أضحت واحات الجريد لاسيما بواحات توزر مهددة بالانقراض إن آجلا أو عاجلا فهي تتعرض للعديد من الانتهاكات بغض النظر عن النقص الفادح في مياه الري حيث يعمد الفلاحون اقتناء فسائل نخيل قد تكون تحمل أمراضا أخطرها مرض البيوض وذلك بفعل تهريب هذه الفسائل من القطر الجزائري وترويجها بواحات ولايتي توزر ونفزاوة ولئن تجندت جميع الأطراف والمصالح للحد من هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء على دابرها فإن عددا هاما من تلك الفسائل قد دخلت الواحات ويأمل الفنيون أن تكون سليمة وغير حاملة لمرض البيوض المصالح الفلاحية قامت بالعديد من الحملات التحسيسية لتحذير الفلاحين من انعكاسات هذه الظاهرة إلا أن ثمنها الزهيد يغري بعض الفلاحين الذين مازالوا لا يقدرون ما قد ينتج عن ذلك من تداعيات على مصير الواحات إذ أن مرض البيوض يفتك بالنخيل في زمن قياسي مثلما حدث لواحات المغرب الشقيق لكن الأمر لم يعد يتعلق بتهريب الفسائل بل تجاوز ذلك بكثير حيث أصبحت دقلة الجزائر تروج بأسواق توزر وهو أمر لا يقل خطورة عن الأول ولئن تم حجز كميات كبيرة من هذا الصنف المهرب إلى بلادنا بجهة نفزاوة فإن الوضع بتوزر مازال يراوح مكانه وتباع دقلة وادي سوف ببعض نقاط مع التمور دون رقيب وفي جانب آخر يذكر أن الواحات التونسية تمسح 40800 هك وتضم 6 ملايين نخلة توفر مواطن شغل لأكثر من 70 ألف عامل بصفة متواصلة داخل الواحات وهذه الواحات باتت لا ترتكز إلا على إنتاج التمور وأشجار النخيل باتت مهددة بعامل الجفاف الذي أدى إلى ندرة المياه وهو ما جعل الفلاح يتخلى عن الثلاثة طوابق وهي الخضروات والأشجار المثمرة والنخيل أدى ذلك إلى فقدان وانعدام التنوع البيولوجي لها أضف إلى ذلك ما تعيشه واحات الجريد من تغيير في المناخ إذ يشار إلى أن ربوع الجريد سجلت سنة 1970 معدل حرارة 21 درجة وارتفع هذا المعدل ليصل إلى 22.7 درجة سنة 2005 وهذا العامل أثر بصفة جلية على نوعية دقلة نور خصوصا خلال الموسم المنقضي والموسم الحالي كما أن ندرة المياه يعد من أبرز العوامل التي ساهمت في تدني المنتوج أضف إلى ذلك الاستغلال المفرط لمياه الري وهو ما قد يؤدي إلى نضوب المائدة المائية بالإضافة إلى الحفريات العشوائية للآبار السطحية سيما وأن المائدة المائية غير متجددة وأمام هذا الخطر الذي يحدق بالواحات في السنوات المقبلة لابد من وضع استراتيجية جديدة في مجال الري وينصح الفنيون باتخاذ طريقة الري قطرة قطرة بالإضافة إلى إتخاذ إجراءات للحجز الصحي لتهريب فسائل النخيل إذ أكدت بعض المصادر أن مئات الهكتارات غرست بنخيل مهرب من القطر الجزائري كما نبه الفنيون إلى ضرورة التصدي حتى لا يتم جلب بعض أشجار النخيل من شارع قرطاج بتونس العاصمة الحاملة لمرض قد يقضي على النخيل بالجريد أو بنفزاوة وهو مرض يقول عنه الفنيون أخطر من البيوض وهذه الأشجار تم استيرادها من إيطاليا ودعا هؤلاء الفنيون إلى عدم الاقتصار على غراسة النخيل من صنف دقلة نور (93% من الواحات الجديدة ترتكز على هذا الصنف) وبالتالي غراسة أصناف أخرى قادرة على تحمل العوامل المناخية وذات قيمة مضافة على غرار الكنتيشي والعليق والفطيمي وأخوات العليق وغيرها والابتعاد قدر الإمكان عن ري الواحات عبر السواقي الاسمنتية.