ذنب الدعداع التحول في طائرة الى قفصة و»الباجية» تأثروا بالاحد الرياضي... كان الاسبوع المنقضي ساخنا على مستوى الرابطة الاولى المحترفة لكرة القدم من حيث الاحتجاجات على الحكام وعلى إجراء بعض المباريات بدءا بقوافل قفصة التي أعلن نائب رئيسها الانسحاب من البطولة لان منافسه نادي حمام الانف استغل نفوذ رئيسه عادل الدعداع وفتح مطار قفصة لتنزل به طائرة الفريق وهو صراحة موقف غريب من خالد بنور لان اي طائرة لا يمكن لها أن تنزل الا في المطار ونادي حمام الانف ليس مجبرا على التحول الى قفصة عبر الحافلة مادام قادرا على تأمين رحلة بالطائرة لكن عندما تبدأ حسابات النزول واللعب من أجل الخروج من المراتب الأخيرة تصبح كل التأويلات والاتهامات جائزة في محاولة لتبرير موقف هذه الهيئة او تلك لكن من العار أن يتخذ فريق ما قرار الانسحاب من البطولة لأن طائرة فريق منافس حطت بمطار خيّل للبعض انه مغلق. ويبدو ان عديد الشبان الذين التحقوا بالتسيير الرياضي يحتاجون للرسكلة حتى يكونوا مسؤولين على مواقفهم وتصريحاتهم واحباء القوافل لا يمكنهم ان يلوموا الا خالد بالنور الذي اخذ مكان الرئيس المنتخب نبيل البعير.. وأمّا البدعة الثانية فقد اتت من رياض المولهي بعد منع عدد من الاحبّاء تنقل حافلة اللاعبين الى بنزرت وغاب الفريق عن مباراة الاحد الماضي بتعلات واهية لا يمكن ان تصدر عن مسؤول بالنظر الى عراقة اولمبيك الكاف. رياض المولهي وضع الاولمبيك والرابطة والجامعة في مأزق كبير والحال انه كان عليه الانصراف للعمل ومساعدة النادي على تفريخ المواهب واعطاء فرصة للاسماء الصاعدة لكنه صنع الحدث بالمشاكل التي عرفتها عديد لقاءات الاولمبيك ورمى بالمسؤولية على الآخرين. رئيس أولمبيك الكاف كان عليه تطعيم الفريق بعناصر من الاواسط والامال بدل انتداب لاعبين فاشلين وابرام صفقات مغشوشة على غرار محمد العبيدي وجيلسون وغيرهما من الذين افلسوا كرويا فلو ينزل الفريق للدرجة الثانية لن يجد لاعبين يعوّل عليهم للصعود من جديد لان المنتدبين قضوا على طموحات العناصر الشابة. المفاجأة الاخرى جاءت من الاولمبي الباجي الذي اشعل نار هيئته كلام احمد المغيربي في الاحد الرياضي عن ما اسماها بعصابة التحكيم واذ نقرّ بأن هذا الكلام قديم ولا ندري لما أعاد اجتراره المغيربي بعد ان تحدث في «قناة نسمة» عن نفس الموضوع وذكر ان بحوزته ملفات وتقابل مع بعض مسؤولي الجامعة لكن في النهاية لم يقدم اي ملف حقيقي ويبدو ان ما يوجد تحت «الجليزية» هو ما نعلمه نحن ايضا مثله وهي مجرّد معطيات من بعض الحكام السابقين الذين يبحثون عن تكليف بمهمة او مراقبة مقابلة لذلك هم يتصيدون مسائل التعيينات وعلاقة الادارة الوطنية للتحكيم ببعض الحكام وهذا غير معقول ولا يمكن ان ننعت سلكا قائم الذات «بالعصابة» لا لشيء الا لان البعض يروج معلومات عن هذا وذاك لغاية في نفس يعقوب ولا يمكن ايضا (رغم اختلافنا الشديد مع رئيس الادارة الوطنية للتحكيم) ان نلقي بالتهم جزافا ونصدع في منبر اعلامي بأن التعيينات يقف وراءها «صحافي رياضي».. هذا الكلام قيل في الاحد الرياضي، هذه الحصة التي كانت تستقطب ملايين المشاهدين كل سهرة احد فاذا بها تحوّلت الى برنامج لا رائحة ولا طعم له والتي بدا فيها سمير السليمي فقط متميزا بتحاليله وافكاره ودراسته الجيّدة لكل المباريات التي سيسند له تحليلها وابداء رأيه فيها. وبينما كنا ننتظر من احمد المغيربي تحاليل فنية راقية فاننا نجده يدخل في تفاصيل وجزئيات في الحقيقة لا علاقة له بها وما قاله عن تحكيم مباراة الاولمبي الباجي والنادي الافريقي اضر بالفريق الضيف الذي اتخذ مواقف بناء على عبارة «عصابة في التحكيم» واما النادي الافريقي الذي مسّ منه هذا الكلام (لانه لا يحتاج مساعدة الحكام في رادس او غيره) اعتبر المغيربي حاملا «لاجندا) معينة ويشن حملة ضد الافارقة لفائدة اطراف معينة والثابت ان بعض صراعات المال والاعمال لا يمكن لها ان تنتقل