كانت ولا تزال بعض المنابر خاصة يوم الجمعة مناسبة للدعوة الى تكفير اليساريين والذين اعتبرهم عدد من الائمة اعداء الدين، ومن بين الاسماء التي ذاع صيتها من خلال ترددها في اكثر من مرة على لسان المشائخ شكري بلعيد وحمة الهمامي. ولم تتوقف الحملة على المنابر التي انتهجها عديد من الائمة حتى بعد وفاة بلعيد بل ان بعضهم نادى الى عدم دفنه في مقابر المسلمين رغم ان الاثر يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم توقف يوما على جنازة ليهودي برهة فقال له الصحابة بان الميت يهودي سائلين اياه عن سبب وقوفه متاثرا، فاجاب سيد البشرية اليست بنفس بشرية. ولمعرفة ما تناولته عدة منابر من مناطق مختلفة يوم الجمعة الفارط سجلت «الصباح الأسبوعي» حضورها في بعضها. وتجدر الاشارة الى انه وعقب صلاة العشاء يوم الخميس الماضي دعا البعض في المساجد المصلين الى ضرورة حماية المنشآت من التخريب متهمين من اسموهم ب»اعداء الاسلام» بمحاولة الانقلاب على الشرعية وبث الفوضى، ومن الغريب ان اغلبية المساجد التي زرناها حملت نفس الموضوع تقريبا وهو ما يثير تساؤلات كثيرة. تنسيق: جمال الفرشيشي في أريانة تحذير من الفتنة في جامع الصبح اول ما يمكن ملاحظته يوم الجمعة بجامع «الصبح» باريانة عند حضور الخطبة هو غياب امام الجمعة وتعويضه بآخر الذي دعا الى الابتعاد عن الفتنة التي بامكانها ان تدخل البلاد في دوامة ما أنزل الله بها من سلطان. وتحدث عن الشباب الاسلامي والسلفي تحديدا الذي قال بانه اتهم العديد من المرات خاصة في موضوع حرق اضرحة الاولياء الصالحين، هو من حمى الممتلكات يوم الجمعة ممن يريدون تخريبها وبث الفوضى، حيث شدّد على انه من غير المعقول انتظار يوم الاضراب لدفن شكري بلعيد. كما ان وجود النساء في المقبرة بدعوة المساواة على حدّ تعبيره مخالف للشرع وتساءل من اين أتى هؤلاء بهذا القول الغريب على تونس؟ واكد الخطيب في اخر كلامه على ضرورة التحذير مرة اخرى من الفتنة. جمال
القيروان حياد خطب الجمعة عن السياسة كما كان منتظرا في خطب يوم الجمعة في مدينة القيروان مثلما هو الشأن في الشارع القيرواني لم تكن منساقة وراء التجييش والتحريض في يوم الاضراب العام المعلن عنه. كانت المواضيع بعيدة عن السياسة، واتسمت باطالة الخطباء في الوقت المخصص للدعاء حيث ركزوا على وحدة الصف والتضامن والدعاء الى الله من اجل تجنب الفتنة ووحدة العباد من اجل الخير كل الخير للبلاد والعباد وهذا الموقف بخلاف ما سبق الاضراب العام في 13 ديسمبر الماضي. وقد استحسن رواد المساجد ما اتاه الائمة من على المنابر لما سمعوه خاصة في الظرف الدقيق الذي تمرّ به تونس. رضا النهاري
بنزرت تنوعت المواضيع.. واتفقت حول القيم الإنسانية رغم اختلاف مضامين خطب الأئمة يوم الجمعة الماضية، فإنها تلاقت حول جملة من القيم الإنسانية السامية، فقد ركز أحد الأئمة في خطبته على قيمة الإيثار، مذكراً في هذا المجال بمعاملة الأنصار للمهاجرين، ووظف الإمام ذلك لإبراز فضيلة القناعة وسلبيات المطلبية. وركز إمام آخر في خطبته على واجب الزكاة مذكراً بأن اداءها يجنب اللجوء إلى القروض وتبعاتها. بينما دعا أحد الأئمة إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع من يخالفنا في الرأي وذلك بالجدال بالتي هي أحسن، وتوظيف الحكمة والموعظة الحسنة واجتناب الفظاظة والغلظة. في حين استنكر أحد الأئمة اغتيال المناضل شكري بلعيد ومقتل الشرطي لطفي الزار، وأكد بالآية الكريمة التي تدين قتل النفس بغير نفس ولكنه استغرب في نفس الوقت التفاوت الإعلامي الذي خص به الحدثين إذ سخرت لأحدهما جل وسائل الإعلام ووقع الاهتمام به بالداخل والخارج، في حين كاد يمر الحدث الآخر مرور الكرام. منصور غرسلي
