تنطلق الدّورة الأولى للأيام المتوسطيّة للفنون التشكيلية بنابل يوم 19 من مارس الجاري وتتواصل إلى غاية 24 من نفس الشهر. ويهدف هذا الحدث الثقافي لترجمة القدرات الإبداعية والفنية في الوطن القبلي منفتحا على تجارب فنية أخرى من مختلف مدن المتوسط كما يسعى القائمون على هذه التظاهرة لدعم السياحة الثقافية بالجهة وخلق فرص التبادل بين الفنانين المبدعين الشباب ومن أصحاب الخبرة في تونس وخارجها. يشارك في الأيام المتوسطيّة للفنون التشكيلية بنابل أكثر من أربعين فنانا منهم دومنيك روسو من فرنسا واللبناني محمد شمس الدين ومن مصر عبد الرازق عكاشة كما يقام معرضا جماعيا للفنون التشكيلية حسب المقاييس الفنيّة المعمول بها عالميا ومسابقة تخصّص لها جوائز قيمة مع برمجة ورشات في فن الألوان للأطفال والشباب. من جهة أخرى تشهد التظاهرة في دورتها الأولى حضور فناني "مونمارتر" من فرسا لتنشيط الشارع الرئيسي لنابل طيلة أيام التظاهرة فيما تخصّص الندوة الفكرية للأيام المتوسطية للفنون التشكيلية لمسألة "من النخبوية إلى الجمهرة: انفتاح الفن على رهانات الثورة" وقد تحدث الدكتور فاتح بن عامر في الورقة العلمية الخاصة بالندوة عن خروج الفن مع الثورة إلى الشارع وكيفية انصهاره مع هذا الحدث وخلقه لوجه إبداعي جديد مما جعل من الفن مشتركا عاما ومنتجا رمزيا يكتسح الفضاءات خارج أطر استراتيجيّات تسويق وتوزيع ونقد وأشكال الخطاب الموازي للفنّ. ويطرح هذا اللقاء الفكري بحضور الأستاذين جيادا كالياندومو من إيطاليا والحبيب بيدة من تونس إشكاليات متعلقة بالفن خارج منظومة المؤسّسة والمؤسّساتي، الفنّ في عصر الجماهير والجمهرة والفنّ بوصفه منتجا رمزيّا في أحيزة جديدة وبرؤى مغايرة.