من إجراء "بسيط" قد لا يكلّف أصحاب القرار السياسي إلا بضع ساعات للحسم فيه،تحوّل التحوير الوزاري إلى "قنبلة موقوتة" تهدّد بتفجير الوفاق الوطني المزعوم.. وتحوّلت الحقائب الوزارية إلى "عبوات ناسفة" تنذر بنسف "تجربة" ائتلاف الترويكا الحاكم..وتمهّد إلى جرّ البلاد للدخول في أزمة سياسية مطبقة أو أزمة نظام حكم.. فأيدي الحكام الشرعيين «ارتعشت» وهي تضع حجر الأساس لحلف الترويكا لأنها لم «تلتزم» بقواعد بناء صلبة وبأسس صحيحة،بل كان البناء سريعا ومرتجلا،وانهمك «حلفاء الأمس» حركة النهضة وحزبا المؤتمر والتكتّل في «النهل» من منابع السلطة والاستمتاع بلعبة الكراسي ونفوذ ووجاهة منصب «صاحب المعالي» ،غافلين عن مطالب شعب أنجز ثورة وينتظر استحقاقاتها.. الأحزاب الحاكمة وخاصّة حزب الأغلبية، نسيت في لحظة «انبهار» بالحكم أن لها مسؤولية تاريخية وغاب عنها الحزم في التعاطي مع انحرافات المسار الانتقالي، والحسم في الملفات الحارقة ذات الطابع الاستعجالي حتى تبعث للرأي العام رسائل طمأنة تكون «طوق النجاة» من مطبّات الفشل والإخفاق، وزراء الترويكا كبّلتهم ألوانهم السياسية وورّطهم منطق الغنيمة و»عجزوا» عن أن يكونوا رجال دولة في أعين كل المواطنين باختلاف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم الإيديولوجية ،فحزب الأغلبية يتعامل مع السلطة بمنطق الفرصة الأخيرة ويسعى إلى تأبيد حكمه لسنوات قادمة وشريكاه مدفوعان برغبة جامحة وذهنية انتهازية للاحتفاظ «بفتات» مائدة «السلطان».. ليستميت كل حزب في فرض لونه الحزبي على مفاصل الدولة في سعي لملء فراغ دكتاتورية منتهية وأخرى على وشك «البزوغ».. ولأن الأيادي المرتعشة لا تحسن البناء ،انتهينا اليوم إلى ما انتهينا إليه..أنانية سياسية..تكالب على النفوذ..رئيس دون صلاحيات يهدّد بالانسحاب وحزبه «العتيد» الذي فشل في الرقص على كل «حبال السلطة» بدأ في العزف على وتر المعارضة.. لتبقى المصلحة الوطنية في مهب «نزوات» الترويكا.. سياسية الأيادي المرتعشة ،لم تقتصر على الأحزاب الحاكمة بل تجاوزتها للمعارضة التي وقفت على «الربوة» تتصيّد الأخطاء،وتترصّد الهفوات ،وتشحن الأجواء بإشارات التحريض «المعلنة» و»الخفية» ،دون أن تشمّر على سواعدها وتنخرط بجدية ومسؤولية في بناء وطن لم يتطهّر بعد من دنس دكتاتورية الماضي ، التي تركت الكثير من «بيضها» في «أعشاش» بعض أحزاب المعارضة الثورية «جدّا» والتي رفضت الحكم لأنها تخشى التورّط في «الفشل» باعتبار أن شعاراتها تفوق ما تملكه من حلول.. وعلى هامش «أزمة» الحكم التي بدأت تتدحرج ككرة الثلج و»تبشّر» بسقوط مدوّ ،يقف الاتحاد عاجزا عن رأب التصدّعات السياسية وهو الذي «فشل» أيضا في تقريب وجهات النظر وفتح قنوات الحوار..فيما تنساق أغلب وسائل الإعلام إلى «اقتناص» كواليس الصراعات الخفية في تنافس محموم بينها،دون أن تتحمّل مسؤوليتها في تهدئة الوضع المحتقن والمفتوح على كل الاحتمالات "المرعبة".. فمتى نرى في حلبة سياستنا محترفين - و ليس هواة تتنازعهم المطامع والمطامح- يتطوّعون لخدمة المصلحة العامة ولا يطوّعون المصلحة العامة لخدمتهم؟