تأجيل النظر في قضيّة الشهيد محمّد البراهمي    المنتدى الدولي "فيتا 2025" يعكس الجهود لتعزيز المكانة الاقتصادية لتونس في إفريقيا -وائل شوشان-    شركة نقل تونس : إيقاف أعوان عن العمل لإعتدائهم على مواطن    بنزرت: غلق متقطع للجسر المتحرك يومي الأربعاء والخميس    عاجل/ ملك الأردن: سنستقبل 2000 طفل من غزّة وسأفعل ما فيه مصلحة بلدي    طقس الليلة    حدائق قرطاج.. القبض على مروّج مخدرات محل 11 منشور تفتيش    عاجل/ هذا ما قرّره التعقيب ضد بوغلّاب في قضية على معنى المرسوم 54    عاجل/ في قضية مخدّرات: هذا ما تقرّر في حق مُنتج فني ووكيل سابق لمغني "راب"    صفاقس: تواصل الحملة التضامنية السنوية للمكتب الجهوي لمنظمة التربية والأسرة بمناسبة شهر رمضان المعظّم    حمام الأنف: إيقاف مجرم خطير محل تفتيش في قضايا سرقة    بطاقة إيداع بالسجن ضد معز دينيز من اجل هذه التهمة.. #خبر_عاجل    الرابطة المحترفة الأولى: التعادل يحسم اللقاء الأول من الجولة 19    نابل: تكثيف حملات المراقبة الاقتصادية استعدادا لشهر رمضان المعظّم    تزويد معهد صالح عزيز بمعدات طبّية متطورة    مهرجان الأغنية التونسية: الاعلان عن قائمة المشاركين في المسابقات الرسمية    عصام اللحياني مدربا جديدا لنادي ساقية الزيت    تدشين فضاءات جديدة في المسرح الوطني التونسي يوم 13 فيفري 2025    عاجل/ أهالي هذه الجهة يُطالبون بنزع الألغام    إرتفاع نسبة امتلاء السدود إلى 35،16%.    هذه المعتمديات تتصدر أعلى نسبة من الحوادث    بطولة المنامة للتنس: تأهل عزيز دوقاز الى الدور ثمن النهائي    تحديد عدد تذاكر لقاء السوبر بين الترجي الرياضي و الملعب التونسي..#خبر_عاجل    مشروب طبيعي...يحسّن الهضم و يحارب الالتهابات و يعزّز الجهاز التنفسي    تونس /ليبيا : بعثة أعمال في قطاع زيت الزيتون إلى مصراتة من 25 إلى 28 فيفري 2025    تكريما للروائي ميلان كونديرا : كلية الاداب بمنوبة تنظم بداية من الخميس الملتقى الدولي متعدد الاختصاصات : "الضحك بين "الكيتش" والفنية"    منوبة: 80 بالمائة نسبة انجاز مشروع مضاعفة الطريق المحلية رقم 525 وتركيز جسر مضاعف على مستوى قنال مجردة الوطن القبلي    بشرى جديدة: باحثون يطورون اختبارا جديدا يتنبأ بهذا المرض..    عاجل: ''صولد'' جديد بداية من ليلة النصف من شهر رمضان    رمضان 2025: ''قفة التونسي'' بين 30 و 40 دينارًا في اليوم الواحد    ياسين الغربي يتوج ببرونزية 1500 متر في ملتقى دبي الدولي لذوي الإعاقة    الترجي يستدعي رؤساء الأندية لحفل استقبال رمز المونديال    لأنها ثالثة الاثنين في رواية المالوف بعد تستور وبنزرت.. الدورة الأولى لمهرجان إسمعان القيروان للمالوف    حمام الأنف: القبض على مفتش عنه، محكوم عليه ب 18 سنة سجن    كميّات الأمطار المسجلة بعدد من مناطق البلاد    Titre    تظاهرة فنية تسلط الضوء على اختصاص الديكور في السينما من خلال تجربة الفنان توفيق الباهي    تونس ترفض تهجير سكان غزة    وفاة شخص في حادث مرور مروّع..#خبر_عاجل    شعر بها سكان العاصمة.. رجة أرضية بقوة 5.1 درجة يهز شمال المغرب    تونس: 400 شخص حصلوا على بطاقة المبادر الذاتي حتى الآن    انتشار واسع للفيروسات الموسمية في تونس: أنواعها وأعراضها المقلقة    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الجمهورية برئيس الحكومة..    ترامب: أوكرانيا 'قد تصبح روسية يوماً ما'    غوغل تغيّر اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"    وزير النقل يتفقّد مطاري النفيضة والمنستير استعدادًا لمواسم العمرة والحج والصيف 2025    ترامب يهدد بإلغاء اتفاق غزة ووقف المساعدات للأردن ومصر    نحبّ البلاد ... كما لا يحبّ البلاد احد…عبد الكريم قطاطة    توقيع اتفاقية شراكة لإرساء نظام التحقق والمصادقة من صحة إعلانات الغازات الدفيئة في تونس    القيروان: تنظيم أول دورة لمهرجان المالوف بمدينة القيروان من 21 إلى 24 فيفري 2025    الفيروسات الجديدة في تونس: تهديدات خطيرة لكبار السن والأطفال    باقي 18 يومًا فقط: تفاصيل ولادة هلال رمضان وأول أيام الصيام فلكيًا    ثلاث فيروسات مسببة للنزلة الموسمية منتشرة حاليا في تونس    مخبر الإبداع الرقمي بمركز السينما يفتح باب الترشح للمشاركة في دورة تكوينية    رمضان 2025: عدد ساعات الصيام وموعد الإفطار في تونس    موعد عيد الفطر فلكيّا    منبر الجمعة...للعبادة وقت الغفلة... منافع كثيرة    وٌصِف بشهر الغفلة ... شعبان تمرين على صيام رمضان!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من المستفيد من حرق وهدم الزوايا وأضرحة الاولياء الصالحين؟
آخرها الاعتداء على مقام الولي أحمد الورفلي بأكودة...
