اسمعوا جيّدا يا أحفادي اسكندر، وسليمة، ومحمد يونس، ومريم، وأحفاد بني وطني وعقيدتي إلى هذه الوصايا أوجّه بعضها لمن سنّهم في عمر الشباب كاسكندر، وكريم، وحسان، ووسيم، وعمر وغيرهم ممّن تميّزوا «بالفتاء والحداثة، والتشبيب خلاف الشيب، ومرحلة الشباب تميّزت بالقوّة في كل شيء على غيرها، قوّة الجسم، وقوّة العاطفة، وقوّة الإحساس بالجنس، وكلها من الطاقات المتوازنة، التي أودعها الله في الإنسان، وحدد لها ما يحفظ لها أمنها وتوازنها، وتناسبها بما يحقق أهداف الإنسان في الحياة، وما يحقق به سرّ وجوده على الأرض وتعميره لها، لكن هذه القوّة التي يملكها الشباب، إما أن يصرفها في مسلك صالح نافع، أو يصرفها في مسلك غير صالح ضارّ وفي هذه الحالة يحصل التناقض بين القيم والمجتمع، تناقض بين القول والفعل، وقد ذمّه الله تعالى في قوله «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» (الصف آيتان 23) وهو الذي وضع القرآن له مصطلح النفاق، تناقضات تدمّر النفوس، وتلبس الحق بالباطل، ويكتم فيها الحق الوضّاء «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون» (البقرة آية 42) هؤلاء «جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق» (غافر آية 5)، تناقضات فكرية تؤدي إلى أجواء الخصومة والإتهام، والعصبية، وضيق الأفق، والضلال، والتفكير. دون التزام بآداب الحوار، وأصول المناقشة، وسعة الأفق، والبعد عن الإتهام والتجريح، في سبيل الوصول إلى هدف واحد، وهو الحقيقة. فهذا مظهر من مظاهر التطرف والإنحراف عن الاعتدال، فأين يتضح التطرف؟ التطرف هو مجاوزة حدّ الاعتدال» وأوجه بعض الوصايا بالأولياء ومربي من سنهم في عمر الطفولة كسليمة وصاحباتها، ومحمد يونس وأصحابه، ومريم وصاحباتها وأطفال بني وطني وعقيدتي كوصيّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: «أحبّوا الصبيان، وارحموهم فإذا وعدتموهم، فوفوا لهم فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقون» ووصيته «من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور» لأن الإناث تعتبرن أقل قوّة وغلظة فالأم مصدر الحنان من صنف الإناث. ووصيته «صغاركم دعاميص الجنة يلتقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة» رواه أبو هريرة، والدعاميص نوع من الفراشات الجميلة، فالمطلوب سلامة الصبيان، لقد نفى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام الانتساب إلى الإسلام من لم يحترمهم «من لم يحترم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا» روي عن ابن عمرو بن العاص. نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى رجل له ابنان قبّل أحدهما (الذكر) وترك الآخر (الأنثى) فقال له «فهلاّ ساويت بينهما؟» (انظر كتابيّ: أضواء على حقوق الأسرة المسلمة من خلال القرآن والسّنّة) و(التواصل بين الأجيال ضرورة حياتية وكونية(.