علمت"الصباح" أن أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني نجحوا نهاية الأسبوع الفارط في القبض على اثنين من المشتبه بمسؤوليتهم عن مقتل الداعية الإسلامي فوزي المحمدي بسوسة قبل نحو شهر فيما تتواصل المجهودات للإيقاع بمشتبه به ثالث. وكان الداعية الإسلامي فوزي المحمدي المنتمي لتيار الدعوة والتبليغ قتل طعنا بعد صلاة العشاء يوم الأربعاء 19 ديسمبر الفارط قرب باب الديوان بالمدينة العتيقة بسوسة. وتفيد أطوار هذه الواقعة الأليمة التي جدت بعد أشهر من مصرع الداعية لطفي القلال بجهة مونبليزير بالعاصمة على أيدي أشخاص ظلوا مجهولين إلى اليوم، بأن المأسوف عليه وهو كهل في الخامسة والأربعين من العمر وأب لأربعة أبناء يعمل بائعا متجولا للحلويات أدى صلاة العشاء بالجامع الكبير بسوسة ثم سلك طريق العودة إلى منزله عبر باب الديوان. ولكن في مكان مظلم تعرض لاعتداء من قبل ثلاثة أشخاص سددوا له ثلاث طعنات في الرقبة والصدر والجنب وفروا فتفطن أحد المواطنين للواقعة واتصل بالحماية المدنية والإسعاف الطبي الاستعجالي ورغم وصول طاقم طبي إلى عين المكان ومحاولته إسعاف الجريح إلا أنه فارق الحياة بعد دقائق متأثرا بالمضاعفات البليغة للطعنات التي تلقاها. وقد خلفت هذه الجريمة ردود فعل مختلفة وموجة من الألم والأسى على رحيل مواطن عرف بأخلاقه العالية وطيبته، ولكن بعد نحو شهر من التحريات والمجهودات نجح أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني في حصر الشبهة حول ثلاثة أشخاص ينتمون-حسب معطيات أولية- لتيار النصرة عن الدعوة والتبليغ، وهو ما يوحي بأن الجريمة لها خلفية طائفية لوجود خلافات قديمة بين المأسوف عليه المنتمي لتيار المستنقصة وبين المتهمين، وأكيد أن الأبحاث المتواصلة ستكشف كل ملابسات الجريمة، إضافة إلى تأكيد علاقتها بقضية مقتل الداعية الإسلامي لطفي القلال من عدمه.