قدمت جمعية صوت شباب تونس "صوتي" عددا من العروض الفنية مساء أول أمس بالمركز الثقافي المنزه السادس وذلك ضمن أنشطتها الثقافية الهادفة لترسيخ روح الإبداع والابتكار لدى الشباب التونسي. عروض جمعية "صوتي" الفنيّة شملت مختلف الفنون على غرار السينما والمسرح والرقص المعاصر وفن الكلمات والألوان وإيقاعات الموسيقى وتعتبر هذه الأعمال خلاصة لقاءات وتجارب مشتركة خاضها عشاق الفنون المنتمين لهذه الجمعية في منتدى الفنانين التونسيين الشباب الذي سبق وأن قدم عرضا لهذه الانتاجات في مدينة نفطة. ما ميز عروض جمعية "صوتي" بمختلف فنونها هو تناغمها وتكاملها حيث امتزجت الفنون التشكيلية بعوالم الرقص المتشبعة بروح المسرح وعكس أداء شباب المشارك في هذه التظاهرة مدى شغفهم بالفن ورغبتهم في التعبير عن تطلعاتهم ومشاغلهم بأدوات فنية واعية ومواكبة للراهن التونسي. صاحب فكرة منتدى الفنانين التونسيين الشباب وليد مسعودي وهو طالب في مجال السينما، أكد في تصريح ل"الصباح" أنه يهدف من خلال هذا المشروع للمساهمة في تنمية مواهب الشباب وتمكينهم من فرصة التعبير - عبّر جمعية صوتي - عن أحلامهم وتطلعاتهم الثقافية وأضاف محدثنا أنه وجد كل الدعم من الفاعلين في "صوتي" ومن قبل المجلس الثقافي البريطاني معبرا عن أسفه لغياب ممثل عن وزارة الثقافة خلال تظاهرة منتدى الفنانين التونسيين الشباب بالمركب الثقافي بالمنزه السادس رغم أنه اتصل عديد المرات بمكتب الوزير مهدي مبروك. وكشف وليد مسعودي أنه يسعى لتطوير التظاهرة من خلال استقبال عدد أكبر من الشباب الهاوي للفنون وعرضها في أكثر من فضاء حتى يعرف بأهمية الفعل الثقافي في حياتنا وقدرته على تطوير وعينا وحس المواطنة فينا. وأشار محدثنا إلى أبرز أهداف الجمعية التي يمثلها منها سعيها لنشر قيم الديمقراطية والمواطنة وتكوين قيادات شبابية قادرة على أن تكون فاعلة في المجتمع المدني إلى جانبها عملها على تنمية روح المواطنة لدى الشباب وخلق منابر لهذه الفئة الفتية في المجتمع لتعبر عن صوتها وتتفاعل مع الدولة والمجتمع المدني. من جهتها، عبرت الممثلة نجوى ميلاد والدة صاحب مشروع منتدى الفنانين التونسيين الشباب عن سعادتها بنجاح ابنها وفخرها بخياراته الثقافية الراقية وقالت في هذا السياق أن المجموعة الفاعلة في التظاهرة تحمل الكثير من الحماس والرغبة في الإضافة لعالم الفن والثقافة وذلك في إطار جمعياتي بعيدا عن الاستقطاب السياسي والإيديولوجي، حيث قدموا مشهدا جميلا هو صوت واحد لمستقبل أفضل. أمّا الشاعر رمزي بن رحومة فنّوه بمواهب الشباب، الذين أشرف عليهم في ورشة الشعر فيما حضيت قصيدته "ماسح الأحذية" بتفاعل كبير من قبل الحضور خاصة وأنها نقلت بعباراتها البسيطة التركيب والعميقة الدلالة الراهن التونسي من خلال عيون ماسح أحذية بشارع باريس بالعاصمة وتدفقت في أبيات رمزي بن رحومة صور عن الحياة اليومية ومشاغل المارة من هذا الشارع القديم بالعاصمة. الأجواء في تظاهرة منتدى الفنانين التونسيين الشباب تميزت بروح العطاء والرغبة في الانعتاق نحو الأفضل كما حملت على ملامح الفاعلين في أعمالها الفنية مسحة من الحزن والألم والخوف على بلدهم هم يحلمون بوطن ديمقراطي متعدد الألوان يكون للجميع فيه صوت يذاع ويسمع.