لاشك أن خيبة المنتخب الوطني في جنوب افريقيا قد أجبرت جميع الأطراف المتداخلة على مراجعة حساباتها سواء كان المكتب الجامعي، أو الاطار الفني والمدربين ككل أو حتى اللاعبين لكن ما كنا ننتظره هو أن تنتبه الاندية الى هذه النقطة فمسؤوليتها مضاعفة فهي مطالبة بتأمين بطولة قوية بعيدا عن اللهث وراء النتائج الآنية وكذلك تكوين لاعبين يمكن أن يستفيد منهم المنتخب الوطني.. ومن أوكد المسائل حاليا هو الاهتداء الى الاتفاق حول المدرب الوطني، للمنتخب بعيدا عن الضغوطات وحرب الكواليس والتدخلات كما لا يمكن النجاح في ذلك الا اذا اقتنعنا ان الجامعة مدعوة الى اخذ بعض الوقت لاختيار الاطار الفني المناسب وتحديد موقفها حتى تتحمّل مسؤوليتها ولهذا خيرا فعلت الجامعة عندما اعلنت عن ترشيحها لثلاثة أسماء ولن تعلن عن اسم المدرب الجديد الا في الوقت المناسب. أما النقطة الابرز في هذه المرحلة فهي أن الجميع مطالب بالوقوف الى جانب المنتخب والمكتب الجامعي حتى لو كان يختلف معه لأن الوضع الراهن يشترط ان ينجح المنتخب ويوفق في الترشح لنهائيات كأس العالم بالتوازي مع انطلاق مرحلة البناء لانه حتى من يعترض على المكتب الحالي لا يمكنه ان يفعل شيئا في مثل هذا الظرف لان مشكل كرتنا قاعدي بالاساس وينطلق من الاندية يضاف اليها البطولة التي تعرف التشتيت والتأجيل نتيجة ظروف خارجة عن نطاق الجميع. تأطير وتفاعل وتكامل لقد أصبح الجميع في سلة واحدة، لهذا من الافضل الاختيار على مدرب محلي له معرفة بالبطولة وباللاعبين على الاقل خلال هذه المرحلة، لهذا ان اعتذر ماهر الكنزاري بعد تعاقده مع الترجي فإن خالد بن يحيى على سبيل المثال ينطلق بحظوظ أوفر خاصة اذا علمنا انه الفني الوحيد في تونس الذي لم يأخذ فرصته رغم ان في رصيده تجربة ثرية مع الاندية بالاضافة الى انه لاعب دولي سابق لمدة تفوق العقدين. والثابت أنه اذا وقع الاختيار مثلا على خالد بن يحيى بالامكان مساعدته بمدرب آخر يعرف المجموعة في المنتخب ولاعبين دوليين سابقين قريبين في السن من المجموعات الحالية للتأطير والتفاعل وتجميع المعطيات عن اللاعبين في انديتهم وخاصة في مباريات البطولة. وكذلك الامر اذا اضطرت الجامعة الى الاتفاق مع مدرب أجنبي يكون محاطا بعناصر وطنية لها علاقة بالمنتخب وقادرة على انارة طريق المدرب حتى يهتدي لاختيار المجموعة القادرة على تأمين الترشح لنهائيات كأس العالم لانه يا خيبة المسعى لو لم يتحقق ذلك فقد تكون النكسة التي لن يقوم بعدها المنتخب. الاسماء موجودة لكن والثابت ان الاسماء متوفرة فبالاضافة الى ماهر الكنزاري وخالد بن يحيى ونبيل معلول الاسماء الثلاثة المطروحة هناك ايضا لطفي البنزرتي وعمار السويح وغيرهما ويبقى الحسم للجامعة التي تنطلق اليوم في التحادث والنقاش مع الاسماء التي حددتها.. خاصة ان الجامعة قد أعدت مشروعا كاملا حول الاطار الفني الموسع للمنتخب الوطني.. كما أن المدرب الذي سيقع عليه الاختيار هو من يختار من يعمل معه فإنه مدعو لاختيار اشخاص لهم علاقة بالمنتخب وقريبة من عناصره وعلى هذا الاساس يبدو أن الجامعة ستعود الى التجربة السابقة المتمثلة في تسخير مساعدين للمدرب الاول يكون العمل شاملا ومتكاملا والاسماء المطروحة عديدة وقد يكون توجه للابقاء على فريد بن بلقاسم او عودة نزار خنفير بالاضافة الى عادل السليمي ولطفي الرويسي ومحمد المكشر. مدرب الحراس والاعداد البدني على مستوى تدريب الحراس، الاسماء المطروحة عديدة فقد يقع الابقاء على شوشان او التعويل على خدمات صلاح الفاسي او زرقة او رضوان الصالحي.. كذلك الامر بالنسبة للاعداد البدني فهناك توجه للاختيار على بوبكر الحناشي باعتبار ان المنتخب غير غريب عنه فضلا عن مساعدته بمعد بدني آخر يقع اعداده للمستقبل حيث من المرجح أن يكون برفقة معدين اخرين موجودين على مستوى المنتخبات الصغرى هما وسيم معلى وايراد الزعفوري . ولا يتوقف الحديث عن الاطار الفني الموسع للمنتخب الوطني عند هذا الحد اذ بالاضافة إلى الابقاء على ادارة الاعلامية فقد يقع اقتراح خطة اخصائي متابعة والاسمان المطروحان هما رضا الجدي الذي نعرفه جميعا وقام بهذا الدور مع «لومار» خاصة وكذلك نورالدين بوفالغة الذي عمل في بطولات أوروبية معروفة.. اطار فني موسع وأدوار متكاملة مهما يكن من امر هناك تصور كامل لدور المدرب الوطني وللاطراف المحيطة به وكذلك للادوار الضرورية لكل المتدخلين في الاطار الفين بمختلف اختصاصاتهم بمن في ذلك الاخصائي في المتابعة حتى يكون العمل متكاملا وحتى يكون للمنتخب اطار فني موسّع يمس مختلف الاجيال بما يؤمّن التواصل والتكامل بين مختلف الاطراف لانه حتى عقد المدربين الذين سيقع عليهم الاختيار مضمونه واضح.. وقد بلغنا ان عقد المدرب الجديد للمنتخب لن يكون بعيدا عن عقد المدرب السابق سامي الطرابلسي في كل ما هو اداري وما هو مالي، اما الاهداف فجوهرها الترشح لنهائيات كأس العالم وكذلك كأس افريقيا للامم 2015 في الاثناء لابد من الاقرار بأن المنتخب الوطني تهمّه ايضا «الشان» وسيراهن على لقبه لكن هذه الدورة لن تكون محددّة لمصير الاطار الفني للمنتخب فالاهم دائما هو نهائيات كأس العالم وكأس افريقيا للأمم.. والثابت أنه عندما يكون التفكير في الاطار الفني للمنتخب بهذه الطريقة من حق الجامعة ان تأخذ الوقت اللازم ليكون الاختيار دقيقا لا ترقيعيا ولكن يفترض أيضا ان تجد مقترحاتها واختياراتها التأييد حتى من قبل الاطراف التي ستتحاور معها نظرا لدقة المرحلة وجسامة المسؤولية الملقاة على كاهل الجميع..