نشر في الصباح يوم 24 - 01 - 2013

يتواصل مسلسل حرق وتخريب أضرحة الأولياء الصالحين في مختلف انحاء الجمهورية، لتتجاوز عددها حوالي 34 ضريحا بعد الثورة وآخرها مقام الولي سيدي احمد الورفلي في اكودة،
وقبلها بايام مقام سيدي بوسعيد الباجي الذي تم احراقه واتلاف محتوياته واكتفاء الاطراف الحكومية بالتنديد والاستنكار دون اتخاذ اجراءات صارمة ووقائية ضد المتسببين فيها، لوقف نزيف الاعتداءات وعمليات الحرق التى تطال هذه المعالم التي تحمل ذاكرة الشعب التونسي وهويته..
الاعتداءات الاخيرة أثارت جدلا كبيرا وتساؤلات حول استهداف الاضرحة والزوايا الصوفية ومن يقف وراء هذه الاعتداءات مع تواصل مسلسل حرق المقامات والزوايا الصوفية.
المديرة العامة لمنظمة اليونسكو نددت بما تعرّض له مقام السيدة عائشة المنوبية بمنوبة في أكتوبر الماضي مشيرة ان النيل من هذه المعالم بمثابة الاعتداء على الشعب التونسي الذي تميّز عبر تاريخه بالتسامح واحترام تنوّع المعتقدات وممارسة العقائد، ودعت الحكومة الى اتخاذ الاجراءات الضرورية من أجل حماية مثل هذه المعالم من الاعتداءات والانتهاكات.
واستنكر عدد من السفراء من بينهم السفير الفرنسي الاعتداء الذي تعرض له مقام سيدي بوسعيد الباجي وعدد من المقامات الاخرى ومنحت السفارة الفرنسية مبلغا ماليا يقدر ب 10 آلاف دينار لإعادة تهيئة مقام الولي الصالح سيدي بوسعيد الباجي اعتبارا لأهميتة التاريخية والحضارية وفي إطار المساهمة في حفظ وترميم التراث التونسي.
حماية الزوايا و المقامات والأضرحة
وفي نفس السياق عبّر إتحاد الطرق الصوفية بتونس عن ادانته بشدة لكل هذه الممارسات مع تتالي الانتهاكات والتعدي على مقامات أولياء الله الصالحين والزوايا التي تمثل تراثا وطنيا زيادة على بعدها الديني مطالبا الحكومة بحماية هذه المقامات، ودعوة المجلس الوطني التأسيسي السلطة الشرعية الأولى في البلاد بتشريع نصوص قانونية تجرّم التعدي على هذه المقامات والعمل مع المجتمع المدني والجمعيات على التصدى لهذه الجرائم والتي يقف وراءها فكر وافد على البلاد .
قال محمد الهاني المكلف بالاعلام في اتحاد الطرق الصوفية ان عدد الاعتداءات بلغ اكثر من 34 اعتداء من هدم وحرق واتلاف المحتويات ، وان تكرر الاعتداءات على المقامات والزوايا واضرحة الاولياء الصالحين مقصود من طرف التيارات الدينية المتشددة مشيرا الى أن المجموعات المتشددة تريد اثارة الفتن وانتهاك حرمة المساجد و الزوايا و أضرحة الأولياء الصالحين باسم الاسلام.
