تعيش جهة الوطن القبلي هذه الأيام على وقع موسم جني الزهر ولإضفاء البعد الحضاري على هذه النبتة المتعددة الفوائد تم إفرادها بتظاهرة خاصة بها من خلال "عيد زهرة الأرنج" الذي انطلق أمس- الجمعة- ويتواصل على امتداد 3 أيام والذي افتتحه والي نابل محمود جاء بالله بحضور السلط الجهوية الإدارية والفلاحية والفعاليات الثقافية والسياحية.. وقد لبس شارع الحبيب بورقيبة حلة جميلة وفاحت رائحة الزهر بعملية التقطير الحينية التي تتولى القيام بها النسوة داخل خيمة محلات بالزهور ونباتات الزينة في مشهد بديع يريح الأعصاب ويذكي النفوس. وقد سجل حضور السياح الأجانب الذين تفاعلوا مع تقطير الزهر وإستنشاق رائحته العبقة وأعجبوا بالصناعات التقليدية النابلية المنشأ.. ويتضمن البرنامج بيع الزهر وصناعة المشامم والقلادات من الزهر ومحاضرة تستحضر تاريخ شجرة الأرنج بالجهة يقدمها فوزي زيتونة وندوة علمية محورها منافع واستعمالات الشجرة العطرية يلقيها الأستاذ الجامعي الناصر عياد، فضلا عن ورشات للأطفال من خلال الرسم والبراعات لخلق تواصل حسي وروحي مع هذه النبتة الجميلة التي خصصت لها بلدية نابل برنامج لغراسة 5 آلاف شجرة أرنج بشوارع وأنهج المدينة ومساحتها الخضراء. وقد قدرت صابة الزهر للموسم الحالي ب1150 طن بزيادة 150 طن عن الموسم الفارط وشرعت وحدات تقطير الزهر وعددها 5 بالجهة في التحويل على أن تبلغ الكمية حوالي850 طن ويستخرج من الزهر مادة النيرولي التي يتم تصديرها إلى مخابر العطورات بالسوق الأوروبية وخاصة الفرنسية والهولندية والبلجيكية لاستخراج أرقى العطورات العالمية. ولموسم جني الزهر أبعاد اقتصادية واجتماعية حيث تنشط قرابة1000 عائلة في عملية الجني بمعتمديات نابل ودار شعبان الفهري وبني خيار وبوعرقوب وبني خلاد ومنزل بوزلفة والحمامات.