دعي شاعر تونس الكبير منصف الوهايبي للمشاركة مع عشرات الشعراء والنقاد العرب في ملتقى القاهرة الدولي الثالث للشعر الذي تنطلق أعماله في مسرح الهناجر -ساحة دار الأوبرا- الاثنين المقبل ويستمر على مدى أربعة أيام (من 18 إلى21 مارس 2013 بقاعة المؤتمرات المجلس الأعلى للثقافة) تختتم بمنح جائزة لأحد الشعراء عن مجمل أعماله خلال حفل فني. والمنصف الوهايبي الذي يعتبره البعض من جيل الحداثة، ويرى البعض الآخر انه من الجيل الثالث، أو جيل السبعينات هو ذاك الشاعر الذي تحدث عنه عبد العزيز مقالح قفال انه:"ظاهرة شعرية تعكس أبعاد ما نراه شعراً حقيقياً يتجاوز في قراءته وتأويله الكثير من السائد اللاشعري، ويقدم نصاً قادراً على الإمساك بما هو صعب وقصي مما يبحث عنه الشعر ويسعى إلى التقاطه.. يسير نحو أفق شعري دائم التحول والتغيير وعلى رغم نضج تجربته وإيغالها في المنعرجات المأهولة بكل ما هو جديد فما يزال يستحضر الإيقاع ولا يراه نقيصة أو زائدة لا شعرية ينبغي التخلص منها، فالمعادلة الأصعب في الشعر ليست في كتابته موقعاً أو خالياً من الإيقاع وإنما في الاهتداء إلى الطريقة المثلى الهادفة إلى فك الاشتباك بين النثر العادي في كثير من القصائد المنظومة، وبين الشعر العادي في القصائد النثرية." الضيف الوحيد من المغرب العربي "الصباح" التقت الشاعر المنصف الوهايبي وتمنت ان يضيف هذه الجائزة لما حصل عليه من تكريمات وجوائز عربية ودولية على مدى مسيرته ولتونس التي أصبحت لمفكريها وكتابها وشعرائها مكانة عربية بارزة رغم إرادة التغييب والتقزيم التي تبدر أحيانا عن بعض من لم يقتنعوا بعد بما لدى تونس من ابداع ومبدعين وهو ما لا يحيل- حسب رأينا- إلا على عدم الاطلاع. وسألته عن هذه المشاركة فقال انه سيكون الضيف الوحيد من المغرب العربي لهذه الدورة وأن قائمة ضيوف المهرجان تشتمل على عدد كبير من فطاحل الشعراء العرب والباحثين والنقاد والكتاب. أما عن الجائزة التي سيتقدم لها مع منافسين بعضهم من العيار الثقيل والقامات المديدة على مستوى بلدانهم وعلى الصعيد العربي والدولي فقال انها جائزة محترمة وتسعد من يتحصل عليها خاصة وأنها منحت في دورتها الأولى للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وفي دورتها الثانية للشاعر المصري احمد عبد المعطي حجازي وانه كان حاضرا في الدورتين. الثورة، والشعر في مواجهة الايديولوجيا وأضاف الوهايبي أن مقرر لجنة الشعر في المجلس الأعلى المصري للثقافة الشاعر عبد المعطي حجازي سيترأس هذا الملتقى الذي سيشتمل على العديد من الندوات والحوارات حول مجموعة من المحاور والعناوين التي تتناول الشعر والثورة والشعر في مواجهة الايدولوجيا وشعر المرأة. إلى جانب عدة أمسيات شعرية لعدد كبير من الشعراء المصريين والعرب والأجانب من بينهم سيد حجاب وأمين حداد وأحمد سويلم وإسماعيل عقاب وحسن اللوزي وسليمان توفيق وشيرين العدوي وعبد اللطيف عبد الحليم وعز الدين ميهوبى وعماد غزال وفاروق شوشة وفتحي عبد السميع ومحمد آدم ومحمود نسيم وميسون صقر وأحمد عبدالمعطي حجازي وأرنولدو دانتي وحسن طلب وخلود المعلا وشيماء بكر وفؤاد طمان وياسين عدنان وغيرهم.. تلتئم هذه الدورة او"دورة جماعة أبوللو"تحت شعار ربيع الشعر.. ربيع الثورة وتقدم خلالها مجموعة محاضرات لكل من عبد الرحيم الكردي الذي سيتحدث عن الرفض والثورة في الشعر المصري المعاصر: أمل دنقل وعفيفي مطر نموذجا. ومحمد حماسة عبد اللطيف: أغنية الثورة الأبدية :تحليل قصيدة "صلاة" لأمل دنقل و محمد عبد المطلب: محمود درويش "المهاجر" ويتناول السيد البحراوي في محاضرته "شعر الثورة قطيعة وتواصل" ويتحدث علاء فاروق عن صلاح جاهين.. ثورة مستمرة وغراء مهنا عن ثورة الشعر وشعر الثورة ومنى طلبة عن الفن في مواجهة الإيديولوجيا. تكريم فرنسي والمشاركة في ملتقى القاهرة الدولي الثالث للشعر العربي ليست أهم أخبار الشاعر المنصف الوهايبي لأنه حاليا بصدد كتابة بعض قصائده بالفرنسية بخط يده لتنشر في كتاب يضم عددا محدودا جدا من الشعراء والوهايبي هو التونسي الوحيد فيه وقد أفردت له 26 صفحة كاملة ستصدر في الكتاب حسب حروف الأبجدية وتحت حرف –ل-(Louhaibi) وذلك- وحسب ما صرح به للصباح –استجابة لطلب شاعر فرنسي أصيل مرسيليا له جمعية ثقافية. وعن عناوين القصائد التي اختار الوهايبي ان يحضر بها في هذه المختارات الشعرية قال : " اخترت قصائد لي مترجمة إلى الفرنسية.. مثل Métaphysique de la rose de sable او ميتا فيزيقيا وردة الرمل التي يقول فيها (مِ البدء كنت أبي وأمي/ كانت الأشياء خرساً كلها/ فشققتُ من صمتي/ لها أسماءها / وأنا الذي سميت نفسي دونها-/ ونطقت بي وبها/ وكنتُ لسانها/ حتى أتى الأغراب من شعرائها/ فتعاوروا كلماتها زمنا/ وقد لبسوا عليّ ضياءها/ باسمى أداروها على كل الذي شاءوا لها/ إلاَّ على أسمائها) او Exercice d'écriture du vendredi 14 janvier 2011 او Comme l'âne de Jimenez او L'hôte او Une poupée او Le visiteur ومن اجل المشاركة في هذا الكتاب يسافر المنصف الوهايبي الى فرنسا في بداية شهر افريل القادم.