انطلقت بمختلف واحات الجريد عمليات تلقيح العراجين وتنظيف المستغلات الفلاحية وذلك بهدف تأمين انطلاقة طيبة لموسم التمور الجديد إذ تعود الفلاحون على الإعداد للموسم الفلاحي الجديد حال الانتهاء من جمع صابة الموسم الفارط ويولون أهمية كبيرة لعمليات تنظيف الواحات للحد من إصابة المنتوج لاسيما دقلة نور من دودة التمور أو الآفات الأخرى التي تعيق تصدير التمور إلى الخارج أو ترويجها بالأسواق الداخلية ويقول المثل الفلاحي التقليدي المتداول في أوساط الفلاحين: «الطلع في مارس والذكار في أفريل". هذا وتمسح الواحات بالجهة حوالي 9300 هك منها 3368 هك واحات قديمة و4415 هك واحات جديدة تضم مليونا و600 ألف نخلة منها 960 ألف نخلة من صنف دقلة نور وتتطلب كل هذه الأشجار كميات هامة من حبوب اللقاح لتلقيح العراجين إذ بدون هذه العمليات لا يمكن الحصول على تمور صالحة للأكل ويطلق عليها اسم: «صيش» لذلك يولي الفلاحون أهمية قصوى لتلقيح العراجين التي تنطلق عادة من موفى شهر مارس من كل سنة إذ يتجاوز عدد العراجين التي يتم تلقيحها سنويا 10 ملايين عرجون وهناك أشجار من النخيل يطلق عليها اسم فحول النخيل لا تنتج إلا حبوب اللقاح متواجدة داخل الواحات أو بالضيعات المثالية وتوكل مهمة تلقيح العراجين عادة إلى عملة مختصين ممن يحذقون تسلق النخيل. تحضيرات على قدم وساق وفي سياق متصل كثفت المصالح الفلاحية بالجهة من عمليات مراقبة الاتجار بفسائل النخيل المهربة والمصابة بأمراض خطيرة في حين تشهد واحات الجريد هذه الأيام حركية هامة بدأت عملية العناية بالواحات وذلك من خلال تنظيفها وتهيئة المسالك وتنظيف وجهر ما يقارب 80 كلم من الخنادق كما انطلقت عملية تلقيح النخيل بداية من شهر مارس المنقضي وشملت بالخصوص أصناف التمور المطلق البدرية وبعض النخيل من صنف «دقلة نور». ويتزامن موسم تلقيح العراجين مع موسم غراسة فسائل النخيل حيث يجدد الفلاحون الأصول التي هرمت أو يستغلون المساحات البيضاء للأرض بمستغلاتهم لزراعة المزيد من النخيل. فسائل مجهولة المصدر موسم غراسة فسائل النخيل يشهد منذ الموسم الفارط ظهور فسائل مجهولة المصدر من شأنها أن تضر بالواحات وبموروثها الجيني وذلك لإصابتها ببعض الأمراض وللبحث في هذه الظاهرة جعلت المصالح الفلاحية تضبط خطة جهوية تشمل حملات تحسيسية ومراقبة دورية للحد من الاتجار في هذه الفسائل لاسيما المهربة من القطر الجزائري أو المتأتية من مناطق مصابة ببعض الأمراض والآفات التي قد تقضي على واحات الجريد بأكملها نظرا لخطورة هذه الأمراض وتفشيها أو تسربها بسرعة. لذلك تمكنت المصالح الفلاحية من حجز وإتلاف أكثر من 160 فسيلة مجهولة المصدر ومنقولة بلا ترخيص مسبق أو مسلم من قبل المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر. وتم في هذا الإطار إصدار 60 ترخيصا لنقل أكثر من 3 آلاف فسيلة نخيل معظمها من صنف دقلة نور لترويجها بالجهة وهذه الإجراءات على أهميتها تبقى غير كافية لإنجاح موسم التمور ما لم تبادر المصالح الفلاحية بفك رموز معضلة النقص الحاصل في مياه الري أو قطع التيار الكهربائي على الآبار المعدة لضخ مياه الري وخصوصا في الصيف نظرا لعجز بعض الفلاحين الصغار عن تسديد الديون المتخلدة بذمتهم لفائدة الشركة التونسية للكهرباء والغاز.