قتل بعد صلاة عشاء يوم أمس الأول الداعية الإسلامي فوزي المحمدي المنتمي لتيار الدعوة والتبليغ طعنا قرب باب الديوان بالمدينة العتيقة بسوسة على يد مجهولين، وقد تعهد أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني بالبحث في ملابسات الجريمة والكشف عن مرتكبيها. هذه الواقعة الأليمة التي جدت بعد أشهر من مصرع الداعية لطفي القلال بجهة مونبليزير بالعاصمة على أيدي أشخاص ظلوا مجهولين إلى اليوم، تفيد أطوارها بأن المأسوف عليه وهو كهل في الخامسة والأربعين من العمر وأب لأربعة أبناء يعمل بائعا متجولا للحلويات أدى صلاة العشاء بالجامع الكبير بسوسة ثم سلك طريق العودة إلى منزله عبر باب الديوان. ولكن في مكان مظلم تعرض لاعتداء من قبل مجهولين سددوا له ثلاث طعنات في الرقبة والصدر والجنب وفروا فتفطن أحد المواطنين للواقعة واتصل بالحماية المدنية والإسعاف الطبي الاستعجالي ورغم وصول طاقم طبي إلى عين المكان ومحاولته إسعاف المأسوف عليه إلا أنه فارق الحياة بعد دقائق متأثرا بالمضاعفات البليغة للطعنات التي تلقاها. تحولت إثر ذلك وحدات منطقة الأمن الوطني بسوسة المدينة إلى موقع الجريمة وأجرت المعاينة الموطنية بحضور السلط القضائية قبل أن يأذن حاكم التحقيق الخامس بابتدائية تونس 1 لأعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالبحث في القضية. وقد خلفت هذه الجريمة ردود فعل مختلفة وموجة من الألم والأسى على رحيل مواطن عرف بأخلاقه العالية وطيبته، وقد ورد بإحدى صفحات الفايس بوك أنه"دائم الابتسامة وذو خلق حسن.. صاحب عربة صغيرة لبيع البسبوسة.. لا يمنعه اشتغاله عليها من دعوة الناس الى الدين وتحبيبهم في الصلاة.. يستغل عمله للدعوة وهذا غير مستغرب فحياته كلها امضاها داعية الى الله يمشي في الاسواق وهو رجل معظم للسنة محافظ عليها عليه الوقار وشيم الصالحين.. حتى وان كنت مخالفا له فهو يأسرك بخلقه وابتسامته التي لا تنقطع..".