحمي فرنسا مصالحها في منطقة اكدت تقارير على احتوائها لمخزون كبير من الذهب بامكانه حل الازمات الاقتصادية التي تعيش على وقعها العديد من الدول الاوروربية على حد تعبيره. ويقول ابو البراء: «من المنظور الشرعي وحسب اقوال علماء المذهب المالكي فان مسالة مظاهرة الكفار واعانتهم على المسلمين غير جائز شرعا لانه وكما ذهب اهل العلم الى القول استنادا للكتاب والسنة- الى ان كل من يتولى اليهود والنصارى ويساعدهم على المسلمين سواء بالدعاء او بالراي او بالمشورة او بالسلاح او بالتجسس او فتح المجال الجوي والبري وغيرها من انواع المساعدة فهو منهم، فمن اتى بذلك فقد اصاب ناقضا من نواقض الاسلام وهو كافر حسب قول المالكية". ويتابع محدثنا قائلا: «كثيرة هي الفتاوى التي تؤكد ما ابرزت من راي حول مساعدة الكفار على قتل وترهيب المسلمين باي شكل من الاشكال (وقد عد لنا العديد من الأراء والأقوال لعلماء من تونسوالجزائر على غرار الامام سحنون والعلامة التستوري الجزائري)". تحذير وحذر ابو البراء الشعوب العربية من مساعدة الكفار على المسلمين لانها - وكما اسماها نقلا على اقوال لعلماء في الدين مغبة ردة على الدين. وعند سؤاله عن موقف انصار الشريعة من ما اوردته الحكومة من تصريحات بخصوص التدخل الفرنسي في مالي اجاب محدثنا: «استبشرنا منذ البداية بتصريح وزير الخارجية رفيق عبد السلام الذي قال ان الحكومة تشجب التدخل برمته لكن تغير بعد ذلك موقفها حيث اصبح الراي حول الالتزام بالشرعية الدولية في حين ان لا شرعية الا الشرعية الاسلامية والدينية. اكيد ان ما قالته الحكومة - وحسب اقوال علماء المالكية- يصب في مظاهرة الكفار على المسلمين خاصة اذا سمحت باستعمال الفرنسيين وغيرهم لاجوائنا واراضينا لضرب مالي. اما عن الجهاد فهو فرض عين على الامة الاسلامية منذ سقوط الاندلس والآن صبح مؤكدا اكثر في ظل ما تشهده عدد من الدول العربية والاسلامية من اعتداءات. عموما نحذر الشعوب من مساعدة الكفار على المسلمين حتى بالدعاء لاننا لا نعترف بهذه الحكومة اصلا".