تخوض جمعية إفريقيا والمتوسط للثقافة تجربة فنية جديدة تؤسس من خلالها لأيام سينما الحقوق والحريات حيث تنطلق الدورة الأولى لهذه التظاهرة في 16 مارس وتتواصل إلى 24 من الشهر نفسه في مدن تالةوالكافوتونس وذلك بالتعاون مع المعهد العربي لحقوق الإنسان وجمعية ائتلاف سينما "Alliance Ciné" كما يدعم هذا المهرجان السينمائي الهادف لترسيخ ثقافة بديلة كل من الاتحاد الأوروبي ووزارة الثقافة وعدد من المنظمات والجمعيات الوطنية والجهوية. عن هذه التظاهرة وغيرها من نشاطات جمعية إفريقيا والمتوسط للثقافة تحدث منسق المشروع محمد شلوف ل"الصباح" قائلا: "نعيش في الوقت الراهن في ظل ظروف استثنائية ببلادنا لذلك أعتقد أن دور الجمعيات والمجتمع المدني في العموم تضاعف" مضيفا أنه من الضروري أن تعمل المنظمات بالتعاون مع الأطراف الوطنية والدولية على تغيير الأجواء الثقافية للأفضل من خلال خلق ثقافة بديلة وهادفة خصوصا الموجه لفئة الشباب والأطفال للدور الهام الذي تلعبه في تنمية وعيهم وتوجيه مستقبلهم لما فيه الخير لمجتمعنا وبلادنا. وشدد محمد شلوف على أهمية أن يكون في كل مدينة بمختلف أحيائها أنشطة ثقافية ورياضية تؤسس لثقافة اجتماعية وتنشر مبادئ حقوق الإنسان والمبادئ المتعلقة بالطفولة والبيئة وغيرها من الأسس المكونة لحياتنا الاجتماعية مشيرا إلى أن الجمعية، التي يمثلها تهدف في هذا السياق إلى إقامة جسر بين ثقافات الجنوب وثقافات الشمال من خلال تبادل الحوار والانفتاح على التجارب المختلفة الداعمة لثقافة التنمية والسلام بين الشعوب ومن بين أنشطتها تنظيم الملتقي السينمائي الدولي بهرقلة. على صعيد آخر، كشف محدثنا أن اختيار مدن تالةوالكافوتونس للاحتفاء بأيام سينما الحقوق والحريات يرجع لعدد من الأسباب أهمها ندرة الأنشطة الثقافية في تالة خاصة و أن هذه المدينة كانت قد استضافت تظاهرة فنية في السنة الماضية أشرفت عليها جمعية تالة المتضامنة وذلك بحضور جمعية إفريقيا والمتوسط للثقافة أمّا عن حضور أيام سينما الحقوق والحريات في مدينة الكاف فيرجع للأسباب ذاتها فيما تتزامن برمجة العاصمة مع حدث بارز سينطلق نهاية مارس الحالي ببلادنا وهو المنتدى الاقتصادي والاجتماعي العالمي. من جهة أخرى، أكد محمد شلوف أن برمجة الدورة الأولى من أيام سينما الحقوق والحريات تختلف من حيث المحتوى على المقترحات التي قدمها مهرجان حقوق الإنسان لجمعية"حركة" تحت إشراف السينمائي إلياس بكار وبين في ذات السياق أنه اتصل في ديسمبر الماضي بصاحب فيلم "هي وهو" للتنسيق فيما بينهما من أجل تقديم مهرجان سينمائي مشترك غير أن عدم استعداد جمعية إفريقيا والمتوسط للثقافة لتنظيم تظاهرة في نهاية العام الماضي عرقل التعاون فيما بينهما ولفت محدثنا الانتباه إلى أن توجهاتهم الجمعياتية تهتم أكثر بمحيطها الإفريقي والعربي لذلك طغت البرامج الفنية الداعمة للقضايا المحلية وفلسطين والعلاقات بين الشعوب الإفريقية على محتوى أيام سينما الحقوق والحريات في دورتها الأولى. وعن تفاصيل هذه البرمجة تحدث محمد شلوف عن مشاركة السينمائي الفلسطيني رشيد مشهراوي في افتتاح أيام سينما الحقوق والحريات بفيلمه أرض الحكاية وهو عمل سينمائي حديث لم يعرض إلا مرة واحدة في مهرجان أبوظبي السينمائي ممّول هذا الفيلم كما يقترح القائمون على التظاهرة في اختتامها فيلم كل من المخرجين عماد برناط وغوي دافيدي "خمس كاميرات محطمة" الذي كان مرشحا لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في دورته الأخيرة. ومن العروض التونسية المقترحة ضمن برمجة أيام سينما الحقوق والحريات فيلم "الحنظل" لمحمود الجمني و"مناضلات" لسنية الشامخي و"يلعن بو الفسفاط" كما يشاهد محبي السينما شريط الفلسطيني ميشال خلايفي"الذاكرة الخصبة" فيما يعد حضور ديدياي أوادي من السينغال وسموكي من بوركينا فاسو من أبرز الفقرات الموسيقية لهذه التظاهرة إلى جانب عروض دارغ تيم من فلسطين و" Gultrah sound system"من تونس.