1-ترنيمة الشهيد عُطِل وتعطل، تحصل وحصل شهادة من ورق، فر من واقعه للبحث عن الوطن، فوجد وطنا من تراب وعلما، ورعايا،" يدورون في فلك سلطان انغمس في شقائه، حد الوهن ولم يكن له بد من الهروب رغم الدجل"، كشف عن أحلامه، أمام حاشية البغال وحواشي الرصاص، من غير وجل، استوطن شوارع المدينة، ليلا ونهارا، دون أن تغمره السآمة وانفجر، بركان غضبه، على كل من استأسد على شعبه، وكان أمام الغانيات مثل الورق، وخط على جدران ذاكرتنا، إن الوطن رحيم، بمن يسلك مسار شهيد، خرج لتوه من حفلة عرسه،على عجل... 2-ترنيمة الإبهام بصمة واثر،تركها إبهام شهيد انتقل توا، يحتفل، بانعتاق وطن، وبصمة واثر، حبرها الواهمون بصنع حقيقة جديدة للوطن، وبصمات وأثار، تمناها، المستضعفون والمسكونون، بحب جميل، بين جدران الوطن. وأثار الوالي القديم، تركها ببصمته، يلهث وراءها، وليحتفظ بها، كل من ترك الشهيد يغمر الساحة بفائض صوته، ورجع للمكاتب والشاشات، يبحث عن السجلات، عله يجد فيها أثرا من بصماته القديمة، يمحوها ثم... يستغفر . 3-ترنيمة السبابة ترك الشهيد لنا مسارا، أشار إليه بسبابته، فتحلق حول حلمه، الفقير والغني والعصي والخارج عن القانون والطفل الذي لم يبلغ بعد سن الأربعين، والسجين والملحوق والمهاجر المخنوق، وكل من يدور حول السرك الموهوم. ثم ظهر لنا فجأة، من يشير لنا بسبابته، بأنه "توة"، سيخرج لنا الثروة من خزائنه، لتأتيه الثورة من بعد، ولو بعد عقود من الزمن. 4-ترنيمة الوسطى الذي ابهرني، وابهر كل من مر، من قبل ومن بعد الفرح، أن الكثير من الخلائق الجميلة، كانت تعزف ألحانا للصنم، ثم غيرتها، وأصبحت تعزف لحن الثورة للوطن، ولم افهم إلى حد الآن، هل المعزوفة الأولى، هي الأصل، والثانية، تقليد من سوالف الغابرين، الذين أبدعوا فيها كل مساء، مع نزول المطر. أم هم كوكتال، يغني، لمن يبهرهم، بصوته ويجعل لهم، مهنة يرتزقون منها هربا من الفقر، فهم الحاضرون دائما، والضاحكون، من الثالث عشر، إلى الخامس عشر، ويوم السابع، حتى أيام الوقوف على الجمر. 5-ترنيمة: المتحلقون حول منتجات الثورة للثورة منتجات، يبذرها الزراع في النفوس والعقول والقلوب،ويصنعها العمال والطلاب والتقنيون والمعطلون، حتى وإن كانت فجائية، ويستفيد منها الحصادون، فيهم الحصاد بالعشر، والخماس، والملاك، يتسابقون، وعلى المنابر يرقصون، تعلوهم، سحنات خيول ما بعد الثورة، وأصوات ما قبل البهيمية، يهدرون يمينا وشمالا، وإلى أقصى حد الفاعلية، ويخرجون لنا، الكلام منمقا يبني لنا جبالا، مرصعة بالذهب، تخرج من قممه جرذانا مشوهة، أخرجت لتوها من مختبرات الأنشطة البيولوجية،وبقية لعابها، تعكسه أشعة الشمس على الحجر، وقد خلت أن أسواق، ومهرجانات بيع الأوهام، في صيغة كلام مرصع يخرج من أفواه مفتوحة بالليل والنهار، مناسباتية، فإذا بها تصبح، وظيفة محببة، لكل من قفز إلى المركب في الربع الساعة الأخيرة. 6-ترنيمة:العابرون على الجروح أيها العابرون على جروحنا، لطفا بنا، فنحن من نفس عنصركم، أجسادنا كانت معكم، تحتل فضاءها بجواركم، أيها السائرون على أرواحنا، ألا يكفيكم ما سرقتم، من أموالنا وأحلامنا وأبنائنا، حتى تجهزوا أخيرا، على بعض أمانينا. أيها المارون، على ذاكرتنا وتاريخنا الذي سيكتب يوما، هل لنا منكم، أن ترحموا، ورودنا وزهرنا وترابنا، وتتركوا لنا، بعض وقت، نستمتع فيه بوطن، تعلوه علامات الوجد بالأمان والحرية والعز والفخر . 7-ترنيمة الركوب الركوب له عدة صور ودلالات، فهناك ركوب عز وإباء، عندما يركب الإنس ساحات الوغى، وركوب زهو وخيلاء، عندما يركب الوالي أقفية الفقراء وركوب سطو ودهاء، عندما يركب الداهية، حصان ثورة، سقط عنه الشهداء، وركوب غدر وبغاء، عندما يُقتل الأبي ويعوضه ناعق بالوفاء، وركوب ذل وهوان، عندما ينفجر الشعب، ويُركب من أذلة، مؤخرة، بغل ينفخ فيها الهواء. 8:ترنيمة الوفاء يعزفها النقاء ، والطهارة والإباء، وعالم الغيب والشهاده، لكل مكسور ومجروح ولكل الشهداء، ولكل من بات، يكظم غيضه، رأفة بوطن ينهشه الأغبياء، ويُقَََسِمه الخراصون، قسمة ضيزى بينهم، ونحن نشاهدهم ونرأف لحالهم، فالأوطان،لا تباع بكنوز الدنيا أيها الأشقياء، فألحان الوفاء، تبقى خالدة، وألحان السحرة، تذهب جفاء، مع كل الرياح التي تهِبُ لإنعاش شعب، تعب من النداء على الأوفياء، والصراخ في وجوه الأغبياء. *باحث وسجين سياسي سابق