تونس الصباح سجل المعرض الدولي بالكرم أيام 6 و7 و8 جوان الجاري أحد أكبر تجمعات ناشطي قطاع صناعة النسيج والملابس في تونس والمنطقة المتوسطية بحضورعدد من مصدري الأوامر وصناعيين من الخارج وذلك في اطار
الصالون الأورومتوسطي للملابس «تاكسماد 2007» في دورته الثامنة والتي وضعت تحت شعار «لننسج المستقبل معا» حيث تمثل هذه التظاهرة موعدا لرجال الأعمال وصانعي القرار في صناعة النسيج والملابس لربط علاقات اعمال والتطلع الى احدث الابتكارات. وقد صرح يوسف ناجي المدير العام لمركز النهوض بالصادرات اثناء ندوة صحفية سبقت تاريخ فتح الصالون بأيام بأن المعرض قد عرف إقبالا كبيرا من قبل الصناعيين للمشاركة في العرض أو لمجرد برمجة الزيارة منوها بأن قطاع النسيج يتمتع بصحة جيدة وأن اقبال المشاركين كان اكثر من المتوقع لأنه عادة ما يقع تسجيل مثل هذا الكم من المشاركين عند مرور القطاع بأزمة. «الصباح» زارت الصالون الأورومتوسطي للملابس واتصلت بعدد من العارضين للاطلاع على وضع قطاع النسيج ونظرتهم المستقبلية للقطاع وسبب مشاركتهم في المعرض. مشاركة على مضض رغم تفاؤل المدير العام لمركز النهوض بالصادرات بتواصل اهتمام الناشطين في قطاع النسيج بفعاليات الصالون الأورومتوسطي للملابس رغم خروج القطاع نسبيا من خطر الانهيار بسبب التحولات العالمية بين لنا احد العارضين الذي فضل عدم ذكر اسمه قائلا «ليس لدينا سبب للمشاركة في هذا الصالون.. فمؤسستنا تمر بفترة انتعاشة بفضل قدمها في القطاع وخبرتنا تمكننا من تجاوز اضطرابات سنة 2005 الناتجة عن التوقف عن العمل بنظام الحصص عند التصدير الى سوق الاتحاد الاوروبي.. يمكن القول أننا شاركنا في هذه التظاهرة تحت نوع من الضغط.. واعتبر هذا الصالون كملتقى حميمي مع زملائنا من القطاع» مفيدا في تصريحه ل«الصباح» بأن مشاركة مؤسسته في الصالون هي لمجرد المشاركة فقط وليس لديهم هدف محدد من حضورهم بالصالون. الآفاق بداية من 2008 وحول التساؤل عن آفاق القطاع مع حلول سنة 2008 تاريخ الانتهاء بالعمل بنظام الحصص القائم بين السوق الاوروبية والصين في اطار اتفاقية استثنائية أبرمت في منتصف سنة 2005 لترك مزيد من الوقت امام المؤسسات الاوروبية للتأهيل وتحضير نفسها لمواجهة المنافسة الصينية لتشمل هذه الاتفاقية في ذات الوقت 74% من اصناف منتوجات النسيج التي تصدرها تونس لهذه السوق، أفاد ممثل عن مؤسسة تعمل في مجال الانتاج الكلي قائلا «من المؤكد أن هناك منافسة شرسة جدا في انتظارنا بحلول سنة 2008 وعلينا الاستعداد لمواجهتها ونحن متفائلون بمستقبل القطاع ومن يشعر بغير ذلك فعليه التوقف عن العمل في هذا النشاط من الآن».. وبين محدثنا الذي فضل عدم ذكر اسمه كذلك بأنه ومع اشتداد المنافسة لن يبقى مكان للمؤسسات الصغرى أو الضعيفة في القطاع. جد متفائل يتكون قطاع صناعة النسيج والملابس في تونس بدرجة اولى من مؤسسات مصدرة كليا وتستأثر السوق الاوروبية ب96% من صادرات القطاع حيث يمثل فشل القطاع في صموده بهذه السوق الانهيار التام، وتحدث فيليب كزاري مدير التسويق في التصدير لعلامة «فوشي كا» ل«الصباح» بكل تفاؤل عن مستقبل القطاع، مشيرا الى أن حضور مؤسسته في المعرض يهدف الى التعريف بالطاقات الابداعية للمصممين التونسيين حيث تمكنت «فوشي كا» من خلق علامة خاصة بها واقتحام الاسواق الخارجية بفضل المهارات والكفاءات التونسية. كما صرح فيليب قائلا «لا يمكن التشكيك في خبرة اليد العاملة التونسية في مجال الخياطة ولكن ما نحتاجه علامات تونسية تنتج ملابس خاصة بها». السلع الآسيوية في السوق المحلية لا تتوقف المنافسة الآسيوية لمنتوجات النسيج التونسية على السوق التقليدية للقطاع فقط (الاتحاد الأوروبي) بل هي في السوق المحلية تنافس المنتوج التونسي في عقر داره. وروت روضة شوايل صاحبة مؤسسة مختصة في خياطة ملابس الدجين ل«الصباح» تجربتها مع المنافسة الآسيوية حيث قالت «لا يمكن مواجهة المنتوجات الآسيوية لتنافسيتها الكبيرة على مستوى الاسعار، اذ تستورد سراويل الدجين ب2 أورو للقطعة الواحدة (3.7 دينار) ولا يمكننا منافسة مثل هذه الاسعار» وتواجه روضة في السنوات القليلة الاخيرة صعوبات للصمود أمام الاسعار الزهيدة مع الاشارة الى أن مؤسستها تعتمد الانتاج الكلي وبمواد أولية تونسية.