سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تنظيم القاعدة الأكثر تنظيما وتجهيزا وتمويلا في شمال افريقيا من المفارقات الحاصلة أن قائد الانقلاب في مالي تدرب في أمريكا قائد قوات الافريكوم في لقاء صحفي
ساعات معدودة كانت المدة التي استغرقتها زيارة الجنرال كارتر هام القائد الأعلى للقوات الامريكية بافريقيا "أفريكوم" ولكنها حملت في طياتها أكثر من إشارة حول التحديات الأمنية القائمة في دول شمال افريقيا عموما وفي تونس بشكل خاص، التي شكلت محطته الثالثة والأخيرة في جولة قادته الى كل من ليبيا والجزائر. وكشف الجنرال هام في لقاء صحفي بالأمس قبل مغادرته تونس أن لقاءاته في القصبة جمعته بكل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية والجنرال عمار وان المحادثات تمحورت بالأساس حول المسائل الأمنية"بالنظر الى أهمية التحديات الأمنية القائمة في المنطقة "على حد تعبيره. وأشار القائد العسكري الأمريكي خلال لقاء الامس بمقر السفارة الامريكية بحضور السفير جاكوب والس الى أن خطوات كثيرة تحققت في مجال التعاون الأمني بين تونس وأمريكا مستطردا بأن الكثير لا يزال ينتظر التحقيق. وعن أهداف جولته في المنطقة وحقيقة المخاطر المرتبطة بوجود تنظيم القاعدة قال الجنرال هام أن أغلب النقاشات التي قام بها مع المسؤولين في المحطات المحطات الثلاث تونس وليبيا والجزائر تمحورت حول المسائل الأمنية والتهديد الإقليمي وطبيعة المساعدات التي يمكن تقديمها وخلص الى أن وجود القاعدة ليس مصدرالخطرالوحيد المرتبط بالمجموعات المسلحة المتشددة في المنطقة موضحا أن تنظيم القاعدة "يبقى الأكثر تجهيزا وتنظيما والأكثر تمويلا "في شمال افريقيا, وقال انه ليس من الواضح ما اذا كان لتنظيم القاعدة حضور فعلي في تونس معتبرا أن هناك رغبة وحرصا من التنظيم على ذلك, ونوه الجنرال الامريكي بدور الجزائر طوال السنوات الماضية في مواجهة تنظيم القاعدة و شدد على أنه امس من خلال المحادثات التي أجراها مع مسؤولي الدول الثلاث التي زارها تفهما لضرورة التنسيق إقليميا لتطويق خطر القاعدة. ولا حظ انه اذا كانت المقاربة العسكرية ضرورية فان اجتثاث الأسباب التي تدفع الشباب الى اعتناق مبادئ وفكر القاعدة والحرص على الحكم الرشيد والتنمية الاقتصادية والتعليم مسائل ضرورية. وفي تعليقه على مسألة الأسلحة التي تم اكتشافها في تونس قال الجنرال هام ان حجز الأسلحة تمرين جيد للسلطات المعنية وأعتبر أنه ليس هناك حكومة ترغب في وجود أسلحة بين أيدي مجموعات متطرفة وأشار الى أنه من بين المسائل التي تطرق اليها مع كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية والجنرال عمار كيفية تعزيز برامج التعاون مستقبلا ونوعية الشراكة بين تونسوواشنطن والمصالح الأمنية المشتركة وما تقتضيه من مخطط واضح لتحديد الأولويات الأمنية وأشار الى أن هناك اختلافات بسيطة في المقاربة وخلص الى أنه لا بد من الاعتراف بأن العلاقات بين تونس وأمريكا ثرية ومتنوعة مع عديد الدول وخاصة دول الجوار في التعامل مع الأولويات المطروحة. "من المفارقات الحاصلة في مالي أن قائد الانقلاب تدرب في واشنطن" وعن دور قواته في مالي قال الجنرال هام ان