أعاهد شكري أن نحوّل الجبهة إلى حزب يساري موحد "يا شكري يا بلعيد على دربك لن نحيد، ثوار ثوار الجبهة الشعبية حتكمل المشوار، يا شهيد لا تهتم حريات تفدى بالدم،الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد شكون قتل بلعيد"، هي ذات الشعارات المميزّة للجبهة الشعبية والتي نطق بها مساء أمس لسان آلاف التونسيين من مواطنين عاديين وشخصيات وطنية اجتمعت بقبة المنزه خلال إحياء أربعينية الشهيد شكري بلعيد. أطفال ونساء ورجال، شيب وشباب كلهم هبوا إلى قبة المنزة ليقولوا للشهيد "على دربك لن نحيد"، الكلمة الافتتاحية كانت للكاتبة جليلة بكار التي قالت "لن نسكت، لن نخضع، لن نركع والجبهة الشعبية ستواصل دون تراجع". خطاب حماسي ميزّ جميع المداخلات باستثناء كلمة والد الشهيد شكري بلعيد الذي أثثّ المنصة، قائلا: "ليس لدي ما أقول فقد أهديت لكم شكري".كلمة قالها بسرعة ولم يترك حتى الفرصة لعديد الصحفيين لالتقاط صورة له، لكنها كلمة لاقت صدى لدى الحضور الذي وقف تحية وإكبارا له ولابنه مرددين شعار حزب الوطنيين الديمقراطيين "أرض، حرية، كرامة وطنية". لحظة أليمة مليئة بالأمل مداخلات تخللّتها أغان ملتزمة وكذلك مقاطع مقتطفة من مداخلات شكري التلفزية، لكن المقطع الذي أثرّ في الجميع وأسكتهم هو مقطع "حياك بابا حياك" بصوت الشهيد شكري بلعيد. هذا المقطع حولّ الشعارات إلى صمت ودموع نزلت من أعين العديد.. هي دموع نعم لكنها كانت لحظة أليمة مليئة بالأمل بالنسبة إلى أنصار الجبهة الشعبية الذين طالبوا وشدّدوا على وجوب الإجابة على أسئلة: "من دبرّ؟ من نفذّ؟ من مولّ؟".هي أسئلة تنتظر إجابة، لكنّ شعاراتهم كانت توحي أن الإجابة لديهم وذلك من خلال اتهامهم المباشر لحركة النهضة وتحديدا لزعيم الحركة راشد الغنوشي. هذه النقمة في صفوف أبناء الجبهة الشعبية وأنصارهم زادتهم إصرارا للتشبث بشعار "الشعب يريد إسقاط الحكومة"، مطلب ميزّ مداخلات قيادات الجبهة الشعبية على غرار زياد لخضر وجوهر مبارك وحمة الهمامي وبسمة بلعيد. وقال حمة الهمامي في مستهل كلمته: "فقدنا شكري وربحنا أكبر عزاء للثوريين، نحن لم نخسر شكري لأنّه حي بيننا". وأكدّ الهمامي خلال مداخلته أنّه سيحرص على وحدة الجبهة الشعبية التي استقطبت عديد الأنصار بعد اغتيال القيادي في الجبهة بلعيد. وأضاف حمة قائلا: "أعاهد شكري أننا سنحافظ على الجبهة كحفاظنا على أنفسنا وأرواحنا.. وأعاهد شكري أننا سنحوّل الجبهة الشعبية إلى حزب يساري موحد.. فذلك حلم شكري قبل أن تغتاله الأيدي الغادرة". العباسي يحذّر حكومة لعريض كما أكدّ القيادي في الجبهة الشعبية خلال مداخلته أنّ الجبهة لن تفرّط في ثروات تونس ولن تقبل بمديونية جديدة للبلاد داعيا أنصار الجبهة إلى الدفاع عن مسار الثورة وإسقاط الحكومة، قائلا: "هذه الحكومة نسخة سيئة عن الحكومة السابقة، وينبغي على الثورة أن تعود إلى مسارها الصحيح.. ولن نتردّد للحظة في إسقاط الحكومة واستبدالها بحكومة إنقاذ وطني". كما حضر إحياء هذه الذكرى أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل الذي قدمّ باسم الاتحاد العزاء لعائلة بلعيد وللجبهة الشعبية، قائلا: "لا نزال في حالة حداد على فقدان شكري، ولا يزال السؤال من قتل شكري؟". وأمام تأكيده نبذ المنظمة الشغيلة للعنف، أشار العباسي في هذا الصدد إلى "الاعتداءات الهمجية" على مقرات الاتحاد محذّرا حكومة لعريض من تكرار سيناريو العنف المنظم بالبلاد. ويذكر أنّ الحضور الأمني ولجنة التنظيم قاما بعملهما على أكمل وجه.