جندوبة أئمة يهدئون ويطالبون بحماية الممتلكات من العابثين بعد جريمة القتل التي راح ضحيتها الشهيد شكري بلعيد الذي ووري الثرى يوم الجمعة، حيث تحدث خطباء الجمعة بمساجد جندوبة عن العنف والنهب والسرقة التي رافقت عملية الاغتيال والتي طالت الاملاك العامة والخاصة. وفي هذا الاطار اكد امام جامع «الحفناوي» اقدم المساجد في جندوبة ان المسلم يجب ان ينأى بنفسه عن العنف ويبتعد عن الفتن، مناديا الى وحدة الصف التونسي والابتعاد عن التكفير والاعتداءات التي ينفذها اللصوص واعداء الشعب التونسي فيجب التصدي لهم وتسهيل عمل رجال الامن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة على حد تعبيره. اما في مسجد «بلال بن رباح»» بجندوبة الشمالية والذي يرتاده شباب محسوبون على التيار السلفي فقد اكد ان دم المسلم حرام ويجب على الشعب المحافظة على مكاسب البلاد والتصدي الى الباحثين عن هذا الظرف لاستغلاله أسوء استغلال. داعيا المسلم الى عدم الانخراط في العنف الذي يريد البعض تغذيته لضرب الاسلام ووحدة الصف. ودعا امام «جامع السلام» اكبر المساجد في المدينة الى التهدئة والمحافظة على مكاسب الثورة والابتعاد عن الفتن ونبذ العنف الغريب عن مجتمعنا المسلم. وشدد امام «مسجد الرحايمية» على ان الاسلام ينبذ العنف بكل اشكاله والشعب التونسي شعب مسلم ويجب الابتعاد على كل اشكال العنف داعيا الى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. اما امام «جامع الرحمة» فقد تحدث بدوره على التهم التي توجه جزافا الى طرف دون آخر في قضية مقتل شكري بلعيد رغم عدم توفر الادلة الى حدّ الان مؤكدا على وحدة صف المسلمين والوقوف جنبا الى جنب ضد اللصوص وحماية المدينة منهم. ر. ف.
قفصة نبذ العنف مهما كان مأتاه تميّز الخطاب الديني لأئمة مختلف بيوت الله بسائر مناطق ولاية قفصة بمسحة لا تخلو من الخشية على مستقبل البلاد في ظل المستجدات التي عقبت اغتيال شكري بالعيد خاصة في ضوء ما رافق الفترة الأخيرة من أعمال شغب ونهب لبعض المحلات التجارية أو في أدنى الحالات محاولات فئة من المنحرفين للاستيلاء أو الاعتداء على ممتلكات البعض، حيث أكد جل الأئمة على ضرورة التصدي لهؤلاء المنحرفين وقطع الفرصة أمامهم عبر «النصح» و»الإرشاد» و»قول المعروف». كما ذكر الأئمة بأهمية الروابط الأسرية ودور الوالدين في تنشئة الأبناء على حبّ الخير للآخر وعدم إلحاق الأذى به معنويا وماديا. وفي نفس السياق تمّت الدعوة إلى «نبذ العنف» و «عدم إشاعة الكراهية بين الناس» و»ضرورة احترام رأي الآخر من خلال الحوار البناء والمفيد دعما لمصلحة البلاد والعباد». عدد آخر من أئمة الجمعة دعوا المصلين إلى عدم الاكتراث بالدعوات الموجهة إلى الإضراب عن العمل مطالبين بضرورة الانصراف إلى الشؤون العامة وعدم تعطيل عجلة الاقتصاد. رؤوف العياري
قابس في مسيرة لخطباء قابس يوم الجمعة "لا للاغتيال السياسي نعم للشرعية والوحدة الوطنية" اغتيال شكري بلعيد كان الحادثة التي شغلت الراي العام على مدى الأيام الماضية وكان محور حديث الخاصة والعامة وحتى خطب الجمعة كانت في نفس السياق على الأقل في بعض مساجد مدينة قابس ففي مسجد حي الأمل تطرق الخطيب إلى عملية اغتيال بلعيد وادانها واعتبرها أنها ليست من أخلاق المسلمين وشيمهم لكنه في المقابل أكد على ضرورة المحافظة على السلم الاجتماعية وتجنب الفوضى وعمليات التخريب. كما أكد على أن حديث البعض عن إسقاط الحكومة تقف خلفه بعض الأحزاب وهو أمر مخالف لامر الله. «مسجد زريق» هو الآخر كانت خطبته في نفس السياق فقد بين الخطيب الخطر الذي يهدد البلاد في حالة إسقاط النظام ودخول البلد في الفوضى، وكان لفرنسا نصيب من الخطبة فقد قال الامام أنها تقف إلى جانب «القوى العلمانية» و»اليسارية» ضد الحكومة على حد تعبيره وأنها تحن الى ماضيها الاستعماري. وأدان الامام اغتيال شكري بلعيد واعتبر أن من قام بالعملية يريد أن يحقق أهدافا حزبية ضيقة. وتجدر الاشارة الى أن الأئمة الخطباء بمدينة قابس نظموا عشية الجمعة مسيرة جابت شوارع المدينة ورفعت فيها عديد الشعارات مثل: لا للاغتيال السياسي نعم للشرعية والوحدة الوطنية. ياسين بوعبدالله