من حقكم يا أحفادي، اسكندر، وسليمة، ومحمد يونس، ومريم، وأحفاد بني وطني وعقيدتي ان تتحاوروا بصراحة مع آبائكم واجدادكم حول حقوقكم، فالاسلام صحح مسار الفكر الديني، فلنتحاور حول هذه الحقوق، تساءل اسكندر، وكريم، وحسان عن حدود مسؤوليات كل جيل، فأجبت: لقد حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله «أنتم أعلم بأمر دنياكم» روي عن انس وعائشة وهذا موجه لكل جيل حسب عصره، ونهى علي بن أبي طالب الاجيال السابقة بقوله «لا تجبروا اولادكم على اخلاقكم لانهم خلقوا لزمان غير زمانكم» وزاد أبو حفص النيسابوري قائلا «لكل وقت أدب، فمن لزم آداب الاوقات بلغ مبلغ الرجال» فتساءلت سليمة واسماء وهالة عن التساوي بين الجنسين، فأجبت بقول الله تعالى «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض» (التوبة اية 72) ومن مظاهر التأكيد على المساواة بين الابناء كان رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له فقبله واجلسه على فخذه وجاءت بنت له فأجلسها بين يديه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم «ألا سويت بينهما؟» فتساءل محمد يونس، ويوسف، واحمد، ومحمد عزيز، والياس عن الأكرم من الابناء فأجبت بقول الله تعالى :»يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم» (الحجرات آية 13) وقوله تعالى «ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا» (النساء اية 124) فالاساس في الاسلام انه لا تفرقة بين رجل وامرأة بسبب الجنس. فكلاهما انسان من ابناء آدم وحواء، ولهذا كان التكريم شاملا» ولقد كرمنا بني آدم» (الاسراء آية 70) فتساءلت مريم، وسارة وهاجر عن نظرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم للانثى. فأجبت في الحديث النبوي «من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها الى عياله، كان كحامل صدقة الى قوم محاويج وليبدأ بالاناث قبل الذكور» وقال عليه الصلاة والسلام «عليكم باللطف والرفق بنسائكم لا تظلموهن ولا تضيقوا عليهن فان الله يغضب للمرأة اذا ظلمت كما يغضب لليتيم» وفي رواية عن ابي هريرة «خيركم خيركم لنسائه ولبناته» وفي رواية عن علي «خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي ما اكرم النساء الا كريم ولا اهانهن الا لئيم» وفي رواية عن عائشة وانس «انما النساء شقائق الرجال» اذا الفطرة ان الانسان سواء كان ذكرا ام انثى طبع على الأنس والمؤانسة فوجب الاحترام المتبادل لان التماسك الاهلي ثمرة تبادل المودة والرحمة وحوار الصراحة.