لست بصدد المزاح أو الفذلة حين أؤكد جازما ان بطولتنا غير قانونية. أجل فلقد فقدت بطولة الرابطة المحترفة الأولى عندنا مصداقيتها حسب رأيي وأصبحت بالتالي غير قانونية منذ يوم 22 ديسمبر 2007 تاريخ افتتاح مرحلة الاياب بلقاء متقدم بين الملعب التونسي والنادي البنزرتي. فيومها انطلقت مرحلة الاياب دون أن تكتمل مرحلة الذهاب التي لم تبح حينها بكل أسرارها بل بقي مصير مقابلتين من مقابلاتها في حكم المجهول... قد تقولون: «.. وأين الإشكال.. وما مدى تأثير نتيجتي مقابلتين على قانونية البطولة ومصداقيتها؟!» وها أنني أجيبكم فورا بالمرور مباشرة إلى جوهر الموضوع وبيت القصيد.. فالذي نعلمه جميعا ومن المفروض ألا يجهله أي كان أنه في صورة تساوي فريقين في نهاية الموسم سواء في مضمار التنافس على لقب البطولة أو في صراع البقاء، فإنه يقع الاحتكام عند التساوي بينهما في المواجهتين المباشرتين (ذهابا وايابا) إلى نسبة الأهداف المسجّلة والمقبولة خلال مرحلة الذهاب (أعيد وأكرّر خلال مرحلة الذهاب) لترجيح كفة فريق على آخر، سواء بتتويجه بطلا للموسم أو باسعافه من النزول.. نأتي الآن إلى المقابلة التي دارت يوم الأربعاء الماضي (5 مارس) بين النجم الساحلي والملعب القابسي لحساب الجولة قبل الأخيرة لمرحلة الذهاب وانتهت بفوز النجم بنتيجة (1-4).. فهذه المقابلة كان من المفروض أن تدور يوم 10 ديسمبر 2007 الا أنها تأجلت بحوالي ثلاثة أشهر بالتمام والكمال، وطبعا فعديد الأمور والمعطيات تغيّرت بين يومي 10 ديسمبر 2007 و5 مارس 2008، بصورة أوضح فالنجم لم يعد نفس النجم والملعب القابسي لم يعد نفس الملعب القابسي، ونتيجة (1-4) ما كانت لتكون منطقيّا وموضوعيّا هي نفسها لو دارت المقابلة قبل انطلاق مرحلة الاياب والحال أن الفريقين أحدهما معنيّ بالتتويج والآخر بصراع البقاء. وما قلناه بشأن لقاء النجم والملعب القابسي ينطبق أيضا على قمة الغد بين الترجي والنجم التي كانت مبرمجة في الأساس ليوم 16 ديسمبر وإذا بها تقام يوم 9 مارس.. فللمحافظة على مصداقية البطولة كان على المكتب الجامعي أن ياخذ كل الفرضيات الواردة والاحتمالات المطروحة بعين الاعتبار بما في ذلك امكانية التساوي بين فريقين في واجهتي الصراع عند انتهاء البطولة والاحتكام في إحدى الحالات الممكنة إلى نسبة الأهداف المسجلة والمقبولة. نعم المكتب الجامعي كان عليه أن يفعل ذلك لأنه كان من المفروض أن يضع في حساباته تتويح النجم الساحلي بكأس رابطة الأبطال الافريقية ومشاركته بالتالي في كأس العالم للأندية باليابان لأن مثل هذا الاحتمال كان قائما بنسبة عالية الا أنه لم يفعل فسلب من البطولة مصداقيتها (!!؟؟) لكل هذه الاعتبارات أعتقد أنكم تشاطرونني الرأي بأن بطولتنا الحالية غير قانونية! أليس كذلك؟