الى الملاعب حتى لا يقال ان بعض الاطراف تستعمل اسلحة معيّنة عبر الشاشة لتعطيل هذا الفريق او ذاك وقد استنجد سليم الرياحي برجل المهمّات الصعبة المسير السابق صالح الثابتي ليقف سندا لفريقه وضد الحملات خاصة انه يعرف كل «الميكماك» في كرة القدم. وأما سيد أحمد (الذي نتمنى له الشفاء التام) فنقول له لقد عوّدتنا بتحاليل فنية راقية بمسحة هزلية ونريدك ان تبقى كذلك... ومن المؤكد انه عند تعداد كل هذه المشاكل والمشاغل والتجاذبات والمناورات في الوقت الذي تستقبل فيه اليوم وزارة الرياضة رؤساء اندية الرابطة الثانية ثم اندية الاقسام الاخرى للحديث عن مجالس الادارة والاحتراف تماما مثلما فعلت سابقا مع رؤساء الرابطة الاولى لا يسعناإلّا ان نقول «لشكون تكحل يا مرت الاعمى» .. فهل بهذه العقليات والقرارات والمشاكل والتحاليل والبرامج الرياضية سيقع التأسيس لاندية محترفة عبارة عن شركات قائمة الذات.. ومن المؤكد ان الجلسة الاولى للوزارة مع رؤساء اندية الرابطة المحترفة الاولى ما كان لها ان تحدث في غياب جامعة كرة القدم باعتبارها المتدخل الاول في اللعبة وكذلك تملك كل الملفات والوثائق والافكار التي يمكن ان نبني عليها بطولة محترفة تنضوي تحت هياكل ومسؤول اسمه الجامعة التونسية لكرة القدم ورغم ان الوزارة معذورة لان الجلسة صادفت ظهور مشاكلها مع الجامعة للعلن فانه كان بالامكان حضور بعض الاعضاء فالخلاف بين الوزير ورئيس الجامعة (وسامح الله من كان السبب في كل ذلك) وليس مع كل اعضائها فلو تمت دعوة شهاب بلخيرية مثلا (باعتباره امين المال) لكشف حقيقة ديون هذه الاندية التي ستكون مجالس ادارة ولما حدّثهم عن الازياء الرياضية للاندية التي تباع في «السوق الموازية» مما يحرم الاندية التي فتحت مغازات من مداخيل هامة.. ولما حدثهم ايضا عن دور شركة النهوض بالرياضة في منظومة الاحتراف ولما كشف لهم ان الاندية الاربعة الكبار فقط قادرة على ان نتحول الى شركات ربحية والبقية عاجزة عن توفير قوتها اليومي ولا تشجع اوضاعها على الاستثمار في الاحتراف. لو وقع تشريك نائب رئيس الجامعة ماهر السنوسي والطاهر خنتاش لما اقنعا الحضور بان الاحتراف يتطلب ان يكون للنادي ملاعب خاصة به ومؤسسات ولما كشفا انه باستثناء النجم الساحلي والنادي الصفاقسي فقط اللذين يملكان ملاعب ومقرات ومراكز تكوين واما البقية بما في ذلك الافريقي والترجي لا يملكان مثل هذه البنية التحتية.. المثل الشعبي القائل: «لشكون تكحل يا مرت الاعمى» ينطبق ايضا على كمال الرماني رئيس الجمعية النسائية بالساحل اذ عن اي احتراف نتحدث واي شركات ومؤسسات رياضية نريد بناءها والحال ان رئيس الجمعية النسائية بالساحل يتخبط لوحده في ادارة ناد يجمع بين كرتي اليد والقدم النسائيتين ويموّل كل اصناف المنتخبات بأكبر عدد من اللاعبات ولا احد حرّك ساكنا او ساءه حاله فالرجل يصرف من ماله الخاص لتأمين عيش هذا النادي الذي يوجد في منطقة شعبية تحتاج للكثير من العناية؟ عن اي احتراف نتحدث وكمال الرماني يجد نفسه في النهاية مضطرا لاإغاء تنظيم بطولة افريقيا للاندية لكرة اليد خلال افريل المقبل لانه لا الوزارة ولا الجامعة بإمكانهما توفير الاموال الكافية لاحتضان هذه الدورة التي كانت ستعطي بعدا اخر للرياضة النسائية وايضا ستدعم السياحة . انها لمفارقة عجيبة فرئيس الجمعية النسائية بالساحل كان سيجد نفسه مضطرا لتسديد عشرات الملايين من ماله الخاص لكن الظرف الاقتصادي منعه من ذلك فكل القطاعات «باركة « فعن اي احتراف ومجالس ادارة نتحدث ولو ان الوزارة التي اجبرتها الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم بتركيز مجالس الادارة المذكورة قبل موفى سنة 2015 يمكنها ان تجد بالتعاون مع الجامعة تصورا جديدا يساعد على تركيز مجالس الادارة المذكورة دون الدخول في مجال الاحتراف الكلي وتحويل الاندية الى مؤسسات ربحية والحال انها فاقدة لابسط ابجديات الاحتراف وادنى الامكانيات...