خلال الحلقة الماضية من برنامج الأحد الرياضي... وفي تعليقه على الهدف الثاني للملعب القابسي في مرمى النادي الصفاقسي (في الجولة قبل الأخيرة) قال المحلل بأن هذا الهدف لم يكن شرعيا لأن المهاجم قد التحم بالحارس القصراوي أثناء وجوده داخل منطقة مرماه وهو ما يمنعه القانون الذي يعطى حارس المرمى أولوية مطلقة كلما كان موجودا بهذه المنطقة ولحجة أنها محرمة كما يزعم المحلل (؟!). صحيح أن هذا الهدف قد كان عديم الشرعية لأن مخالفة الدفع للحارس قد كانت واضحة جلية (مما جعل أحمد المغيربي يعلق عليها بطرافة، قائلا بأن هذه المخالفة يمكن مشاهدتها من الصومال. ولكن القانون لم يعط أبدا لحارس المرمى هذه الحصانة المطلقة التي قال عنها المحلل، ولا المقيّدة ( !) بل إن المادة (12) لم يعد يوجد بها منذ تعديلات 1997 أي نص قانوني خاص بحارس المرمى عندما يكون داخل منطقة مرماه. لذا، فقد كان التثبت واجبا على كل محلل حتى لا ينسب للمشرع ما لم يقله ويتسبب بذلك في مغالطة المشاهدين والمستمعين ولو عن غير قصد. أفدح الأخطاء ! ومن أفدح الأخطاء بالجولة الأخيرة أكتفي بهذه الأمثلة: في مباراة حمام سوسة ضد النادي الصفاقسي يقوم لاعب من الفريق الضيف بدفع مهاجم الأمل بلال بشوش من الخلف واسقاطه أرضا... وبدل أن يحتسب الحكم برك الله ركلة جزاء لفائدة اللاعب المعتدى عليه يقوم بإنذاره بتهمة التمويه، مظلمة لا تطاقن وفي الوقت الذي كنا ننتظر من حكامنا أن يعتبروا بغلطة سليم الجديدي بجنوب إفريقيا (؟ !!). وفي مباراة النادي الإفريقي مع الأولمبي الباجي يحدث العكس: مهاجم الإفريقي الهذلي يسقط على الأرض دون أن يتعرض إلى أية مخالفة، ورغم أن هذا قد كان واضحا جليا فقد بادر الحكم سويدان بالإعلان عن ركلة جزاء مجانية لفائدة الإفريقي وربما فعل ذلك بالاعتماد على الظن حيث يجب اليقين ! في نفس الشوط، وأثناء قيام محمد السليتي بهجوم معاكس يتعمد المدافع اليعقوبي مسكه بداية من خارج منطقة الجزاء... ويواصل مسكه داخل المنطقة... ومع أن مخالفة المسك قد كانت واضحة فقد أبى الحكم سويدان إلا أن يمثل هذه المرة دور «شاهد ما شافش أي حاجة؟ !» كنا ننتظر منه أن يعود إلى الوراء ليحتسب على الأقل ركلة حرة مباشرة قرب منطقة الجزاء وهذا اضعف الإيمان ولكنه ترك اللعب يتواصل مما جعل الممرن مختار العرفاوي يخرج عن طوقه. وفي قفصة يتمكن مهاجم القوافل اللطيفي من تسجيل هدف الفوز قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق، ولكن الحكم الصغير ألغاه بسبب التسلل الوهمي الذي أشار إليه مساعده الثاني محمد محرز، في حين أن هذا المساعد لو كان متواجدا بالمكان المطلوب لرأى كيف أن المدافع القريب منه يلغي التسلل ( !) كما ترون فإن التطبيق للقانون مختلفة ألوانه رغم أن المدرسة واحدة (؟ !!).