قررت وحدات البحرية الوطنية خلال الأسبوع الجاري إنهاء عمليات الغطس في أعماق المنطقة التي غرق فيها مركب الصيد البحري "لافيكتوار" منذ 28 فيفري المنقضي قصد البحث عن جثامين البحارة ال5 الباقين والذين لم يتسن العثور عليهم على سطح البحر أو عالقين بشباك المركب. قرار رافقته مظاهر احتجاجية عديدة من أهالي الضحايا الذين لجأوا أمس السبت كما في مناسبات سابقة إلى قطع سكة القطار على مستوى جهة الحنشة في ظل ما وصفوه بمأساة "القبور المفتوحة" تعبيرا عن عدم تمكنهم بعد حوالي الشهر من نكبتهم في أبنائهم من دفن موتاهم فيما توصل صاحب المركب الغارق إلى الظفر بترخيص من السلط الجهوية لمواصلة عمليات الغوص والبحث عن بقية الغرقى المفقودين مقابل تكفله بتأمين غطاس محترف لإتمام مهام البحث. الوالي يوضح في سياق متصل اتصلت"الصباح" بوالي صفاقس فتحي الدربالي لاستجلاء أسباب إيقاف عمليات الغوص من قبل وحدات البحرية الوطنية فبين أن قرار التوقف جاء بعد أن جزم الغطاسون الذين تمكنوا من انتشال 4 جثث كامنة بالمركب أو عالقة بشباكه، بفقدان الأمل في وجود بقية المفقودين من خلال المسح المنجز في أجزاء المركب حيث يمكن توقع وجود الصيادين الغرقى، وأثنى الوالي على جهود البحرية الوطنية والغطاسين من الجيش والحماية المدنية والمتطوعين والبحارة وأصحاب المراكب الذين ساهموا في عمليات التمشيط والبحث التي مكنت من تحديد موقع المركب رغم صعوبة ذلك في غياب المعدات التقنية المتطورة في البداية وبسبب امتداد منطقة التمشيط ، مشيدا بجهود الغطاسين الذين عملوا في ظروف خطيرة ومهددة أحيانا لحياتهم فرغم أن القانون يمنع عمليات الغوص تحت عمق أكثر من 55 مترا إلا أن روح البذل والتطوع والرغبة في تخفيف مصاب العائلات آثروا التضحية وركبوا المخاطر والمجازفة بالغوص في أعماق تناهز ال70 مترا. ومع وعورة العمليات من الناحية التقنية التي تتطلب 3 غازات لتنفس الغواصين (الأكسيجين والهيليوم والأزوت) فضلا عن مخاطر الضغط وعدم إمكانية الغوص سوى مرة وحيدة في اليوم ولمدة لا تتجاوز 10 دقائق مع ما يبلغه الغطاس من إنهاك وتعب في ظل التيارات المائية الجوفية في الأعماق. وأضاف أن هذه المسوغات التقنية وغيرها كانت وراء قرار إيقاف عمليات الغوص بعدما أمكن من انتشاله من جثامين تفطن إليها الغواصون ورفعوها إلى سطح البحر ومن ثم نقلها إلى اليابسة بأساليب تمنع الإضرار بالحالة التي وجدت عليها من أجل التمكن من التعرف على هويتها لدى بلوغها المستشفى ومن ثم تسليمها إلى أهاليها من أجل دفنها.