تعرض الأستاذ عبد الفتاح مورو مساء الى اعتداء بالشتم والعنف مساء أول أمس الأربعاء بمدينة جمال من ولاية المنستير وهذه هي المرة الثانية بعد الثورة التي يتعرض فيها الشيخ مورو إلى الاعتداء البدني من قبل مجموعات محسوبة على التيار السلفي التي ترى في اعتداله وانفتاحه وفي "اجتهاداته" زيغا عن الإسلام الحقيقي وكفرا حسب منظورهم طبعا وزندقة تستوجب المؤاخذة. فمنذ حوالي الستة أشهر (في 5 أوت 2012) تعرض الأستاذ عبد الفتاح مورو في القيروان أثناء مسامرة فكرية الى اعتداء لما ألقى عليه أحد الحضور كأسا فشج رأسه. وقد حدث هذا الاعتداء لما حاول الشيخ مورو الدفاع عن المفكر يوسف الصديق الذي كان بعض حضور المسامرة من السلفيين طالبوا بطرده من القاعة. وحول اعتداء ليلة اول أمس أوضح الأستاذ مورو انه كان مدعوا لالقاء محاضرة في احد مساجد المدينة ولما وصل الى المكان اعترضه شاب ملتح كان مرفوقا بمجموعة أخرى من الشبان واعلمه انه شخص غير مرغوب فيه وطلب منه مغادرة المكان، ولما رفض وجه له الشاب لكمة كما انه تعرض بعد ذلك الى الدفع من قبل المجموعة وكاد يسقط ارضا. آنذاك وأمام تطورات الأحداث وجد نفسه مجبرا على مغادرة المكان ولكنه ما ان ابتعد قليلا حتى تفطن الى ان دراجة نارية كانت تتبعه ثم تم القاء حجر كبير جدا قدر الأستاذ وزنه بحوالي 20 كلغ على السيارة. ان تكرر مثل هذه الاعتداءات "البدائية" على رجال الفكر والفن والمعارضة وحتى "رجال الدين" الذين يتمثل ذنبهم الوحيد في انهم "ّمتنورون" وترتكز قراءتهم للدين الإسلامي السمح على مقاصده وعلى ضوء تطورات العصر دفع الأستاذ مورو الى التساؤل الى اين نحن نسير؟" وهو محق في ذلك وكان الأستاذ مورو أشاد أثناء محاضرة القاها في مارس الماضي بمدينة.. "بنان" بولاية المنستير ونشرت جريدة المغرب مقتطفات منها يوم أول امس بالزعيم الحبيب بورقيبة قائلا "إن قامة بورقيبة عظيمة.. والقرن العشرون شهد وجود قامات قليلة من امثال الحبيب بورقيبة ك"جواهر لال نهرو.." و"بروز تيتو" والجنرال ديغول.. وجمال عبد الناصر... بالنسبة للعالم العربي بورقيبة كان قامة وأي قامة يعترف بها الجميع ونحن نعتز بأنه هو الذي أقام صرح الدولة الوطنية الأولى.. بورقيبة بذل جهده لبناء الدولة ولأنه كان يؤمن بالعمل الذي يقوم به وهنا تكمن عظمة هذا الرجل وقوته.. وله مني ومنكم تحية.. واي تحية لزعيم !!. فهل أن هذه الاشادة ببورقيبة التي حدثت منذ عشرة اشهر كاملة الا أن الصدف شاءت ان تنشر يوم المحاضرة المبرمجة بجمال كان لها ضلع في هذا الاعتداء ام انه تم الإعداد له من قبل والمصادفة وحدها هي التي شاءت ان يتزامن الأمران.