في الوقت الذي سجلت فيه برامج «القلابس» نسب مشاهدة قياسية في مختلف القنوات التونسية فانها اصبحت أكثر شدا وجذبا بعد دخول الشخصيات السياسية التي اضفت عليها روحا مختلفة من خلال ما تنطق به الدمى من مواقف نقدية ساخرة بل ان بعض المشاهدين اصبحوا يعدلون ساعاتهم على تلك الفقرات. ورغم ان القلابس هي منتوج اعلامي جديد اثارت في بداية بثها جدلا واسعا فان البعض الاخر اعتبرها تعدّيا على الرموز الوطنية وهيبة السياسة لكن مع مرور الاسابيع فان سياسيينا تعودوا تدريجيا على صور قلابسهم ورضوا بالامر الواقع باعتبار ان القلابس كمنتوج اعلامي جديد يعكس حرية التعبير. عدم قلق وعلى خلاف عديد المسؤولين الّذين تذمّروا من "القلابس"، لم يبد رئيس الحكومة حمادي الجبالي أي معارضة لهذه البرامج. وأكد في وقت سابق أنه كان يشاهد القلابس في الخارج واليوم أصبح يشاهدها في تونس، وقال "لم تقلقني أبدا القلابس رغم ما فيها من تجاوزات أخلاقية وتهم مجانية". الباجي قائد السبسي: "تعجبني.." وفي حديثه ل"الصباح الأسبوعي" لم يخف الباجي قائد السبسي اعجابه ببرامج القلابس التي اعتبرها خطابا جديدا في مشهدنا الاعلامي كان من مكاسب الثورة ولم يتحقق بنضالات أي حزب او جهة معينة. ورغم حضوره «قلبوسته» اللافتة وعباراته الشهيرة واسلوبه الطريف أوضح السبسي ان النقد الفكاهي والتعاليق الساخرة لا يمكن النظر اليها من زاوية ضيقة وانما يجب التفاعل معها ايجابيا باعتبار ان هذه النوعية من البرامج موجودة في مختلف البلدان الديمقراطية. واضاف "شخصيا اتابع القلابس التي تعجبني وما نتقلقش منها بالكل". سمير ديلو: صوتي على ذمة الإعلاميين وعبر سمير ديلو وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية ل»الصباح الأسبوعي» عن عدم انزعاجه من القلابس التي تعكس التطور النفسي للسياسيين الذين يقبلون السخرية الهادفة على حدّ تعبيره. واضاف ان السياسيين يجب ان يقبلوا الضحك عليهم وتلك هي الحياة الديمقراطية التي تفرض عليهم قبول قانون اللعبة والتعامل معها بروح رياضية بل انه استطرد قائلا "شخصيا قلت للاعلاميين اذا كنتم في حاجة الى صوتي في القلابس فاني على استعداد لتسجيله وهو على ذمتكم.. ورغم اني شاهدت نفسي أكثر من مرة في وضعيات غير مقبولة فاني رفضت التشكي واللجوء الى القضاء لقناعتي التامة بحرية التعبير وعدم التدخل في عمل الصحفي". أحمد إبراهيم: لم أنزعج من "قلبوستي" وذهب احمد ابراهيم الى حد التأكيد على ان "القلابس" هي المكسب الوحيد بعد الثورة باعتبارها تعكس الحرية التي اكتسبها الاعلام ولا بدّ من تدعيمها لما لها من ايجابيات. واستطرد «لا ارى عيبا في 'قلبستنا' وتشخيصنا في شكل رسوم كاريكاتورية لان الغاية في النهاية محاولة معالجة بعض المواضيع باسلوب نقدي كاريكاتوري ساخر للدفع الى الامام والتوعية والتحسيس. ولا بدّ انه على السياسي ان يتفاعل ايجابيا مع هذه البرامج.. شخصيا لم انزعج من «قلبوستي» واسلوب خطابي الذي استوحوه من تدخلاتي التي دافعت فيها عن المؤسسة العسكرية ومطالبتي بتحسين الاوضاع الاجتماعية للعسكريين والترفيع في اجورهم». إبراهيم القصاص : " القلابس تشيخني" ومن جهته يرى ابراهيم القصاص ان الشخصيات السياسية هي شخصيات عامة وليست بأي حال من الاحوال مقدسة حتى لا يقع تناولها بطريقة كاريكاتورية ثم ان افضل نقد هو النقد الفكاهي الذي يبلغ الرسالة أعمق من النقد التراجيدي من وجهة نظره. وأوضح لنا انه لم يعبر يوما عن احتجاجه مما يتم بثه من قلابس بل انه يشجع الاعلاميين على مواصلة العمل في هذا المنهج الذي يعيد السياسي الى رشده أحيانا حتى وان كان «فدلكة ماسطة» لان كل شخص يحق له التعبير بالطريقة التي تناسبه. وتابع قائلا «انا من اكثر الشخصيات التي «تقلبست» فان القلابس «تشيخني» وتشعرني بالمتعة رغم ان بعض السياسيين يرون فيها تحقيرا و"تجهيلا". ورغم انها تخدم السياسي بصورة غير مباشرة فان بعض الشخصيات في حركة النهضة وكذلك رئيس الجمهورية تشعرهم بالقلق وينزعجون منها".