الاستراتيجية المعتمدة في هذا البلد ليست استراتيجية أفريكوم وأشار الى وجود عديد الدروس التي يجب استخلاصها من مالي وقال ان الوحدة العسكرية التي تعاملت معها واشنطن في مالي لم تشارك في الانقلاب واعترف بأن قائد الانقلاب في مالي الجنرال أمادو هيا سانجو تكون في أمريكا وتلقى عديد التدريبات التي تمولها وزارة الدفاع الامريكية وخلص بأن في هذه التجربة ما يؤكد أن تسليط الاهتمام على الجانب الفني والتكتيكي لدعم أية دولة امر غير كاف, قال ان هناك مسؤوليات أخرى يجب أن تضاف الى الدعم العسكري وهي القيم المعنية ومبادئ اخترام حقوق الانسان التي يجب أن تشكل جانبا من الالتزامات في مجالات التعاون. واعتبر أن المحبط في الانقلاب الحاصل في مالي أن القيادات العسكرية العليا لم تقم بأي محاولة للتصدي للانقلاب أو لاجهاضه و هذا ما اعتبره فشل لتلك القيادات, وقال الجنرال هام"كان بالإمكان اجهاض انقلاب مالي بسهولة وتطويق الانقلابيين "وشدد على ضرورة ادراج ضمان احترام مبادئ حقوق الانسان في أي التزام عسكري مستقبلا. وفيما يتعلق بالقرصنة على السواحل الصومالية لاحظ الجنرال هام بأن هناك تراجع سجل العام الماضي في عمليات القرصنة موضحا أن ذلك تحقق بفضل الجهود المشتركة والتعاون الدولي بين الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي وليس بفضل جهة وحدها وأشار الى وجود ترابط بين القرصنة في شرق افريقيا وتجارة السلاح والمخدرات والبشر ولكنه اعتبر أنه لا شيء يؤكد وجود ترابط بين القرصنة في الصومال وبين المجموعات الإرهابية وقال"هذا لا يعني انها غير موجودة ولكن لا دليل على ذلك"في المقابل أشار هام الى ارتفاع القرصنة في خليج غينيا غرب افريقيا وقال ان عديد الدول بينها أمريكا والبرازيل والاتحاد الأوروبي وغرب افريقيا معنية بمواجهة ذلك وقد تم توقيع اتفاق بين دول شرق وجنوب افريقيا للغرض وأن هذا مؤشر إيجابي. وأشار الجنرال هام في نهاية اللقاء الى أن قاعدة القوات الامريكية بافريقيا متواجدة في جيبوتي, وقال انه ليس صلاحياته التطرق الى مسألة تسليح الاستخبارات الامريكية للمعارضة السورية عبر قنوات عربية موضحا أنه لا يمكنه التأكيد أو نفي ذلك. بدوره قال السفير الأمريكي جاكوب والس الذي حضر اللقاء أنه من المبكر الحكم على أداء الحكومة الجديدة برئاسة وزير الداخلية السابق علي العريض وقال ان لقاء القصبة بالأمس مع كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية والجنرال عمار تمحور على تعزيز وتطوير العلاقات وبرامج التدريب مع وزارة الدفاع. يذكر أن الجنرال هام أشار في مستهل اللقاء الى أنها المرة الخامسة التي يزور فيها تونس وانها الاخيرة بالنسبة له كقائد عسكري يعلى أبواب التقاعد معربا عن أهمية زيارته الى تونس في وقت تجتاح فيه الثلوج المانيا التي سيعود اليها. إشارة كان لا بد من التوقف عندها وأن الجنرال هام الذي زار مقر لجنة أركان العمليات المشتركة CEMOC بتمرانست tamanrassetبالصحراء الجزائرية والتي تأسست في 2009 وجمعت كل من الجزائر وموريتانيا والنيجر ومالي من المنتظر أن يعلن عن تزويدها بدعم فني وتقني مع احتمال انسحاب القوات الفرنسية في مالي المرتقب نهاية الشهر القادم..