واعتبر "الفكر الوهابي خطر يهدّد استقرار بلادنا خاصة ويعتمد على التشدد والعنف فهو فكر "ينظّر ويكفر ثم يفجر" حسب تعبيره.
وقال إن هذه المجموعات المتشددة ذات ايديولوجيات غريبة عن الدين الاسلامي " تنفّذ مخطّط مبرمج مؤكدا رفضه لاستهداف مقامات الاولياء الصالحين والزوايا والاضرحة.
الفكر الوهابي خطر يهدّد استقرار البلاد
وفي علاقة الفكر الاصلاحي التونسي والفكر الوهابي ذكر المؤرخ عبد الجليل بوقرة في تصريح ل"الصباح" ان الفكر الوهابي ليس ظاهرة جديدة بل تعود الى القرن 18 عشر عندما وجه محمد بن عبد الوهاب رسالة الى أمير تونس حمودة باشا الحسيني يدعوه فيها الى اتباع المذهب الوهابي الداعي الى مقاومة ما أسماه بالبدعة ومن بين ما كان يراه بدعا هي مقامات الاولياء الصالحين وزيارة القبور والاضرحة وكان رد علماء تونس انذاك أمثال قاسم المحجوب واسماعيل التميمي وابراهيم الرياحي واضحا وحاسما برفض الدعوة الوهابية ومنذ ذلك الوقت واصلت بلادنا شق طريق الاصلاح بالاعتماد على المبادئ الوسطية و الاعتدال والانفتاح.
وأضاف ان ثورة 14 جانفي وما ترتب عنها من هامش واسع للحريات استغلها الوهابيون للعودة الى تونس والثأر لهزيمتهم مستغلين امكانيتهم المادية الضخمة وفقر نسبة كبيرة من التونسيين وتجنيد الالاف من الشباب ودفعهم لتطبيق خطة متدرجة عن طريق العنف والتخويف وهدم وحرق الاضرحة والزوايا الصوفية لتصل بهم في اخر المطاف الى تحويل تونس الى امارة وهابية جديدة.
وفيما يتعلق بتواتر عمليات حرق الاضرحة وهدم الزوايا قال:" الان نعيش مرحلة حرق لاضرحة الاولياء الصالحين حيث تم في ظرف 8 أشهر حرق قرابة 34 مقام ولي وهذا ما يطرح العديد من التساؤلات حول تنامي الفكر الوهابي في بلادنا واستهداف للزوايا والاضرحة ومقامات الاولياء الصالحين."
وبين بوقرة ان التصدي لهذه الظاهرة لا يكون عبر المعالجة الامنية بسبب ما تعيشه بلادنا من تفش للجريمة وكثرة الانفلاتات بكل اشكالها، معتبرافي هذا الاطار ان التصدي لهذه الظاهرة وما يعبر عنها بالفكر الوهابي يكون عبر تحويل مقامات الاولياء الصالحين الى مراكز للنشاط الفكري والثقافي ومكتبات تروج الكتب التى ترسخ قيام الفكر الاصلاحي التونسي الاصيل اضافة الى مزيد العناية بالاماكن التراثية ذات الدلالات والمكانة في الذاكرة حتى تصبح من مشمولات المجتمع المدني بمساعدة مؤسسات الدولة من اجل حمايتها من الحرق والهدم والإتلاف.
ظاهرة انتشرت بعد 14 جانفي
ومن جهته أوضح السيد محمد صالح الحدري رئيس حزب العدالة والتنمية أنّه سبق وان نبه للخطر الوهابي ومتبنيي هذا الفكر الذين يكفرون من يخالفهم الرأي مؤكدا ان من قام بحرق وهدم واتلاف محتويات المقامات ليسوا سلفيين -حسب قوله -والسلف الصالح لا يرفع السيف و"الكلاشينكوف" في وجه اخيه المسلم.
وأوضح أن في العقيدة الوهابية الاضرحة والزوايا تصنف بدعة وشركا بالله وتكفر كل من يذهب الى الزوايا موضحا ان هذه الظاهرة انتشرت منذ 14 جانفي بعد ان افرزت الانتخابات حزب حاكم يحمي هؤلاء المنتمين للفكر الوهابي، وتأثير الفضائيات العربية على الواقع التونسي مؤكدا على ان المتبنين للفكر الوهابي هم غلاة في الدين والحال ان الغلو قد نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام.
وذكر الحدري ان التعدي على اضرحة الاولياء الصالحين والزوايا خط أحمر وتعد على التراث الاسلامي واعتبر ان كل تعد على هذه المقامات والاضرحة يعد جريمة ويجب تطبيق القانون ومقاضاة كل اعتداء وتحميل الدولة مسؤوليتها كاملة في اي اعتداء يطال المعالم الحضارية والتراثية في بلادنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.