بحضور أنصارها وعدد من الفنانين والناشطين بالمجتمع المدني نظمت مساء الاثنين الجبهة الشعبية وقفة احتجاجية نددت خلالها بالاعتداء الحاصل على النصب التذكاري للشهيد شكري بلعيد على اثر التظاهرة التي نظمتها النقابات الفنية تحت عنوان "فنانون ضد الجريمة" وردد الحاضرون خلال هذه الوقفة شعارات تدعو للحرية والكرامة الوطنية مؤكدين مواصلتهم النضال على درب الشهيد. ولاقت بعض الدعوات الداعية للعنف رفض أغلبية الحاضرين الذين أكدوا أن العنف يولد العنف وتونس أكبر من هذه الممارسات فيما كان النشيد الوطني الصوت الأعلى في هذه الوقفة الاحتجاجية بعيدا عن بعض الصرخات المتناثرة هنا وهناك متهمة من يدعونهم ب"الظلاميين" بتحطيم النصب التذكاري. ورغم الأمطار المتهاطلة واصل المحتجون نقاشاتهم حول كيفية مقاومة العنف المتزايد في البلاد وضرورة الاتفاق على مبادئ الحوار بين مختلف التونسيين مهما اختلفت عقائدهم وانتماءاتهم فيما كرر بعض الفنانين عبارة "نحن نبني وهم يهدمون" ولعّل الفنانين التشكليين كانوا الأكثر غضبا وسخطا ممّا حدث لكنهم أكدوا أنهم سيعيدون تشيد النصب التذكاري من جديد. وفي هذا السياق أكدت لنا مديرة "التياترو" زينب فرحات أنها كانت حاضرة في موقع الاعتداء على النصب التذكاري للشهيد شكري بلعيد والتقت أرملته وعددا من أفراد عائلته وذلك بحضور مجموعة من الفاعلين في المجتمع المدني والصحافة المحلية والأجنبية معبرة عن أسفها وانزعاجها مما حدث ومحذرة من تصاعد وتيرة العنف في البلاد. ومن جهتها، أصدرت نقابة مهن الفنون التشكيلية بيانا أكدت من خلاله استنكارها الشديد لهذه الجريمة ووصفتها بأنها حلقة جديدة من مسلسل العنف الذي شمل السياسيين والحقوقيين والفنانين وكل المدافعين عن الحريات. وشددت نقابة مهن الفنون التشكيلية التزامها بالمعركة من أجل الدفاع عن الحريات الفردية والعامة وانخراطها النضالي من أجل تونس حرة منفتحة وتعددية ومتوافقة مع روح عصرها.