فوجئ المواطنون بباجة يوم الثلاثاء الماضي بموكب معزز بأمنيين مدججين على غاية التأهب في طريقه إلى مركز ولاية باجة ثم إلى نهج الهادي شاكر المقر الاجتماعي للغرفة التجارية الصناعية بباجة وقد أثار هذا المشهد عدّة تعاليق وتساؤلات ثم تلتها بعض الاستنتاجات.. ولمتابعة الخبر اتصلت «الصباح الأسبوعي» بنصر التميمي والي باجة والمنجي مرعي مدير عام الغرفة التجارية الصناعية بباجة فأفاد الوالي بأن «جاكوب ويلز» سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية حضر في زيارة مبرمجة لولاية باجة في نطاق برنامجه الموجه نحو الاطلاع على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمناطق الداخلية ومدّ يد المساعدة إلى بعض المشاريع التنموية ذات القيمة المضافة المتعلقة بتحسين ظروف العيش والحدّ من البطالة ومساعدة البلاد على تجاوز الفترة الانتقالية وتحقيق الانتقال الديمقراطي. فرص استثمار وبيّن محدثنا أن الزيارة تناولت ثلاث نقاط أساسية وهي مركز الولاية ومركز وحدة مكافحة الارهاب بطريق تونس ومركز الغرفة التجارية الصناعية بباجة وتمّ خلالها التطرق إلى ضرورة استثمار ما يعرف عن باجة من سلم اجتماعية وذلك بدفع الاستثمار الخاص والعام من خلال استعراض أهمّ ما تتميز به الجهة من خصائص جغرافية وديمغرافية وما يتوفر فيها من ثروات يمكن توظيفها في التنمية. كما تمّ تناول أهم مشاغل الجهة وخصوصا بطالة أصحاب الشهائد العليا وإمكانيات دعم بعض المشاريع التنموية الكبرى كمشروع جنان مجردة الذي تبلغ كلفة دراسته الأولية قرابة المليار من المليمات وهو مشروع حلم يتضمن قطبا تكنولوجيا وكليات ومراكز بحوث متطورة ومراكز تجارية وخدمات عالية موجهة للسياحة النهرية على ضفاف مجردة. وقد سعت عديد الجمعيات والمنظمات بعد الثورة لتدعيمه والخروج به إلى أرض الواقع كما تناول اللقاء مع السفير الأمريكي إمكانيات تدعيم العمل المدني بالجهة من خلال مساعدة بعض الجمعيات والمنظمات وربط الصلة بينها وبين جمعيات مماثلة بالولاياتالمتحدةالأمريكية.. وفي المجال الأمني ذكر والي باجة بأن زيارة السفير لوحدة مكافحة الارهاب تدخل في نطاق البحث عن سبل التعاون التونسي الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. مشاريع في الأفق وبخصوص زيارة السفير للغرفة التجارية الصناعية أفاد المنجي مرعي مدير عام الغرفة بأن الولاياتالأمريكيةالمتحدة تعتبر أن الغرف التجارية الصناعية هي الشريك الأصلي في عملية التنمية والرقم المهمّ في تنشيط العمليات التجارية بين الدول وخاصة في مجال التصدير لذلك كانت زيارة السفير في هذا الاتجاه. وقد تمّ عرض أهم أنشطة الغرفة المتمثلة أساسا في إسناد شهائد المنشإ للمؤسسات التونسية المصدرة والقيام بالدورات التكوينية لفائدة الأشخاص والمؤسسات وضبط مشاغل القطاعات التجارية والصناعية ورفعها لوزارة الاقتصاد ومساهمتها في دفع عجلة التنمية بإقليم الشمال الغربي. كما تمّ عرض بعض فرص الاستثمار الممكنة بالجهة كجنان مجردة والقرية السياحية بشاطئ الزوارع من ولاية باجة والمشروع السياحي «السّحلية الخضراء» le lézard vert الممتد بين منطقتي طبرقة من ولاية جندوبة والبراق من ولاية باجة. كما تمّ عرض إمكانيات تصدير منتوجات بيولوجية للولايات المتحدةالأمريكية مثل الطماطم والتين والفراولو وزيت الزيتون.. وحول ما أثارته الزيارة من تساؤلات بين المهتمين بالشأن السياسي والتنموي بالجهة بخصوص زيارة السفير لمقر إدارة الملكية العقارية وموقع السجن الجديد بضيعة السمان بباجة الجنوبية أفاد والي باجة بأن الزيارة لم تتناول سوى النقاط التي تمّ ذكرها وأنه يستغرب ما صدر ببعض وسائل الإعلام المكتوبة حول هذه النقطة كما أضاف أن جلسة قادمة ستنظم بين الطرفين -ولاية باجة والسفارة الأمريكية- لتلقي الردود حول المشاريع وإمكانيات التمويل والمساعدات الممكنة التي تناولها اللقاء الأول بباجة.