تعيش بساتين الوطن القبلي هذه الأيام على وقع انطلاق موسم جني الزهر حيث تعم الحركية مواقع الإنتاج مواقع منتشرة بمعتمدبات نابل وبني خيار و قربة و الحمامات و بوعرقوب وبني خلاد و منزل بوزلفة وسليمان وقرمبالية ودار شعبان الفهري بحجم صابة قدرت هذا الموسم بحوالي 1300 طن على مساحة 350 هك بها 100 ألف شجرة أرنج ، و يتواصل موسم الجني إلى غاية شهر ماي القادم في أجواء عائلية حميمية وأفراح تخيم على البساتين بمشاركة الآباء و الأبناء في عملية الجني . وقد بدأ تحويل منتوج الزهر يحظى بإهتمام المصنعين من خلال تركيز 5 وحدات تقوم بتحويل 60 % من حجم الإنتاج فيما يتم تقطير 40 % المتبقية تقليديا في المنازل حيث لا يكاد يخلو منزل في جهة الوطن القبلي من معدات لتقطير الزهر و العطرشاء وبقية النباتات الزيتية الأخرى ... وهي تقاليد لا تزال تحتفظ بها العائلات وتحافظ عليها من جيل لآخر . وقد اكتسب منتوج الزهر بعدا عالميا بعد أن أصبحت تتهافت عليه أرقى شركات تصنيع العطورات وخاصة الفرنسية و الألمانية و الهولندية ... التي تشتري زيت النيرولي المستخرج من تقطير الزهر ، فال 400 كلغ من الزهر ينتج 1 لتر من زيت النيرولي الذي يروج في الأسواق العالمية بثمن يتراوح بين 3 و 4 آلاف دينار للتر الواحد ، وفضلا عن إستعماله في تصنيع العطورات عالية الجودة من الماركات العالمية المعروفة فإن هذا النوع من الزيوت يستغل في تصنيع الأدوية الخاصة في علاح البشرة . و لا يخفى على أحد أن منافع الزهر عديدة منها الصحية للوقاية من حرارة الشمس خلال فصل الصيف وكذلك غذائية من خلال استعمال ماء الزهر في صنع الحلويات و تناول المشروبات مثل القهوة و الشاي... والجدير بالذكر أن لموسم جني الزهر دور إجتماعي كبير وانعكاس مباشر على سوق الشغل من خلال انخراط حوالي 3 آلاف عائلة في عمليات الجني و التحويل و التقطير لفترة تقارب 3 أشهر من السنة وهذا من شأنه أن يؤكد القيمة التي ينفرد بها هذا المنتوج الفلاحي الذي لا بد على المصالح المعنية أن تضبط له إستراتيجية خاصة في توسيع المغروسات من أشجار الأرنج لتعويض المساحات التي انقرضت بسبب حركة التوسع العمراني التي اكتسحت الأراضي الفلاحية بمناطق الإنتاج .