غدا الحسم النهائي في"أحداث11 جانفي2011" بدقاش تجدد صباح يوم غد الاثنين الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بصفاقس النظر في ملف أحداث"11 جانفي2011" بدقاش التي خلفت ثلاثة شهداء وجريحين، ومن المنتظر أن يفسح في هذه الجلسة المجال لمرافعات محاميي القائمين بالحق الشخصي ومحاميي الدفاع على أن يعقبها التصريح بالحكم في ساعة متأخرة من الليل. مسيرة سلمية الأبحاث المجراة في القضية كشفت أن مسيرة سلمية انطلقت يوم11 جانفي الفارط من منطقة بوهلال الريفية وتحولت نحو مدينة دقاش أين جابت الشارع الرئيسي بالمدينة ولكن باقتراب المتظاهرين ضد حكم النظام البائد فوجئوا بأعوان الحرس الوطني بدقاش يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع (لا كريموجان) نحوهم فتفرّقوا وتشتتوا ولم يردوا أي فعل سلبي باعتبار سلمية المسيرة منذ البداية، ولكن المشاركين فوجئوا بضابط امن يعمل بالمنطقة الجهوية للحرس الوطني بتوزر يهرع نحو مركز الحرس الوطني بالجهة ويتسلح ببندقية ثم يوجه النار نحو المحتجين بطريقة عشوائية ويطارد بعضهم-حسب شهود العيان- مما تسبب في سقوط ثلاثة شهداء هم عبد القادر المكي ولمجد الحامي وماهر العبيدي وجريحين هما عادل أولاد عمر ومحمد أشرف بن خليل في اقل من نصف ساعة وهو ما أدى إلى حالة من الاحتقان الشعبي والغليان بين أهالي دقاش. المتهم يسلم نفسه حدد الأهالي هوية المشتبه به وهو الملازم أول بالحرس الوطني الطيب العميمي، وطالبوا بإيقافه إثر فتح بحث تحقيقي في القضية، ورغم بطاقات الجلب الصادرة في شأنه فإن المشتبه به ظل متحصنا بالفرار، إلى أن قرر بعد عدة أشهر تسليم نفسه للسلط العسكرية بصفاقس. وبالتحري معه اعترف بحمله لسلاح ناري من نوع "فال" داخل مقر مركز الحرس الوطني بدقاش مساء يوم11 جانفي2011 أثناء المسيرة السلمية المطالبة بإسقاط نظام المخلوع، وذكر أن أحد المتظاهرين ألقى عليه قطعة آجر فأصابته في الرأس(رغم أنه داخل المركز المسقف) وأسقطته أرضا لتنطلق عيارات نارية من سلاحه دون إرادته فتصيب خمسة من المتظاهرين الذين كانوا في اتجاهات مختلفة وتقتل ثلاثة منهم، مضيفا أن بقية أعوان الحرس كانوا مسلحين في محاولة منه على الأرجح لاستدراج المحكمة لإعادة التحقيقات والزج بعناصر أمنية أخرى في القضية. وذكر أيضا أنه اتصل بأحد المواطنين وهو مصاب ليطلب منه اصطحاب أفراد عائلته لقضاء الليلة بمنزله خشية تعرض أفرادها لسوء بسبب الاحتقان الشعبي، غير أن هذا المواطن كذب الجزء الأهم من اعترافات المتهم، من خلال شهادة أدلى بها لدى عدل إشهاد كانت"الصباح" نشرت تفاصيلها في وقت سابق، واعتبرها عدد من الحقوقيين المطلعين على سير ملف القضية والمحاكمة مهمة للغاية وحجة لتفنيد رواية المتهم الذي ذكر أنه أصيب وهو داخل المركز وسقط لتصدر عيارات نارية من سلاحه. ومن المنتظر أن تحسم المحكمة العسكرية الابتدائية الدائمة بصفاقس غدا في الفصل الأول من المحاكمة في هذه القضية وذلك بإصدار الحكم على ضابط الحرس المتهم بالقتل العمد ومحاولة القتل العمد.