◄ عروض متنوعة وتكريم لفنانات رفعن راية الفن الرابع عاليا على الإيقاعات التراثية لمدينة الكاف ومشاهد فلكلورية لتقاليدها على غرار عرضي "فارتيكال" و"جوجما" وسط المدينة وعرض "ساق النجع" بساحة مركز الفنون الدرامية بالجهة، افتتح وزير الثقافة مهدي مبروك أول أمس 26 مارس الجاري الدورة الثانية عشر لمهرجان "24 ساعة مسرح" بالكاف وذلك بحضور كل من والي الكاف والمندوب الجهوي للثقافة. وأكد مهدي مبروك خلال الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة التي تنظّم بمدينة الكاف منذ عقدين من الزمن أن المسرح هو الحياة والاحتفاء بالفن الرابع هو مقاومة للعنف معتبرا المسرح السبيل الذي يضيء العتمة في مجتمعنا. من جهة أخرى ترحم وزير الثقافة في كلمته الافتتاحية ل"24 ساعة مسرح" على روح فقيد المسرح الهادي بن صالح المقري أصيل مدينة الكاف منوّها بمجهود الفاعلين في هذه التظاهرة وإصرارهم على إستمراريتها رغم الصعوبات التي مرّوا بها وضعف الإمكانيات المادية كما قام مهدي مبروك بتسليم عدد من الشهادات التكريمية لفنانات ساهمن في أعمال الفرقة القارة بالكاف وقد لبت الدعوة الفنانات مليكة الهاشمي وسعاد محاسن ومصممة الملابس جميلة بوثلجة وسيدة الماجري فيما تسلم الفنان كمال العلاوي شهادة تكريم وداد العلمي وتسلم شهادة راضية الورتاني الحباسي شقيقها خلال حفل تكريمها أمّا المتغيبات عن حفل التكريم فهن ناجية الورغي ورجاء بن عمار وخديجة السويسي وفوزية بومعيزة لأسباب مهنية وصحية. لعّل التخوف من وقوع أعمال عنف أو اعتداءات على الفنانين جعل من الأمن بمدينة الكاف حاضرا حول أماكن تقديم أعمال التظاهرة إلا أن أبناء الكاف ورثوا عن أجدادهم حبهم للفن وتفاعلوا بايجابية مع تظاهرة "24 ساعة مسرح" وتميزت جل العروض بحضور لافت من شباب الجهة. أعمال محلية ودولية في الموعد من العروض المشاركة في اليوم الافتتاحي لتظاهرة "24 ساعة مسرح" عرض المخرج نزار السعيدي "ناس" المقتبس من قبل وليد الدغسني عن رائعة برنار ماري كورتيس "الرصيف الغربي" ويشارك في أدواره كل من يوسف مارس وفيروز بوعلي ووليد عبد السلام وصابر العراكي والسعدي زيداني وسحر الرياحي وتماضر الزرلي وحسّان المرّي حيث تعكس هذه المسرحية مشاهد من الحاجة والفقر لفئة مهمشة من مجتمعنا فيما تحاول فئة أخرى- تعودت على امتصاص ثورة الشعب- الهروب من أخطائها بالرحيل. من ناحيته قدم المسرحي عبد اللطيف بوعلاق عرضه "النشاز" وهو من إنتاج جمعية قزح للإبداع ..هذا العمل الذي تميز باعتماده على تقنية خيال الظل في مزجه مع أداء الممثلين الركحي، لم يلق تفاعلا كبيرا من جمهور الكاف رغم تمكن الفاعلين في "النشاز" من أدوارهم وفي سؤالنا عن سبب خروج المتفرجين من العرض عبّر لنا بعضهم عن رغبتهم في الضحك خاصة وأن الأجواء في البلاد يطغى عليها الحزن وعدم الاستقرار وحضورهم للمسرح هدفه البحث عن البسمة التي تريحهم من متاعبهم اليومية هم يرون في الأمين النهدي الأفضل والأكثر قدرة على التعبير عنهم وأن قبلوا مشاهدة غيره فوراء ذلك الفضول قبل كل شيء. ولفت عرض الفنان البلجيكي من أصول مغربية يونس مرنيسي في العروض المسائية لليوم الافتتاحي من تظاهرة "24 ساعة مسرح" الإنتباه وكان قدم عرض "slam" من خلال نصوص راقية نابعة من ذاتيته الخالصة وعكس في كلماتها الشعرية صورة الشباب المندمج في الحياة الأوروبية بملامحه العربية المسلمة وما يتولّد عن هذه التركيبية البشرية من أفراح وآلام ..لم يتحدّث يونس مرنيسي عن الغربة أو الاغتراب في بلجيكا فهي البلد الذي ينتمي إليه لكن عبّر عن تصالحه مع اختلافه عن أبناء البلد الأصليين وافتخاره بأصوله العربية رغم عدم اتقانه للغة الضاد .. عن حياته العاطفية ودخوله عالم "سلام" قدم الفنان البلجيكي لجمهورالكاف عددا من نصوصه في أجواء فرجوية اتخذت من الاضاءة وبساطة الديكورأدواتها الركحية حيث استطاع يونس مرنيسي شد الحاضرين بآدائه بفضل موهبته المتوهجة في الكتابة وحرفيته في اللعب بالكلمات. هذا الفنان الذي انطلق في كتابة نصوص "السلام" منذ أن كان في السادسة عشر من العمر توّج ببطولة بلجيكيا في هذا الفن ومتحصل على المرتبة الثالثة على المستوى الأوروبي وسيكون له موعد مع جمهور العاصمة وتحديدا بقصر النجمة الزهراء ليلة 29 مارس في سهرة تمزج الشعر بالموسيقى. تجدر الاشارة إلى أن تظاهرة "24 ساعة مسرح" تتواصل اليوم مع مجموعة من العروض المسرحية والموسيقية منها عرض "مدام آمال " من المغرب ومسرحية "بلاش" لعبيد الجميعي و تجليات "من أنا" لسمير عباسي والعرض "صهيل الشوك" لمركز الفنون الركحية بصفاقس.