عصابة المنيلهة زعيمها سلفي جهادي.. وسيارة"الستاغ" فضحتها إيقاف 12 سلفيا إثر مداهمة جامع النور بدوار هيشر حجز11 رشاشا وقذيفتي"أر بي جي" وقنابل يدوية ومتفجرات وأسلحة بيضاء علمت"الصباح" أن مصالح الحرس الوطني كشفت في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الأول الاربعاء النقاب عن مخزن للأسلحة النارية المتطورة كائن بجهة المنيهلة من ولاية أريانة، وحجزت كمية من الأسلحة والذخيرة كما أوقفت شخصا على ذمة الابحاث فيما تتواصل المجهودات للإيقاع بالمشتبه به الرئيسي في القضية المتحصن بالفرار والتثبت من علاقاته العامة وإيقاف كل من تثبت علاقته بالموضوع، قبل أن تلقي وحدات خاصة مشتركة بين الحرس والأمن الوطنيين فجر أمس القبض على12 سلفيا متحصنين داخل جامع النور بدوار هيشر وسلفي آخر إثر كمائن محكمة فيما نجحت في المدة الأخيرة وحدات خاصة أخرى في الكشف عما يعتقد أنها خلايا إرهابية بإقليم تونس في إطار مكافحة الجريمة الإرهابية. مستودع المنيهلة وقال مصدر أمني ل"الصباح" أن شكاية وردت على مسامع الأعوان مفادها تعرض سيارة تابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز للسرقة من قبل مجهولين، وبعد مراقبة مسلكها باعتماد نظام"جي بي أر أس"(GPRS) تبين أنها مخفية بحي الجمهورية بالمنيهلة وتحديدا بما يعرف بطريق الشنوة، فقام الأعوان بمسح الحي وحصر مكانها، وبالتنسيق مع السلط القضائية قاموا بمداهمة مستودع فعثروا على السيارة المسروقة إضافة إلى كمية من المواد الغذائية على غرار الحليب والأرز. صندوق أسلحة مصدرنا أكد أن الأعوان وبتفتيش المستودع عثروا على صندوق استرابوا من أمره، وبفتحه فوجئوا بوجود كمية من الأسلحة النارية والذخيرة والمتفجرات داخله، فطلبوا تعزيزات أمنية لتطويق محيط المكان خاصة وأن المستودع كائن بحي سكني شعبي، وبوصول التعزيزات رفعوا المحجوز ونقلوه إلى المقر الأمني لجرده كما نقلوا السيارة المسروقة، وأوقفوا مالك المستودع، والذي بالتحري معه ذكر أنه سوغ المحل لشاب دون أن يكون على علم بمخططه أو بهدفه من وراء تسوغ المستودع. سلفي جهادي بتقدم الأبحاث الحينية نجح الأعوان في تحديد هوية الشخص الذي تسوغ المستودع، تبين أنه شاب في السادسة والثلاثين من عمره تقريبا محسوب على التيار السلفي الجهادي وسبق أن تحول إلى العراق أين يرجح انتماءه لتنظيم القاعدة قبل أن يعود إلى تونس، وتتواصل إلى حد كتابة هذه الأسطر محاولات تعقبه قصد إيقافه لكشف أسباب تخزينه للأسلحة والذخيرة وتحديد نوعية المخطط الذي كان يعتزم تنفيذه من وراء ذلك وإيقاف كل من يكشف عنه البحث. المحجوز متنوع مصدرنا أكد ان وحدات الحرس الوطني وبعد نحو70 ساعة من المجهودات الكبيرة توفقت في تحديد المكان الذي تخفى فيه السيارة المسروقة قبل أن يعثروا على عشر بنادق متطورة من نوع "كالاشينكوف" ورشاش من نوع"فال" وقذيفتين مضادتين للطائرات من نوع"أر بي جي" وكمية كبيرة من الذخيرة الحية والقنابل اليدوية(رمانة) والمواد المتفجرة ومجموعة من الصواعق الكهربائية. مداهمة جامع النور بدوار هيشر وبالتوازي مع الكشف عن مستودع الأسلحة النارية والذخيرة داهمت في حدود الساعة الواحدة من فجر أمس الخميس وحدات خاصة مشتركة بين الحرس والأمن الوطنيين جامع النور بدوار هيشر من ولاية منوبة في عملية نوعية في إطار مكافحة الجريمة وهو ما مكنها من إيقاف12 سلفيا بينهم ستة محل تفتيش لفائدة وحدات أمنية مختلفة للاشتباه في مسؤوليتهم عن قضايا الاعتداء على الأملاك والعنف والسرقة إضافة إلى حجز كمية هامة من الأسلحة البيضاء المتمثلة في سيوف وسكاكين مختلفة الأحجام وهراوات، كما تمكنت في نفس الإطار من الإيقاع بمشتبه به آخر إثر كمين نصبته له خارج الجامع ليرتفع عدد الموقوفين إلى13. خلايا بإقليم تونس مصدر أمني آخر أكد ل"الصباح" أن المصالح الأمنية وفي إطار التصدي للجريمة الإرهابية وتخزين الأسلحة سواء النارية منها أو البيضاء قامت بحملات منظمة في الآونة الأخيرة بإقليم تونس تمكنت إثرها من الكشف عما يعتقد أنها خلايا إرهابية وخاصة بجهات ديبوزفيل وسيدي البشير والمروجات وبن عروس حيث ألقت القبض على عشرات المشتبه بهم وحجزت كمية هامة من الأسلحة البيضاء والذخيرة الحية وأزياء أمنية، مضيفا أن هذه الحملات ستتواصل في كل"المناطق الحمراء" في إطار المحافظة على الاستقرار والأمن داخل التراب التونسي والتصدي للعصابات الإرهابية. يقظة المواطن مصدرنا تطرق أيضا إلى أهمية يقظة المواطن في مثل هذه الحالات وضرورة تحمله للمسؤولية في حماية الوطن من الإرهاب والإرهابيين وذلك بالإشعار عن كل المظاهر المسترابة، واستغرب كيف يقوم أشخاص بتسوغ مستودع بحي سكني شعبي وتخزين أسلحة فيه دون أن يتم لفت انتباههم، ودعا إلى مزيد اليقظة والشعور بالمسؤولية لحماية التراب التونسي، فمسؤولية حماية الوطن ومناعته مسؤولية مشتركة بين المواطن والأمن والجيش، ودعا الأحزاب السياسية ومختلف مكونات المجتمع المدني إلى النأي عن المؤسسة الأمنية عن التجاذبات السياسية، يذكر أن مختلف هذه العمليات الأمنية النوعية تأتي في إطار الجهود الرامية إلى مكافحة مختلف أصناف الجريمة المخلة بالأمن العام وخاصة الجريمة الإرهابية، وكذلك في إطار الأبحاث المجراة إثر أحداث دوار هيشر التي جدت بداية شهر نوفمبر الفارط وقضية العصابة الإرهابية التي أميط اللثام عليها بجهة مدنين قبل أسابيع إضافة إلى أحداث بوشبكة بالقصرين.