بين نور الدين النيفر الخبير في استراتيجية الامن الشامل ان "اغتيال بلعيد مثل حادثة مفصلية في التاريخ السياسي لتونس..."وقال "نحن امام الجيل الرابع للارهاب، جيل متطور ذهنيا ومتدرب على السلاح.. نشأ في ازمة تفكك الدولة والتحول الديمقراطي.. أصبحت الحرب والموت بالنسبة له ثقافة.. جيل يعمل ضمن تنظيمات دولية متشابكة مع تهريب الاسلحة والمخدرات وتبييض الاموال." وأشار النيفر خلال ندوة "مؤسسة المجد للدراسات الاستراتيجية" حول "مقاربة شاملة في مكافحة الارهاب" انتظمت امس بالتعاون مع جريدة "الخبير"، الى أن "ظاهرة الارهاب ستتطور نوعيا وكميا.." وفسر النيفر ل "الصباح" بان اعلان الامنيين أمس في الجنوب التونسي على اكتشاف عناصر بصدد الاعداد لخيمة مجهزة بادوية ومولد كهربائي ومواد غذائية وغيرها.. يدل ان هذه المجموعة تطورت نوعيا وهي مجهزة وتنتظر الاوامر او القرارات.. تخطط لسلسلة من العمليات تتوفر على التنظيم اللوجستي تستعد لحرب طويلة المدى.." أما الناحية الكمية فبيّن أن كميات الاسلحة التي تم حجزها خلال الفترة الاخيرة خير دليل على تطورها الكمي.. مع الاخذ بعين الاعتبار للتنسيق الحاصل داخل هذه المجمعات بين شمال البلاد وجنوبها فهناك من يخزن ومن ينقل ومن يراقب وينسق.. ورأى من جانبه ميخائيل بشير العياري باحث وممثل عن مجموعة الازمات الدولية التي اعدت تقرير "العنف والتحدي السلفي في تونس " أن اغتيال الشهيد بلعيد زاد في تأزيم الوضع التونسي الذي اصبح فيه العنف احد الملاجئ التي يتجه نحوها الشباب المهمش المفقر والعاطل عن العمل في ظل الفراغ الامني والمشاكل الاقتصادية. وذكر أن المجموعات المسلحة لم تقم بعد بعمليات كبيرة.. رغم توجه عدد كبير منهم الى سوريا ومالي والجزائر وهم يعتبرون ان تونس ارض دعوة على الاقل في الوقت الراهن. و أن الفترة تتطلب تحديد الهوية السياسية والدينية للدولة التونسية..ومعالجة الارهاب في مقاربة تهم الخارج والداخل وتتناول الاجتماعي والاقتصادي والايديولوجي على حد السواء. ولاحظ بدوره حامد بن إبراهيم الكاتب العام لاعوان الخارجية في مداخلته أن "الديبلوماسية التونسية تمثل الخط الاول في مواجهة المخاطر الارهابية." وهو أمر على الحكومة ان تأخذه بعين الاعتبار في سياساتها الدولية التي يجب ان تكون حسب رايه "قائمة على الرصانة والتكامل فلا تستهدف لا التنظيمات ولا الدول." واشار إلى ان تونس ليست في مواجهة مباشرة للارهاب لكن مع ذلك فالحذر مطروح خاصة أن عنصر المفاجئة موجود في جميع الاعمال الارهابية كما ان العناصر الارهابية مجهولة ولا يمكن تحديدها. و شهد اللقاء مداخلة لرجل القانون ناصر الهاني تناولت التحديات التي تفرضها الظاهرة الارهابية على السياسيين ومداخلة "لمراسل فرانس 24" بتونس تناولت دور الاعلام في مكافحة الظاهرة الارهابية.