"حكومة التكنوقراط هي حل مؤقت بل استثنائي لان التكنوقراط لا يحمل الدفء السياسي"، هذا ما جاء على لسان لزهر بالي رئيس حزب الامان خلال الاعلان عن الكتلة النيابية لحزبه صلب المجلس التاسيسي التي اطلق عليها اسم كتلة الامان للحرية والكرامة. ودعا بالي خلال ندوة صحفية عقدت امس بتونس العاصمة الى دمج كفاءات من داخل الاحزاب الى جانب بعض الوزراء من التكنوقراط في الحكومة الجديدة مع ضرورة تشبيب الجيل السياسي وضخّ دماء جديدة في العمل الحكومي والسياسي. واكد ان حزب الامان هو مع الشرعية وحين تتوقف الشرعية يجب ايجاد مخارج وطرح رئيس الحكومة المؤقتة احد المخارج وهو الاكثر امتصاصا لحالة الاحتقان التي يشهدها الوضع اليوم. وقال :" اذا لم يتم تشكيل الحكومة الجديدة من هنا الى الاسبوع المقبل فان حالة التفكك في المجتمع التونسي ستتوسع اكثر." وجدد تذكيره بان حزبه وسطي يريد ان يكون الخيار الثالث ويقطع مع الاستقطاب الثنائي ولان الشكل الحزبي الوسطي لم ياخذ ملامحه بعد في تونس. حسب تعبيره. وحول المستجدات على الساحة السياسية قال بالي ان "التجاذبات والمشاحنات افرزت حالة احتقان توّجت بحادثة حزبية وهي اغتيال المناضل والسياسي الشهيد شكري بلعيد"، مشيرا إلى أن مختلف الأحزاب تتحمل مسؤولية سياسية وهي الوعي بان تونس غير قادرعلى تحمل هذه المشاحنات. اما في ما يتعلق بالاعلان عن الكتلة النيابية لحزب الامان فقد اشار انور مرزوقي عضو المجلس التاسيسي ان الكتلة تضمّ أحد عشرة نائبا تسعة من كتلة الحرية والكرامة واثنان مستقلان وهما عبد الرزاق الخلولي ومحمد الطاهر الالاهي وستجرى انتخابات في الايام القليلة القادمة صلب الكتلة لاختيار من يرأسها. وراى محمد نعمون الامين العام للحزب ان تونس اليوم امام خيارين اما الفتنة وتسهيل التدخل الاجنبي او الارتقاء الى المستوى السياسي العقلاني وحسن ادارة الاختلاف والتاسيس لحوار وطني يؤسس للبناء والوحدة، معتبرا انّ اعلان الكتلة هو خطوة سياسية للحزب. حملات انتخابية وندد منصف الرابحي عضو المكتب السياسي لحزب الامان بالحملات الانتخابية التي تقام في المنابر الاعلامية منذ اغتيال الشهيد شكري بلعيد منبها الى أن ما اسماه ب" الايادي الآثمة" التي اغتالته تريد جرّ البلاد الى مستنقع العنف. وفي رد على سؤال "الصباح" حول المواقف المستقبلية للكتلة النيابية الامان للحرية والكرامة بعد ما شهدته كتلة الحرية والكرامة سابقا من انتقادات لاذعة على انها موالية لمواقف كتلة حركة النهضة داخل المجلس الوطني التاسيسي؟ اعتبر انور مرزوقي ان الكتلة ستتموقع صلب التاسيسي ككتلة وسطية، اما عن اعتبار كتلة الحرية والكرامة قريبة من مواقف الترويكا او من مواقف كتلة حركة النهضة فقد أوضح أنها مستقبلا ستستمد مواقفها من خلال المكتب السياسي لحزب الامان. اتهامات بالانشقاق واضاف انه بالنسبة لرئاسة الكتلة سيكون هناك تداول على رئاستها وسيظل التداول هو القاعدة. وفي ما يتعلق بالمواقف الاجنبية من الاحداث الاخيرة قال لزهر بالي "ان تونس سيدة نفسها وعلى فرنسا ان تنسى ان تونس مقاطعة او مستعمرة وتونس ليست شرقية او غربية"، في اشارة الى بعض دول الخليج.